تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 80

الموضوع: تسلسل الحوادث في القدم هو قول السلف المقدم

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    هذا كلام مهم يزيل الالتباس- يقول الامام الطحاوى رحمه الله-(مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ)، قوله (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ...) إلى آخره، أراد به أنه جل وعلا لم يزل بصفاته؛ متصفا بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات المنظورة، التي تراها الآن، والتي لا تراها مما هو موجود، قال (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا) هذا فيه بحث مرّ معكم في اسم القديم أو في وصف الله جل وعلا بالقِدم.
    (لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ) تركيب هذه الجملة كالتالي: لم يزدد شيئا جل وعلا من صفاته، لم يزدد شيئا بكونهم -يعني بوجودهم وإيجادهم وخلقهم- لم يزدد شيئا، وهذا الشيء وُصف أنه لم يكن قبلهم من صفته؛ يعني أنّ الرب جل وعلا ما ازداد شيئا لما عليه سبحانه قبل أن يخلقهم؛ بل هو سبحانه بصفاته قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خلق الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يعطَّل الرب من صفاته؛ لأن تعطيل الرب من صفاته نقص، والله سبحانه متنزِّه عن النقص بأنواعه.
    وهذا الكلام منه مع ما بعده متصل، ولذلك سنذكر ما يتعلق به من المسائل متتابعا بعد بيان هذه الجمل الآتية:
    قال (وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا) يعني أنّ صفات الرب جل وعلا كما أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية؛ بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا.
    قال(لَيْسَ [بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ]اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِ الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي") أراد بذلك أنه جل وعلا من أسمائه الخالق ومن صفاته الخلْق قبل أن يَخلق، فلم يصر اسمه الخالق بعد أن خلق؛ بل هو اسمه الخالق جل وعلا قبل أن يخلق، ولم يكن اسمه الباري بعد أن برأ الخليقة؛ بل اسمه الباري قبل أن يبرأ الخليقة.
    لهذا قال بعدها (لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلَا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ وَلَا مَخْلُوقَ) وقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق؛ يعني قبل أن يكون ثَم مخلوق هو خالق، وقبل أن يكون ثَم مربوب هو جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى.
    قال (وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَى اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ) فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثم ميْت، قبل أن يميت الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
    هذه الجمل مترابطة في الدلالة على المعنى الذي ذكرته لك، وهذا المعنى الذي دلّ عليه كلام الطحاوي ترتبط به مسائل مهمة جدا بهذا الموضع، وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة، وذلك أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة، لهذا نبيّن ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحا للمقال.
    المسألة الأولى: أنّ الناس اختلفوا في اتّصاف الله جل وعلا بصفاته: هل هو متصاف بها بعد ظهور آثارها وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك؟ على مذاهب:
    المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحا نحوهم مِنْ أنّه جل وعلا لم يَصِر له صفات ولا أسماء إلا بعد أن ظهرت آثارُها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصلٍ عندهم وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سمّاه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق.
    فعندهم أنّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم ولم تكن له هذه الصفات.
    فقبل أن يكون ثَم سامع لكلامه فليس هو سبحانه متكلما، فلما خلق سامعا لكلامه خلق كلاما -عند المعتزلة والجهمية- فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلم أو صفة الكلام لمّا خلق مَنْ يسمع كلامَه، كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه أو أنواع النعم والمنعم والمحيي والمميت، كل هذه لا تطلق على الله -عندهم- إلا بعد أن وُجد الفعل منه، على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
    المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
    فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
    وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    والمذهب الثالث: هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة؛ أعني عامة أهل السنة، وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
    ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل -كما سيأتي بيانه- في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).
    وهذا منهم -يعني من أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.
    وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أنّ الله جل وعلا كان بلا صفات وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا؛ لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته.
    وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متّصف ولا أثر للصفة.
    ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب.
    ولهذا نقول إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعمّ ما كان في حيّز صلتها.
    بقي أنْ يُقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكّم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها.
    وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختصر.
    المهم أن يتقرر في ذهنكَ أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص للرّب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور. [شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ ]--------------------------------------------------------------------------------هذا هو خلاصةمسألة ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات وانا اسأل سؤال للذين يقولون ان هذا العالم هو اول المخلوقات وهذ العالم بالنسبة الى الزمان المطلق
    هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب ونقول ان نسبة هذا العالم بالنسبة الى الزمان بعامة كما ياخذ المداد من البحر كما قال الرب جل وعلا عن كلماته الكونية-
    قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا- بل لو نفد البحر كما قال الله جل وعلا - لجئنا بمثله مددا فهذا العالم بالنسبة الى الزمان المطلق كما يأخذ المداد من البحر بل لو نفد البحر لجاء الله بمثله مددا فلهذا نقول
    من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق،بل فى ادراك العوالم الاخرى وننتقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب. معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات هذا من لوازم من يقول ان اول المخلوقات هذا العالم المشهود فالسؤال هنا هل كان الله معطلا هذا الزمان المطلقطويلا طويلاً جدا الذى تعجز العقول عن ادراكه -
    الاجابة
    - ان
    مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل - في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).- ولكن ما هى اجابة من ينكر ذلك هل كان الله معطلا عن الفعل فى هذاالزمن المطلق الطويل جدا جدا قبل خلق هذا العالم الاجابة لا واللهفكلمات الرب جل وعلا الكونية لا تنتهى قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    ولكن ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾) يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته.فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه، ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجب له من الجلال وما هو عليه سبحانه وتعالى من صفات الذات ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال الأعظم، فإنهم سيحتقرون أنفسهم، وسيعلمون أنه ما ثَم ينجيهم ويشرفهم إلا أن يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه.فإذا تأمل العبد صفات الربوية وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا، وأن ذات الله جل وعلا عظيمة، وأنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن من خلقه الجلال وهو جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى في ملكوته الواسع -الذي الأرض كَشِبْه لا شيء في داخل ذلك الملكوت- يفيض رحمته ويفيض في نعيمه على من شاء، ويرسل عذابه على من شاء، وينعِّم من شاء، ويصرِف البلاء عن من شاء، وهوسبحانه ولي النعمة والفصل، فترى أفعال الله جل وعلا في السماوات وترى عبودية الملائكة في السماوات؛ تراها متجهة إلى هذا الرب العظيم المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام «أَطّتِ السّمَاءُ وَحُقّ لَهَا أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاّ وَمَلَكٌ قائم أو مَلَكٌ راكع أو مَلَكٌ سَاجِد» وهذا لأجل تعظيمهم لأمر الله، فتنظر إلى نفوذ أمر الله في ملكوته الواسع الذي لا نعلم منه ما هو لنا من هذه الأرض وما هو قريب منها؛ بل نعلم بعض ذلك،ومن اسباب رسوخ الايمان رسوخ الإيمان في القلب وتعظيم الرب جل وعلا أن يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض كما أمر الله جل وعلا بذلك حين قال ﴿قُلْ اُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾[يونس:101]، وقال جل وعلا ﴿أَوَلَمْ [يَنْظُرُوا] فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءِ﴾[الأعراف:185]، وقال أيضا جل وعلا ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ(190) لَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191)﴾


