هداية الطريق
إلى المنهج العتيق




وضع
العبد الفقير
محمد بن جمعه بن راشد الراسبي الأثري
بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم



[right]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الْحَمْد لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران: 102]
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1]
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً))[الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذه قائمة بأسماء كتب ورسائل منهجية، أعددتها لإخواني طلبة العلم وسائر السلفيين، وهذا ما تقتضيه النصيحة الإيمانية، والمحبة الأخوية، فعن أبي رقية تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" (رواه مسلم).
وعن أبي حمزة أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري ومسلم).

وقد حملني أيضا على إعداد هذه القائمة= ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من تفرق واختلاف يتمثلان في الفرق والجماعات والأحزاب والحركات المعاصرة، كل يدعو إلى عقيدته ومنهجه وفكره! حتى اختلط الأمر على المسلمين، واصبحوا في حيرة من أمرهم، من يتبعون؟ وبمن يقتدون؟!
ولكن -لله الحمد والمنة- لم يعدم الخير في هذه الأمة المرحومة ولن يعدم، إذ لا تزال طائفة منها متمسكة بالهدى والدين الحق إلى قيام الساعة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" (رواه مسلم)، ومن هنا وجب على كل مسلم صادق، التعرف على منهج هذه الطائفة المباركة التي تلتزم الإسلام الحق= منهج السلف الصالح، الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، التي توصف بأهل السنة والجماعة، نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا منهم... آمين.

ويسلم -بتمسكه بالمنهج السلفي- من غوائل الانحرافات العقدية، وشبهات الفكر المردية، خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الشبهات والشهوات، والأحزاب والتكتلات، والبدع وأهلها، وانتشرت كتبهم، وظهرت بعض الظواهر= كظاهرة التكفير والتفجير، وظاهرة التعصب والتقليد، وظاهرة الإفراط أو التفريط، وظاهرة الجرح والتجريح، وظاهرة التنطع والتشديد، وظاهرة الترخص والترخيص، وظاهرة التلفيق والتلزيق، وظاهرة التحزب والتكتيل، وآخرها ظاهرة الفوضى والتغيير!

إن الانحرافات العقدية، والحيدة عن منهج السلف الصالح، والانخداع بزخرف قول أرباب المذاهب المنحرفة هو الذي فرق الأمة، وأضعف قوتها، وكسر شوكتها، والواقع شاهد على ذلك، ولا مخرج لها من ذلك إلا بالرجوع إلى ما كان عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأئمة الهدى، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وإن النكوص عن جادة التوحيد، والرغبة عن منهج السلف الصالح، منافاة للعقل، ومجافاة للعدل، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد : 25]. وإن أعظم القسط التوحيد، وهو رأس العدل وبه قوامه، وإن أظلم الظلم الشرك، قال تعالى حكاية عن لقمان في وصيته لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 13].


وأهم ما ينبغي أن يعتني به الطالب هو حفظ كتاب الله تعالى، وتدبره، والاكثار من تلاوته، وقراءة كتب التفسير، وقراءة كتب السنة النبوية، لاسيما الكتب التسعة ورياض الصالحين ومشكاة المصابيح والأدب المفرد، وحفظ ما استطاع منها، وجرد كتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم= فلا يستغني عن كتاب واحد لهم، وقراءة كتب الاعتقاد، فقد دون أَفذاذُ العلماءِ من أَهل السنة والجماعة مؤلفات كثيرة في اعتقاد السَّلف الصالح، وعُنوا بتقعيد أُصولها، واستدلوا عليها من الكتاب والسنة، وأقوال أئمة الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإِحسان، وردوا على أَهل البدع والأهواء، وكشفوا عوراتهم، وزيف أقوالهم، وهباء أفكارهم، وواجهوا الباطل بالحق، والجهل بالعلم، والبدعة بالسنة، وجردوا أَهل البدع من سلاحهم، وأَظهروا الحق، وأَبطلوا الباطل، وما ذاك إِلا صيانة للدِّين، وسأَذكر لك أهم المؤلفات حتى تكون على بينة، وبصيرة، وعلم في عقيدتك ومنهجك، من أين أخذته؟ وما مصدره؟ حتى تعلم أَن هذهِ العقيدة -عقيدة السلف الصالح- هي الأَصل في دين الحق، وما طرأَ عليها من التحريفات في القرون المتأخرة فهو دخيل على العقيدة التي تلقاها سلفنا الصالح -الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإِحسان- من صاحب الشريعة الغراء، ورسول هذا الدِّين العظيم، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-

