من مقدمة التحقيق في مسائل الخلاف لابن الجوزي
فصل كان السبب في إثارة العزم لتصنيف هذا الكتاب ، أن جماعة من إخواني ومشايخي في الفقه كانوا يسألوني في زمن الصبا جمع أحاديث التعليق ، وبيان ما صح منها ، وما طعن فيه ، وكنت أتوانى عن هذا لشيئين : أحدهما : اشتغالي بالطلب ، والثاني : ظني أن ما في التعاليق في ذلك يكفي ، فلما نظرت في التعاليق رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة ، يعول أكثرهم على أحاديث لا تصح ، ويعرض عن الصحاح ، ويقلد بعضهم بعضا فيما ينقل.