  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,346

    افتراضي

    بارك الله فيك على هذا النقل في بيان مذهب أهل السنة وتمييزه عن مذاهب المبتدعة
    والمذهب الثاني -الذي ذكره الشيخ صالح- عن الأشاعرة هو ما يجتهد هنا الأخ الطيبوني في احيائه بعد مماته
    و قد علمت من أول سطر كتبته أنك تقول بمذهب الأشاعرة والجهمية في هذا المسألة و أنك تحسب أن من خالفهم هو شيخ الاسلام , مع أني نقلت لك عنه أن هذا هو قول أئمة الحديث المذكورة أسماؤهم ممن هم أعلم من الطبري بأقوال السلف ,
    ((

    وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
    الْحَيُّ الْفَعَّالُ،
    وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.))
    انتهى
    ألا ينتهي كل مبتدع ويرتدع عن أن يتبع أهل البدع , من الأشاعرة ومن شاكلهم ومن شابههم ؟؟

    أنظر الى قوة فقه السلف وعمق فهمهم , (الحي هو الفعال )

    فالحياة الكاملة ليس فيها الا الفعل ومن لا يفعل فهو ليس بحي


    ونقل البخاري عن نعيم بن حماد أنه قال : الْحَيُّ هُوَ الْفَعَّالُ وَمَا لَيْسَ بِفَعَّالِ فَلَيْسَ بِحَيِّ
    .))
    والأشاعرة ليس لهم عقل و لا هم التزموا النقل وبيس عندهم الا التعطيل , والا فروا منه الى التأويل

    ومنذ البداية وانا أقول لك أن الناس افترقوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال , قولان باطلان , --وأنت على احدهما وقول ثالث هو لأهل الحديث
    قال شيخ الاسلام (ان الغلط في معنى هذا الحديث هو من عدم المعرفة بنصوص الكتاب والسنة، بل والمعقول الصريح؛ فإنه أوقع كثيراً من النظار واتباعهم في الحيرة والضلال، فإنهم لم يعرفوا إلا قولين:
    قول الدهرية القائلين بالقدم،
    وقول الجهمية لقائلين بأنه لم يزل معطلاً عن أن يفعل أو يتكلم بقدرته ومشيئته، ورأوا لوازم كل قول تقتضي فساده وتناقضه، فبقوا حائرين مرتابين جاهلين، وهذه حال من لا يحصى منهم، ومنهم من صرح بذلك عن نفسه كما صرح به الرازي وغيره.))
    وقال (((وبعضهم يظن أن من خالف ذلك فقد قال بقدم العالم، ووافق الفلاسفة الدهرية؛ لأنه نظر في كثير من كتب الكلام فلم يجد فيها إلا قولين:
    قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم إما صورته وإما مادته، سواء قيل: هو موجود بنفسه؛ أو معلول لغيره.

    وقول من رد على هؤلاء من أهل الكلام: الجهمية؛ والمعتزلة؛ والكرامية؛ الذين يقولون: إن الرب لم يزل لا يفعل شيئاً ولا يتكلم بشيء، ثم أحدث الكلام والفعل بلا سبب أصلاً.))
    وأنت لا مناص لك من اختيار أحد القولين و لا تمسك العصى من الوسط , والا كنت كما قلت لك سابقا كالرازي الذي جمع بين النقيضين جراء تردده وحيرته في المسألة
    وطوائف المبتدعة انما فروا من قول الفلاسفة الذين قالوا بقدم العالم , فظنوا ان اثبات دوام الفاعلية لله عزوجل يقتضي وجود المخلوق معه في الأزل أي اثبات القدم للعالم
    فلم يجد مفرا الا القول بنفي الحوادث عن الله تعالى وأنها لا تقوم به سبحانه ,
    وأنا لم أوجب على على الله تعالى أن يخلق بل انت وسلفك من الاشاعرة من أوجب على الله تعالى أن لا يخلق ولا يفعل
    بل أن هؤلاء المبتدعة نفوا أن يكون الله تعالى فاعلا الا بعد وجود الفعل


    وتأمل كلام الامام الطحاوي وهو أعلم بالحديث من الأشعري وأصحابه حين فرق بين الصفة والاسم
    (وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى
    بَعْدَمَا أَحْيَى
    اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ))
    فالاسم استحقه قبل الاحياء لكن 'محيي الموتى ) اتصف به بعد وجود فعل الاحياء
    ولا يمكن أن يكون أحي الموتى , ولم يكن الموتى قد وجدوا بعد
    ولا يمكن أن يتصف بالفعل ولما يحدث الفعل منه سبحانه , وهذا أبين من يبين
    وبعد هذه العجالة انتظر الرد على تمسكك بكلام الطبري , وتشبثك بمسألة أول مخلوق



  5. #25

    افتراضي

    هذا الكلام يطرح سؤالاً لعل الإشكال في الأفعال لا في الصفات ؛ فمن أثبت صفة الخالق قال هذه صفة قائمة بالذات لا تقوم إلا بمخلوق وهذا قول المتكلمة ومن وقاسوا ذلك على أن الإنسان لا يتصف بالفعل إلا إذا قام به وإن كان يمتلك صفته والقول الآخر لم يثبت له الصفة وقال أن العلة مستوجبة للمعلول ولا تتأخر عنه وهذا قول المعتزلة وخالفوا المتكلمين أن الصفة مقترنة للفعل فلا يسمى خالقاً حتى يخلق فإذا كان خلق العرش أو القلم فهو لم يتصف بالخلق إلا حينذاك وهذا يقابله قول آخر هو قول طائفة من اهل الحديث والسنة المعاصرين أن خالق في الأزل هذه خالفوا فيها المعتزلة وقولهم أنه لا يمكن أن يكون معطلا في الأزل فهو مخالفة للمتكلمين الذين قالوا هو متصف بالصفة لكنه غير فعالة حتى خلق ؛ وهذا تفصيل للأقوال الثلاثة وفيما يتعلق بقول أهل الحديث انقسم القول إلى ضربين : ضرب يوجب إيجاباً أنه خالق في الأزل فإن لم يخلق فهو قول بالتعطيل وقول آخر يقول بالإمكان أي أنه متصف بالصفة قبل الخلق وقادر على أن يخلق في أي وقت شاء فالأمر راجع للمشيئة ولا أدري إذا كان بينهما تعارض بين الايجاب والإمكان لكن يتعين لي أنه لا تعارض والعلم عند الله
    [/quote]