وإليك أهم الكتب المعتمدة في العقيدة:
1-" كتاب السنة ": الإمام أَحمد بن حنبل رحمه الله- 241 هـ.
2-" كتاب السنة ": عبد الله ابن الإمام أحمد - 290 هـ.
3-كتاب السُّنة ": أَبو بكر أَحمد بن يزيد الخلال - 211 هـ.
4-" كتاب السنَّة ": الحافظ أَبي بكر بن أبي عاصم - 287 هـ.
5-" كتاب السنة ": محمد بن نصر المروزي - 294هـ.
6-" شرح السُّنة ": الإمام حسن بن علي البربهاري - 329 هـ.
7-" شرح السنة ": الإمام الحسين بن مسعود البغوي - 436 هـ.
8-" الشريعة ": الإمام أَبي بكر محمد بن الحسين الآجري - 360هـ.
9-" كتاب أَصل السنة واعتقاد الدِّين ": الإمام أَبي حاتم الرازي - 327هـ.
10-" صريح السنَّة ": الإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري - 310 هـ.
11-" شرح مذاهب أَهل السُنَّة ومعرفة شرائع الدين": عمر بن أحمد بن شاهين - 279 هـ.
12-" أصول السُّنة ": الإمام ابن أَبي زَمنين الأندلسي - 399هـ.
13-" شرح السُّنة ": الإمام إسماعيل بن يحي المزني – 264 هـ.
14-" شرح السُّنة ": الإمام أبي عيسى السلمي الترمذي – 279 هـ.
15-"اعتقاد الإمام الشافعي": رواية أبي طالب العشاري – 204 هـ.
16-" كتاب النزول ". 17-" كتاب الصفات ".
18-" كتاب الرؤية ": جميعها للإمام الحافظ علي بن عمر الدارقطني - 385هـ.
19-" كتاب التوحيد وإِثبات صفات الرب عزَّ وجل ": الإمام محمد بن إِسحاق بن خزيمة - 311 هـ.
20-" مقدمة ابن أَبي زيد القيرواني في العقيدة ": عبد الله بن أبي زيد القيرواني - 386 هـ.
21-" الإِبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة ": الإمام ابن بطة العكبري - 387 هـ.
22- " اعتقاد أَئمة أهل الحديث ": الإمام أبو بكر الإسماعيلي - 371 هـ.
23-" الإٍبانة عن أصول الديانة ". 24-" رسالة إلى أَهل الثغر ".
25-" مقالات الإِسلاميين ": جميعها للإمام أَبي الحسن الأشعري - 320هـ.
26-" عقيدة السلف وأَصحاب الحديث ": الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني- 449 هـ.
27-" المختار في أصول السُّنَّة ": الإمام الحسن بن أَحمد بن البنا الحنبلي البغدادي - 471هـ.
28-" شرح أصول اعتقاد أَهل السنة والجماعة ": الإمام هبة الله بن الحسن اللالكائي - 418 هـ.
29-" كتاب الأَربعين في دلائل التوحيد ": أَبو إِسماعيل الهروي - 481 هـ.
30-" كتاب العظمة ": أَبو الشيخ الأَصفهاني - 369هـ.
31-" الاعتقاد والهداية ": أَبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي -458هـ.
32-" الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أَهل السنة ": إِسماعيل بن محمد الأصفهاني 535 هـ.
33-" العقيدة الطحاوية ": الإمام أَحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الحنفي - 321 هـ.
34-"اعتقاد أهل السنة والجماعة": حجة الإسلام عدي بن مسافر الأموري- 555 هـ.
35-" لمُعة الاعتقاد الهادي إِلى سبيل الرشاد ": الإمام عبد الله بن قدامة المقدسي - 620 هـ.
36-" النصيحة في صفات الرب جل وعلا ": الإمام عبد الله بن يوسف الجويني - 438 هـ.
37-" تجريد التوحيد المفيد ": الإمام أَحمد بن عدي المقريزي – 845 هــ.
38-" كتاب التوحيد ومعرفة أَسماء الله وصفاته ": الإمام محمد بن إسحاق بن منْده- 395 هـ.
39-" كتاب الإِيمان": الإمام أَبي عبيد القاسم بن سلام - 224هـ.
40-" كتاب الإِيمان ": الحافظ محمد بن يحيى بن عمر العدني - 243 هـ.
41-" كتاب الإِيمان ": الحافظ أَبي بكر بن محمد بن أَبي شيبة - 235هـ.
42-" كتاب الإِيمان ": الحافظ محمد بن إِسحاق بن منده - 395هـ.
43-" شعب الإِيمان ": الحافظ أَبي عبد الله الحليمي البخاري - 403هـ.
44-" مسائل الإِيمان ": القاضي أبي يعلى - 458هـ.
45-" الرد على الجهمية ": الإِمام الحافظ ابن منده - 359 هـ.
46-" الرد على الجهمية ": الإِمام عثمان بن سعيد الدارمي - 280 هـ.
47-" الرد على الجهمية والزنادقة ": الإمام أَحمد بن حنبل - 241 هـ.
48-" الرد على من أَنكر الحرف والصوت ": الإمام عبيد الله بن سعد السجزي - 444 هـ.
49-" الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ": الإمام عبد الله الدينوري - 276هـ.
50-" خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل ": الإمام البخاري - 256 هـ.
51-" العلو للعلي العظيم وإِيضاح صحيح الأَخبار من سقيمها ".
52-" الأَربعين في صفات رب العالمين ": كلاهما للإمام الذهبي - 748هـ.
53-" كتاب العرش وما روي فيه ": الحافظ محمد بن عثمان بن أَبي شيبة العبسي - 297 هـ.
54-" إِثبات صفة العلو ": الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي - 620 هـ.
55-" أَقاويل الثقات في تأويل الأَسماء والصفات ": الإمام مرعي بن يوسف الكرمي - 1033 هـ.
56-" البعث والنشور ". 57-" إِثبات عذاب القبر ": كلاهما للإِمام البيهقي - 458 هـ.
58-" التصديق بالنظر إِلى الله تعالى في الآخرة ": الإمام أَبي بكر الآجري - 360 هـ.
59-" الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد ": الإمام علاء الدين ابن العطار - 724هـ.
60-"العيون والأَثر في عقائد أَهل الأَثر ": الإمام عبد الباقي المواهلي الحنبلي - 1071هـ.
61-" قطف الثمر في بيان عقيدة أَهل الأَثر ".
62-" الدين الخالص ": كلاهما لمحمد صديق خان القنوجي - 1307هـ.
63-" لوامع الأَنوار البهية وسواطع الأَسرار الأَثرية ".
64-" لوائح الأَنوار السّنية ولواقِحُ الأَفكار السنِّية شرح قصيدة ابن أَبي داود الحائيّة ":
كلاهما للعلامة محمد بن أَحمد السفاريني - 1188 هـ.