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,194

    افتراضي

    اثراءا للموضوع /

    الامام ابن حزم يقول في مراتب الاجماع /

    بَاب من الإجماع فِي الاعتقادات يكفر من خَالفه باجماع
    اتَّفقُوا ان الله عز وَجل وَحده لَا شريك لَهُ خَالق كل شَيْء غَيره وَأَنه تَعَالَى لم يزل وَحده وَلَا شَيْء غَيره مَعَه ثمَّ خلق الاشياء كلهَا كَمَا شَاءَ وَأَن النَّفس مخلوقة وَالْعرش مَخْلُوق والعالم كُله مَخْلُوق (2) وَأَن النُّبُوَّة حق وَأَنه كَانَ أَنْبيَاء كثير مِنْهُم من سمى الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن وَمِنْهُم من لم يسم لنا وَأَن مُحَمَّد بن عبد الله الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَبْعُوث بِمَكَّة المُهَاجر إلى الْمَدِينَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلى جَمِيع الْجِنّ والانس إلى يَوْم الْقِيَامَة

    و يقول في مقدمة الكتاب /
    ( وإنما ندخل فِي هَذَا الْكتاب الإجماع التَّام الَّذِي لَا مُخَالف فِيهِ الْبَتَّةَ )

    المسالة عند ابن حزم من مسائل الاجماع التي لا يعلم فيها المخالف البتة
    او نقول وهو المقصود / لا يعلم ابن حزم في وقته مخالف يقول بتسلسل المخلوقات .
    يعني هذا القول الذي يدعى ان السلف و اهل السنة قد اجمعوا عليه لم يسمع به بتاتا ابن حزم
    لا اقصد انه لم يسمع بالاجماع . بل لا يعلم قائلا من المسلمين في زمنه او قبل ذلك يقول بهذا .

    فعندنا الان امامان قبل شيخ الاسلام ( الامام الطبري صاحب التفسير و ابن حزم ) لم يعلما و لم يسمعا قائلا من المسلمين يقول بتسلسل المخلوقات ( بتاتا)
    فالاول يحكي في تاريخه اختلاف السلف في اول مخلوق خلقه الله على الاطلاق و يحكي الروايات عن الصحابة و التابعين و كلام الناس دون ان يثبت قولا يقول بالتسلسل
    او يشير اليه و لو تضعيفا .
    و ابن حزم يروي الاجماع على ان الله لم يزل وحده و لا شيء معه ثم خلق الخلق .

    و مقام الامام الطبري في الرواية و ابن حزم في دراية كلام الناس يجعلني اجزم ان مثل هذه المسائل ليست بالتي تفوتهم درايتها و معرفة اصحابها خاصة اذا قلنا انها مسالة مجمع عليها بين سلف الامة ؟

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,346

    افتراضي

    وأخيرا تشبثت بخيوط العنكبوت و اختبأت و لجألت الى أوهن البيوت
    بعد أن انكسر أمامك مذهب الأشاعرة و تضعضع بين يديك رأي المبتدعة
    خاصة اذا قلنا انها مسالة مجمع عليها بين سلف الامة ؟
    أنى لك الاجماع يامسكين ؟
    ان كنت تقصد اجماع الأشاعرة والجهمية فقد نلته وفزت به و ما أسعدك به
    أما اجماع ينقله لك ابن جزم الظاهري فكن من المستيقنين والمستوثقين أنك لم تظفر الا بسراب تحسبه وأنت ظمآن ماء حتى اذا أتيته لم تجده شيئا .
    أبعد أن نفضت يديك من الأشاعرة ارتميت في أحضان ابن حزم , الباطني في الصفات , الظاهري في الأحكام .
    ألم تعلم أن الرجل -رحمه الله برحمته - كان فيه تجهم في الأسماء والصفات ؟
    وكتابه الذي طرت به فرحا , فيه كثير من المسائل المختلف فيها لكن يجكي خطأ الاجماع عليها
    أولم تعلم أن شيخ الاسلام أعلم الأنام بمقالات المسلمين قد صنف رسالة استدرك فيها على هذا الكتاب لابن حزم
    وكم وكم نقض فيها الاجماعات المدعاة , ولولا الاطالة والخروج عن الموضوع لنقلت لك منها أمثلة تقر بها عينك ويطمئن بها فؤادك
    أما الاجماع على هذه المسألة التي ادعيتها , فحبذا لو تذكر لنا واحدا فقط من أئمة السلف قال بهذا القول
    فان وجدت فأضف له آخر
    أما مسألة هل القلم أول أو العرش , ففيها خلاف , على قولين حكاهما أبو العلاء الهمداني كما ذكر شيخ الاسلام واقرأ بعضا مما قاله وانظر كيف ينقل الخلافات مما لن تجده ولن تقرأه الا عنده
    قال شيخ الإسلام: قد ذكرنا أن للسلف في العرش والقلم أيهما خلق قبل الآخر قولين، كما ذكر ذلك الحافظ أبو العلاء الهمداني وغيره.
    أحدهما: أن القلم خلق أولا كما أطلق ذلك غير واحد وذلك هو الذي يفهم في الظاهر في كتب من صنف في الأوائل كالحافظ أبي عروبة بن أبي معشر الحراني وأبي القاسم الطبراني للحديث الذي رواه أبو داود ...))
    ثم قال (والثاني: أن العرش خلق أولا قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في مصنفه في الرد على الجهمية: حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا سفيان الثوري حدثنا أبو هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال: "إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب ما هو كائن وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه" ورواه أيضا أبو القاسم اللالكائي في كتابه في شرح أصول السنة من حديث يعلى عن سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال قيل لابن عباس: إن أناسا يقولون في القدر؟ قال: "يكذبون لئن أخذت بشعر أحدهم لا نصونه أي لآخذن بناصيته إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا
    فخلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه".
    وكذلك ذكر الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب الأسماء والصفات لما ذكر بدء الخلق فذكر حديث عبد الله بن عمرو وعمران بن حصين وغيرهما وسنذكر هذين الحديثين إن شاء الله تعالى ثم ذكر حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} على أي شيء كان الماء؟ قال: "على متن الريح"....)) انتهى كلامه

    واحتج من قال بأن العرش سابق للقلم برواية ابن عباس
    (قال:"إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئًا، فكان أول ما خلق الله القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن، وأن ما يجري على الناس على أمر قد فرغ منه")
    وهذا صريح في أن العرش متقدم على القلم وأن القلم هو أول باعتبار هذا العالم المشهود الذي له تعلق بالانسان
    وليس في كلام ابن عباس أن الله لم يخلق شيئا قبل العرش
    فهذا لا يمكن أن يقوله الا نبي , ولم ولن يقوله النبي عليه السلام
    ومن عنده قول عنه أو عن الصحابة -ماعدا رواية أبي رزين- فلا يبخلن علينا باخراجه الينا
    ولذلك تجد أن الله قال في القرآن (وكان عرشه على الماء )
    فمن يستطيع أن ينبئنا أيهما أسبق , الماء أو العرش ؟
    بل ان ابن اسحاق قال ان أول مخلوق عنده هو النور , ومن يقول ان الظلمة قد سبقت أو اقترنت بالنور فلم يبعد
    (وجعل الظلمات والنور )
    وجعل هنا بمعنى خلق.



  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    جزى الله خيرا اخونا أحمد القلى على عرض هذا الموضوع القيم الذى افاض فيه فى عرض الادلة وتنوعها - عرضا ونقضا لبنيان أدلة المخالفين وكشفا للشبهات وإزاله للاوهام والالتباس عن مذهب اهل السنة والحديث والاثر فلا يسع المخالف بعد وضوح الحجج والبراهين الا التسليم كما قال جل وعلا-

    ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ---------------------------------------------------------
    سبحان الله إن هي والله إلا فتنة أعمت القلوب عن مواقع رشدها، وحيرت العقول عن طرق قصدها، تربى فيه الصغير وهرم عليه الكبير، فظنت خفافيش الأبصار أنها الغاية التي تسابق إليها المتسابقون، والنهاية التي تتنافس فيها المتنافسون وهيهات أين الظلام من

    الضياء،
    وأين الثرى من كواكب الجوزاء، وأين الحرور من الظلال، وأين طريقة أصحاب اليمين من طريقة أصحاب الشمال، وأين القول الذي لم تضمن لنا عصمة قائله بدليل معلوم من النقل المصدق عن القائل المعصوم وأين العلم الذي سنده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين سبحانه، من الخوض الذي سنده شيوخ الجهمية والمعتزلة وفلاسفة المشائين، بل أين الآراء التي أعلى درجاتها أن تكون عند الضرورة سائغة الاتباع إلى النصوص النبوية الواجب على كل مسلم تحكيمها والتحاكم إليها في موارد النزاع، وأين الآراء التي نهى قائلها عن تقليده فيها وحض على النصوص التي فرض على كل عبد أن يهتدي بها ويتبصر. وأين الأقوال والآراء التي إذا مات أنصارها والقائمون بها فهي من جملة الأموات، إلى النصوص التي لا تزول إلا إذا زالت الأرض والسماوات.
    لقد استبان والله الصبح لمن له عينان ناظرتان؛ وتبين الرشد من الغي لمن له أذنان واعيتان، لكن عصفت على القلوب أهوية البدع والشبهات والآراء المختلفات، فأطفأت مصابيحها وتحكمت فيها أيدي الشهوات فأغلقت أبواب رشدها وأضاعت مفاتيحها، وران عليها كسبها وتقليدها لآراء الرجال، فلم تجد حقائق القرآن والسنة فيها منقذا وتمكنت فيها أسقام الجهل والتخليط فلم تنتفع معها بصالح الغذاء، واعجبا جعلت غذاءها من هذه الآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تقبل الاغتذاء بكلام الله تعالى ونص نبيه المرفوع، واعجبا كيف اهتدت في ظلم الآراء إلى التمييز بين الخطأ فيها والصواب، وعجزت عن الاهتداء بمطالع الأنوار ومشارقها من السنة والكتاب، فأقرت بالعجز عن تلقي الهدى من مشكاة السنة والقرآن، ثم تلقته من رأي فلان ورأي فلان.
    سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس الهدى من مشكاتها من الكنوز والذخائر، وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر، قنعوا بأقوال استنبطوها بمعاول الآراء فكرا،وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا، درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها، ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ووقعت أعلامه من أيديهم فليسوا

    يرفعونها،
    وأفلت كواكبه من آفاقهم فليسوا يبصرونها، وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يثبتونها، خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التحريف بالتأويلات الباطلة، فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم المخذولة كمين بعد كمين، نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام، وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز. وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل المجاز. أنزلوا النصوص منزلة الخليفة العاجز في هذه الأزمان، له السكة والخطبة وما له حكم نافذ ولا سلطان، حرموا والله الوصول بخروجهم عن منهج الوحي وتضييع الأصول، وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابهم أحوج ما كانوا إليها،حتى إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور، وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه؛ وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وسقط في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه.
    فياشدة الحسرة عندما يعاين المبطل سعيه وكده هباء منثورا، ويا عظم المصيبة عندما تبين بوارق آماله وأمانيه خلبا وغرورا، فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه سبحانه وتعالى يوم تبلى السرائر، وما عذر من نبذ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره في يوم لا ينفع فيه الظالمين المعاذر. أفيظن المعرض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن ينجو غدا بآراء الرجال ويتخلص من مطالبة الله تعالى له بكثرة البحوث والجدال أو ضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالشطحات والمشارات وأنواع الخيال، هيهات. والله لقد ظن أكذب الظن ومنّى نفسه أبين المحال، وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى الله تعالى على غيره وتزود التقوى وائتم بالدليل وسلك الصراط المستقيم واستمسك من التوحيد واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.[ اعلام الموقعين]-------------------------------------------------------وبعد فأنا اعلم علم اليقين ان الاخ الطيبونى من الاخوه الكرام الذين يحبون اثراء المواضيع ومناقشتها وهو يصرح كثيرا بهذا فى كثير من مناقشاته فنحن نقدر جهده فلا تعجل عليه --
    قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ : أَنْشَدَنِي يُونُسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ : فَلا تَعْجَلْ عَلَى أَحَدٍ بِظُلْمٍ فَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ وَلا تُفْحِشْ وَإِنْ مُلِّئْتَ غَيْظًا عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ الْفُحْشَ لُومُ وَلا تَقْطَعْ أَخًا لَكَ عِنْدَ ذَنْبٍ فَإِنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الْكَرِيمُ وَلَكِنْ دَارِ عَوْرَتَهُ بِرَقْعٍ كَمَا قَدْ يُرْقَعُ الْخَلِقُ الْقَدِيمُ وَلا تَجْزَعْ وَاصْبِرْ فَإِنَّ الصَّبْرَ فِي الْعُقْبَى سَلِيمُ فَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا وَلا مَا فَاتَ يُرْجِعُهُ الْهُمُومُ " .