فكان لزاما على من نصح نفسه، وطلب نجاتها، وخاف من الانجراف في تيارات الزيغ والباطل، أن يهتم بهذه الكتب، فهي والله السمع والبصر فحرام على شادي العلم أن يتبصر علما دونها، ولكي يطمئن قلبه الى العقائد الصحيحة بأدلتها النقلية والعقلية، مع سؤال الله أن يثبته على المنهج الحق.

ويهتم كذلك بدراسة كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب، وقراءة المجاميع العلمية =العلامة ابن السعدي والعلامة المعلمي والعلامة الشنقيطي والإمام ابن باز، وتراث الإمام محمد صالح العثيمين، وكتب الإمام مقبل الوادعي، ويحرص على اقتناء جميع تراث الإمام محمد ناصر الدين الألباني، وسماع جميع أشرطته= فقد نصر رحمه الله السلفية والسلفيين ومنهج السلف في هذا العصر أعظم نصر، وكذلك تحقيقات ومؤلفات تلاميذه -حفظهم الله- وسماع محاضراتهم ودروسهم العلمية= فلهم نشاط وجهود قوية في الدعوة ونشر العلم.

وأنبه إلى أني لم أذكر كتب ورسائل من عرف بتغير حالهم -اسأل الله أن يهديهم-، ولم أذكر كذلك من عندهم ضعف في التأصيل العلمي -ولو كان لأسمائهم شيء(!) من اللمعان!- وممن لا يفقهون حقائق الأمور! ولا يدركون عواقب الأحداث والحوادث! -غفر الله لهم-، والله -سبحانه وتعالى- الموفق.


اللهم اجعل عملي كله صالحا ولوجهك خالصا

ولا تجعل فيه لأحد شيئا

اللهم انفع بهذا البحث:

واضعه، وقارئه، وسامعه، وناشره،

آمين يا رب العالمين

وكتب:
محمد بن جمعه بن راشد الراسبي الأثري

بالمدينة المنورة 24/شوال/1437 هــ