    -----------ولكن نقدر الجهد الاكبر الذى يقوم به الاخوة فى الرد وإعلاء الحق فجزى الله خيرا الاخ الطيبونى وأخونا الاخ الفاضل أحمد القلى على سعة صدره -ونحن والحمد لله فى سعة صدر فى مناقشة الجميع ما دام ملتزم بأدب الحوار وجزاكم الله خيرا------------ وكما قال ابن القيم وغير ه وبضدها تتبين الاشياء فالحق حسن فى نفسه ويطهر حسنه اكثر بالرد على ادلة المخالفين فالضد يظهر حسنه الضد، فإذا عرفت الشرك ظهر لك حسن التوحيد والإيمان بالله -عز وجل-
    كما قال الشاعر:

    الضـد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء

    فالضد إنما يظهر حسنه إذا عرفت ضده؛

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,194

    افتراضي

    الاخ الكريم /
    قلت ( حبذا لو تذكر لنا واحدا فقط من أئمة السلف قال بهذا القول )
    ان كنت تقصد هذا القول (
    أَنه تَعَالَى لم يزل وَحده وَلَا شَيْء غَيره مَعَه ثمَّ خلق الاشياء )

    فسافعل ان شاء الله . لكن اصبر علي
    و اعلم اخي الكريم اني لم ارد على كلامك و لن افعل ذلك لاني صراحة لمست ان عندك عي في ادراك حجة الخصم
    فدائما اسعى ان ابين لك وجه الاستدلال لكنك ترد بكلام جانبي لا ينقض شيئا مما ذكرت . و هذا كثير في كلامك

    فمثلا الامام ابن حزم عنده تجهم كما هو معلوم
    فلو حججتك بقوله او بما يراه لكان حقا لك ان تقول هو جهمي ينفي الصفات او ما شابه ذلك
    لكني قلت (
    او نقول وهو المقصود / لا يعلم ابن حزم في وقته مخالف يقول بتسلسل المخلوقات )
    فلم تفهم اخي وجه الاستدلال و هو ان ابن حزم في وقته و قبل ذلك لم يسمع و لم يعلم قائلا يقول ذلك
    و مثل هذا اخي الكريم لا ينقض بقولك ان ابن حزم كان جهمي .


  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,346

    افتراضي

    نصحك الاخوة الكرام لكني أراك لا تحب الناصحين
    ولويت عنقك ولم تلتفت اليه وكنت عنه من المعرضين
    و اعلم اخي الكريم اني لم ارد على كلامك و لن افعل ذلك لاني صراحة لمست ان عندك عي في ادراك حجة الخصم
    فدائما اسعى ان ابين لك وجه الاستدلال لكنك ترد بكلام جانبي لا ينقض شيئا مما ذكرت . و هذا كثير في كلامك
    لست كريما ولا الكرم يعرفني , ولكني جاهل كما وصفت ,أعياني عيي , حتى أبنت عنه أنت بعلمك فأهديت الي عيبي وقد سبق أن قلت لك أني عرفت مذهبك من أول سطر كتبته هنا
    والأشعرية لا يستطيع أن يخفيها أحد مهما تكتم واستخفى
    ولما أغرقتك أمواج الحق المتلاطمة , وعصفت بك رياح الحقيقة العاتية , و لم تبصر وأنت تغرق الا ابن حزم الذي أجمع أهل الأندلس في وقته أنه أشد الناس شذوذا عن الخلق , حتى أحرقت كتبه ونفي
    ومن ادعى الاجماع فهو كاذب , كما قال الامام أحمد ومثله الشافعي , لا سيما اذا ادعاه من اشتهر بخرق الاجماعات الصحيحة و اختراع الأقوال الشاذة المنكرة كما لا يخفى على من له أدنى اطلاع على أقوال ابن حزم في مسائل الدين كلها
    فابحث لك عن رجل آخر تعلق عليه بقايا مذهبك الأشعري الجهمي في هذه المسألة
    واعلم علم اليقين أن توقفك عن الردود لن يغير من الأمر شيئا ,بل يزيده اتضاحا وتوهجا وتوقدا

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,194

    افتراضي

    ابن حزم الذي أجمع أهل الأندلس في وقته أنه أشد الناس شذوذا عن الخلق , حتى أحرقت كتبه ونفي ؟؟ عجيب امرك

    و الاعجب انك ما زلت لم تدرك محل الشاهد مما ذكرت ؟؟
    و الاسلوب الذي تتكلم به و التهم اشعري و جهمي وو لاعجب ؟
    المهم نصيحة مشفق
    و الله حتى مذهب شيخ الاسلام لا تدريه
    تفضل هذا كلامك /
    في المشاركة 19

    ( نعم هو كذلك , فالقول بالامكان هو المتعين وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين قالوا بامتناع ذلك
    والأمر لا يحتمل الا الامكان أو الامتناع ولا ثالث لهما )

    و في المشاركة الاولى تقول /
    المعلوم أن نفي هذا التسلسل في الأزل هو قول الأشاعرة المخالف لقول السلف وهذا الذي سعى شيخ الاسلام في اثباثه واظهار الحق الذي خفي على كثير من الناس
    وقد صنف فيها تصنيفا كثيرا وقال فيها كلاما طويلا واستدل لها استدلالا قويا متينا منه استدلال نقلي ولكن معظمه عقلي يصعب على العقول استيعابه ويشفق اللبيب من خوض أعماق بحاره
    وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب , وما توفيقي الا بالله .
    ومعنى تسلسل الحوادث في القدم يقتضي أن لا يكون للمخلوقات ابتداء , وما من مخلوق الا وقبله مخلوق ويمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل ؟؟

    مرة تقول القول بالامكان هو المتعين ( و تخالف شيخ الاسلام )
    و مرة تقول باثبات التسلسل في الماضي و هو مضمون الموضوع

    حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟
    ام تقول بالوقوع لتثبت عندك و تتحقق صفة الخلق التي لا تثبتها الا مع و جود المخلوق

    المهم شكر الله سعيك و هداني و اياك للعلم النافع و العمل الصالح .




  12. #32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ابن حزم الذي أجمع أهل الأندلس في وقته أنه أشد الناس شذوذا عن الخلق , حتى أحرقت كتبه ونفي ؟؟ عجيب امرك

    و الاعجب انك ما زلت لم تدرك محل الشاهد مما ذكرت ؟؟
    و الاسلوب الذي تتكلم به و التهم اشعري و جهمي وو لاعجب ؟
    المهم نصيحة مشفق
    و الله حتى مذهب شيخ الاسلام لا تدريه
    تفضل هذا كلامك /
    في المشاركة 19

    ( نعم هو كذلك , فالقول بالامكان هو المتعين وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين قالوا بامتناع ذلك
    والأمر لا يحتمل الا الامكان أو الامتناع ولا ثالث لهما )

    و في المشاركة الاولى تقول /
    المعلوم أن نفي هذا التسلسل في الأزل هو قول الأشاعرة المخالف لقول السلف وهذا الذي سعى شيخ الاسلام في اثباثه واظهار الحق الذي خفي على كثير من الناس
    وقد صنف فيها تصنيفا كثيرا وقال فيها كلاما طويلا واستدل لها استدلالا قويا متينا منه استدلال نقلي ولكن معظمه عقلي يصعب على العقول استيعابه ويشفق اللبيب من خوض أعماق بحاره
    وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب , وما توفيقي الا بالله .
    ومعنى تسلسل الحوادث في القدم يقتضي أن لا يكون للمخلوقات ابتداء , وما من مخلوق الا وقبله مخلوق ويمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل ؟؟

    مرة تقول القول بالامكان هو المتعين ( و تخالف شيخ الاسلام )
    و مرة تقول باثبات التسلسل في الماضي و هو مضمون الموضوع

    حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟
    ام تقول بالوقوع لتثبت عندك و تتحقق صفة الخلق التي لا تثبتها الا مع و جود المخلوق

    المهم شكر الله سعيك و هداني و اياك للعلم النافع و العمل الصالح .



    السلام عليكم ورحمته وبركاته
    اخي الطيبوني لماذا لا تحرر مذهبك في مسألة تسلسل الحوادث وتفي المسألة بالتحرير لنستفيد من قولكم بدلا من هذه الردود المحتشمة والتي لا طائل ورائها
    وجزاكم الله خيرا

  13. #33

    افتراضي

    شكر الله وبارك جهود الإخوة الكرام سيما الأخ أحمد القلي والطيبوني!
    وحبذا لو وجّه صاحب الموضوع إلى الطيبوني أسئلة تحديدٍ لمذهبه، كما يحسن للطيبوني أن يحرّر مذهبه بدل الاعتراض الانتقائي لتقريرات القلي.

    قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في كتاب" الرد على الزنادقة والجهمية (ص275 -) قبل أن يولد ابن حزم وابن جرير الطبري رحمهما:
    " نقول: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء، ولا نقول: إنه قد كان ولا يتكلم حتى خلق كلاما.
    ولا نقول: إنه قد كان ولا يعلم حتى خلق علما فعلم.
    ولا نقول: إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه قدرة.
    ... فقلنا: لا نقول: إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره، ولكن نقول: لم يزل بقدرته، وبنوره، لا متى قدَر، ولا كيف قدر...
    ولا نقول:إنه قد كان في وقت من الأوقات ولا قدرة له حتى خلق القدرة، والذي ليس له قدرة هو عاجز...
    ولكن نقول: لم يزل الله عالما، قادرا، مالكا، لا متى، ولا كيف"

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة

    حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟






    قولك اخى الكريم الطيبونى--حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟--هذا السؤال بهذه الصيغة فيه نظر بل غلط- لان التسلسل ينقسم الى قسمين التسلسل الواجب والثانى التسلسل الممكن-فالاولالتسلسل الواجب: ما دل عليه العقل والشرع، من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد، وأنه كلما انقضى لأهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيماً آخر لا نفاد له، وكذلك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الأزل، وأن كل فعل مسبوق بفعل آخر، فهذا واجب في كلامه، فإنه لم يزل متكلماً إذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله ،التي هي من لوازم حياته، فإن كل حي فعال، والفرق بين الحي والميت: الفعل، ولهذا قال غير واحد من السلف: الحي الفعال، وقال عثمان بن سعيد: كل حي فعال، ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلاً عن كماله، من الكلام والإرادة والفعل----------------انظر هنا اخى الكريم الطيبوني-قال شيخ الاسلام- ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته، فإن كل حي فعال، والفرق بين الحي والميت: الفعل------------هذا هو التسلسل الواجب اخى الكريم------------------------------------------------------------------------------------------------اما الامكان هو ما يسمىالتسلسل الممكن: فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف، كما تتسلسل في طرف الأبد، فإنه إذا لم يزل حياً قادراً مريداً متكلماً، وذلك من لوازم ذاته - فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات له،وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل، ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه، فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدماً لا أول له، فلكل مخلوق أول، والخالق سبحانه لا أول له، فهو وحده الخالق، وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن قالوا: وكل قول سوى هذا فصريح العقل يرده ويقضي ببطلانه، وكل من اعترف بأن الرب تعالى لم يزل قادراً على الفعل لزمه أحد أمرين، لا بد له منهما: أما أن يقول بأن الفعل لم يزل ممكناً، وأما أن يقول لم يزل واقعاً، وإلا تناقض تناقضاً بيناً، حيث زعم أن الرب تعالى لم يزل قادراً على الفعل، والفعل محال ممتنع لذاته، لو أراده لم يمكن وجوده، بل فرض إرادته عنده محال وهو مقدور له وهذا قول ينقض بعضه بعضاً والمقصود: أن الذي دل عليه الشرع والعقل، أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن أما كون الرب تعالى لم يزل معطلاً عن الفعل ثم فعل، فليس في الشرع ولا في العقل ما يثبته، بل كلاهما يدل على نقيضه --------------------------------اذا تعريف الامكان من كلام شيخ الاسلام هو-فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات له،وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل -اذا اتضح من كلام شيخ الاسلام الفرق بين التسلسل الواجب والتسلسل الممكن وهو ما عبرت عنه اخى الكريم بكلمة الامكان----اذا التسلسل قسمان 1-التسلسل الواجب-دوام أفعال الرب تعالى في الأبد والازل-2- التسلسل الثانى-التسلسل الممكن وهو ان الله لم يزل يفعل وكلمة لم يزل يفعل -يعنى انه لم يزل الفعل واقعا-------------------------فمحصلة هذا الكلام -- كما قال شيخ الاسلام-أن يفعل أكمل من أن لا يفعل،---واكرر السؤال هنا ايضا الذى لم يجيب عنه القائلين بتعطيل الله عن الفعل--- هل كان الرب جل وعلا معطلا عن الفعل قبل خلق هذا العالم المشهود -وأجيب ما دام المعطلين لن يجيبوا- وانا قلت لن يجيبوا بصيغت النفى لانهم لو اجابوا لخرجوا عن التعطيل-فأجيبهم--
    إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,194

    افتراضي

    يا شيخ خلاص احنا نتكلم على تسلسل المخلوقات في الازل
    ارجع الى الردود و اصل موضوعه تفهم هذا
    هو في اصل الموضوع في المشاركة الاولى اثبت التسلسل و علل على ذلك ارجع اليه
    و في المشاركة 19 قال بالامكان و بعدم الوجوب
    و التعليل بظهور الكمال خاصة الذي ذكرته عن الشيخ صالح يلزم منه التسلسل وجوبا لا امكانا

    المهم

    اخي الكريم صاحب الموضوع قلت’ سابقا ان تسلسل الخلق في جانب الازل راجع للمشيئة و الارادة
    و كل من له عناية بالموضوع يعلم ان قائل هذا يثبت الامكان العقلي المتوقف على الشرع نفيا او اثباتا
    و المشهور من مذهب شيخ الاسلام رحمه الله انه يثبت التسلسل في الازل بحجة ان الكمال لا يكون الا بذلك
    و انه لا بد من وجود المخلوق الذي تظهر فيه كمالات صفات الباري عز وجل .
    هذا من اقوى حجج شيخ الاسلام في المسالة .
    و لما كان الحق في هذه المسالة و غيرها لا يظهر الا بالبحث و المناقشة اذ قد اقر الاخ في اول الموضوع انه من المسائل الخفية دلائلها شرعا و عقلا .
    احببت ان ادلي بما ظهر لي انه يضعف ما ذهب اليه شيخ الاسلام من وجوب ذلك في الازل .
    فلربما بمداخلات الاخوة و مشاركات الاحبة يظهر لك ما كان خافيا عنك من قبل

    فقلت ان الباري عز وجل موصوف بصفات الجلال ازلا و ابدا لا يتوقف ثبوت ذلك على غيره . و هذا معتقد لاهل السنة قاطبة ان الله غني بذاته لا يحتاج في غناه الى احد من خلقه .
    و ان القول انه لا بد من وجود مخلوق تظهر فيه كمالات الصفات تبطل ما اثبتناه من الكمال و الغنى الذاتي .
    اذ يصبح كمال الصفة يفتقر في ثبوته و وجوده الى المخلوق . اقول في وجوده و ليس في ظهوره ففرق بين الامرين .
    حتى لوقلنا ان المخلوق كائن بمشيئة و ارادة خلافا للفلاسفة . يبقى ان الكمال لا بد له من محل يظهر فيه . فيكون المخلوق ملازم للصفات ملازمة بعضها لبعض و ملازما لها ملازمة الذات للصفات .
    و قد قرات في تلبيس الجهمية مناقشة شيخ الاسلام للفخر الرازي في موضوع التحيز ( يعني ان الباري متحيز في مكان ) لا بد له منه ما دام انكم تثبتون العلو .
    كذا يقول الرازي .
    و جواب شيخ الاسلام له باننا نثبت الحيز او المكان العدمي لا الوجودي
    و هذا لكي لا نثبت قديم مع الباري عز وجل و لا نجعل وجود الباري مفتقر لغيره عز وجل
    هذا بالنسبة للذات جعلنا المكان و الحيز عدمي و هو حق . فلا نلزم ان وجود الله مفتقر لمكان و حيز لا يتحقق الوجود الا به
    و اما بالنسبة للصفات جعلنا محل الكمال الذي لا يوجد و لا يتحقق الا بوجود المخلوق .
    و هذا في نظري القاصر اقول و الله اعلم تناقض
    لماذا /
    لان الصفات فرع عن الذات
    فكما ان القول ان وجود الذات في الحيز او المكان الوجودي يدل على الافتقار لذلك الحيز و المكان و هذا باطل لاننا احوجنا الوجود للمخلوق
    فالقول ان كمال الصفة لا يتحقق ولا يوجد الا بوجود المخلوق باطل ايضا لان الكمال هنا وجوده مركب من امرين احدهما وجود المخلوق و هذا يدل على افتقار الصفات للمخلوق الذي يظهر كمالها فيه .
    و كذلك اذا قلنا ان الكمال لا يظهر الا بوجود المخلوق . فقد اثبتنا الكمال و جعلنا المخلوق محلا لظهوره . و هذا يتضمن اثباتا للصفة و الكمال قبل التعلق بالمخلوق

    و كذلك يبطل ما قلناه من قبل ان الخلق تابع لمشيئته المرتبطة بعلمه و حكمته
    و قد يرد علينا ايراد انه اذا كان الكمال لا يظهر الا مع وجود المخلوق فالكثرة في وجود المخلوق تكون اظهر للكمال المضمن في الصفات
    و الله عز وجل يستحق دائما الاكمل لصفاته سبحانه و تعالى
    اذ كثرة التعلق للصفات بكثرة المخلوق اثبت للكمال الذي قررناه
    و هذا يبطل قولنا ان خلق الخلق تابع للحكمة و العلم و الارادة
    و في باب الحكمة نقول ان عدم الخلق في الزمن المعين تابع لحكمته عز وجل كما ان خلق الخلق في الزمن المعين تابع لحكمته عز وجل
    فالخلق و عدم الخلق تابع للحكمة التي يدركها الانسان من وجود الشيء وعدمه
    ففي وجود الشيء نقول ان الحكمة في ايجاده
    و في عدمه نقول ان الحكمة في ذلك العدم
    و هذا كله كمال سواء وجد الخلق ام لم يوجد

    و من جهة اخرى

    ابن تيمية رحمه الله يريد ان يقول ما من وقت تقدره الى و جنس الخلق موجود مع الله عز وجل
    لا يتصور في زمن من الازمان ازلا و ابدا ان يوجد الله عز وجل وحده ليس معه غيره كما ذكرنا سابقا
    لذا سعى جاهدا رحمه الله في الحكم على رواية ( ليس معه شيء ) و ( لا شيء غيره ) بانهما رويتا بالمعنى و ان معناهما باطل
    و بالحكم على هذا الكلام بجنس ردود شيخ الاسلام و غيره من اهل السنة على المخالفين
    نقول ان /
    - الحديث بلفظ ( غيره ) و ( معه ) موجود في كتب المعتقد و الحديث قبله و لم يسبقه امام في ان حكم عليه بان معناه باطل لا عالم سنة و لا حديث
    - هو قال ان الراوي رواه بالمعنى فجاء بالمعنى الباطل و ترك المعنى الحق . و هذا طعن في الراوي لانه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل
    - سكوت علماء الرواية و الدراية و غفلتهم عن هذا الى ان جاء شيخ الاسلام فبين ان هذا اللفظ باطل ظاهره التعطيل الباري عن كماله .
    - تعبير العلماء في كتبهم بل في معتقدهم بنفس هذا اللفظ الذي حكم عليه شيخ الاسلام بالبطلان . بل قد نقل هو عن بعضهم ذلك في غير سياق المسالة .
    يقول عن الامام احمد انه قال كما رواه الخلال في السنة ( .....ليس كمثله شيء و هو السميع البصير . و كان الله قبل ان يكون الاشياء . و الله الاول و هو الاخر و لا يبلغ احد حد صفاته ) تلبيس الجهمية
    و هذا لو تدبرته وحده يكون كافي في نسف كلام الشيخ من اصله

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,194

    افتراضي

    قلت /
    ( نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات )

    الزمن طويل على من ؟
    و هل تجزم ان هذا ينافي الحكمة ان شاء ان لا يخلق ؟
    و هل يدخل الصفة نقص بعدم التعلق بالمربوب ؟

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و اما بالنسبة للصفات جعلنا محل الكمال الذي لا يوجد و لا يتحقق الا بوجود المخلوق .
    و هذا في نظري القاصر اقول و الله اعلم تناقض
    لماذا /
    لان الصفات فرع عن الذات
    فكما ان القول ان وجود الذات في الحيز او المكان الوجودي يدل على الافتقار لذلك الحيز و المكان و هذا باطل لاننا احوجنا الوجود للمخلوق
    فالقول ان كمال الصفة لا يتحقق ولا يوجد الا بوجود المخلوق باطل ايضا لان الكمال هنا وجوده مركب من امرين احدهما وجود المخلوق و هذا يدل على افتقار الصفات للمخلوق
    و كذلك اذا قلنا ان الكمال لا يظهر الا بوجود المخلوق . فقد اثبتنا الكمال و جعلنا المخلوق محلا لظهوره .
    هذا الكلام أخى الكريم سبقت الاجابة عليه وأظن أنك لاتقرأ المشاركات السابقه بدقه وانا اعيد الكلام الذى فيه الرد على ما اقتبسته من كلامك ففيه الجواب الشافى-
    يقول الامام الطحاوى رحمه الله
    -(
    مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ)، قوله (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ...) إلى آخره، أراد به أنه جل وعلا لم يزل بصفاته؛ متصفا بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات المنظورة، التي تراها الآن، والتي لا تراها مما هو موجود، قال (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا) هذا فيه بحث مرّ معكم في اسم القديم أو في وصف الله جل وعلا بالقِدم.
    (لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ) تركيب هذه الجملة كالتالي: لم يزدد شيئا جل وعلا من صفاته، لم يزدد شيئا بكونهم -يعني بوجودهم وإيجادهم وخلقهم- لم يزدد شيئا، وهذا الشيء وُصف أنه لم يكن قبلهم من صفته؛ يعني أنّ الرب جل وعلا ما ازداد شيئا لما عليه سبحانه قبل أن يخلقهم؛ بل هو سبحانه بصفاته قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خلق الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يعطَّل الرب من صفاته؛ لأن تعطيل الرب من صفاته نقص، والله سبحانه متنزِّه عن النقص بأنواعه.
    وهذا الكلام منه مع ما بعده متصل، ولذلك سنذكر ما يتعلق به من المسائل متتابعا بعد بيان هذه الجمل الآتية:
    قال (وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا) يعني أنّ صفات الرب جل وعلا كما أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية؛ بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا.
    قال(لَيْسَ [بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ]اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِ الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي") أراد بذلك أنه جل وعلا من أسمائه الخالق ومن صفاته الخلْق قبل أن يَخلق، فلم يصر اسمه الخالق بعد أن خلق؛ بل هو اسمه الخالق جل وعلا قبل أن يخلق، ولم يكن اسمه الباري بعد أن برأ الخليقة؛ بل اسمه الباري قبل أن يبرأ الخليقة.
    لهذا قال بعدها (لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلَا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ وَلَا مَخْلُوقَ) وقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق؛ يعني قبل أن يكون ثَم مخلوق هو خالق، وقبل أن يكون ثَم مربوب هو جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى.
    قال (وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَى اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ) فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثم ميْت، قبل أن يميت الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
    هذه الجمل مترابطة في الدلالة على المعنى الذي ذكرته لك، وهذا المعنى الذي دلّ عليه كلام الطحاوي ترتبط به مسائل مهمة جدا بهذا الموضع، وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة، وذلك أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة، لهذا نبيّن ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحا للمقال.
    المسألة الأولى: أنّ الناس اختلفوا في اتّصاف الله جل وعلا بصفاته: هل هو متصاف بها بعد ظهور آثارها وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك؟ على مذاهب:
    المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحا نحوهم مِنْ أنّه جل وعلا لم يَصِر له صفات ولا أسماء إلا بعد أن ظهرت آثارُها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصلٍ عندهم وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سمّاه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق.
    فعندهم أنّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم ولم تكن له هذه الصفات.
    فقبل أن يكون ثَم سامع لكلامه فليس هو سبحانه متكلما، فلما خلق سامعا لكلامه خلق كلاما -عند المعتزلة والجهمية- فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلم أو صفة الكلام لمّا خلق مَنْ يسمع كلامَه، كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه أو أنواع النعم والمنعم والمحيي والمميت، كل هذه لا تطلق على الله -عندهم- إلا بعد أن وُجد الفعل منه، على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
    المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
    فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
    وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي

    والمذهب الثالث:
    هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة
    ؛
    أعني عامة أهل السنة
    ، وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (
    كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
    ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل -كما سيأتي بيانه- في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).
    وهذا منهم -يعني من أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.
    وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أنّ الله جل وعلا كان بلا صفات وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا؛ لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته.
    وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متّصف ولا أثر للصفة.
    ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب.
    ولهذا نقول إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعمّ ما كان في حيّز صلتها.
    بقي أنْ يُقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكّم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها.
    وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختصر.
    المهم أن يتقرر في ذهنكَ أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص للرّب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور. [شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,194

    افتراضي

    شوف الشيخ عبد اللطيف قرات الكلام جيدا
    و كلام الشيخ صالح في شرحه للطحاوية و الواسطية و كلام ابن ابي العز معروف
    غدا ان شاء الله
    ناخذ كلامه فقرة فقرة

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,346

    افتراضي

    ايه يا مسكين , ترفعت على كلام كل المشايخ , ولم ترض الا بكلاك سلفك من الأشاعرة وهم أصحاب المذهب الثاني الذي فصله الشيخ صالح , وأنت تنافح عنه سواء أشعرت أم لم تشعر
    وستظل تبث شبهاتك وتعيد تحويرها وزخرفتها , وقد سبقك اليها والى أضعاف مضاعفاتها سلفك من الأشاعرة والجهية
    وقد ذكرت لك طرفا من كلامهم في التهجم على شيخ الاسلام واظهار التجهم في الصفات
    لكنك لا تقرأ ولن تقرأ
    - الحديث بلفظ ( غيره ) و ( معه ) موجود في كتب المعتقد و الحديث قبله و لم يسبقه امام في ان حكم عليه بان معناه باطل لا عالم سنة و لا حديث
    أما لفظ (معه) فغير موجود , شئت أو ابيت ,
    وكلامك هو الباطل بعينه فشيخ الاسلام لم يحكم على الحديث بالبطلان , وانما قال ان هذا اللفظ روي بالمعنى , ورجح عليه اللفظ الآخر من خمس عشرة وجها , لن تستطيع أنت وأمثالك وأسلافك الدهر كله أن تردوا وجها واحدا ,
    لكن شيخ الاسلام قد ذكر أوجها في الجمع بين الروايتين خفي عليك وعلى من قلدت من الأشاعرة ,
    فمن بينها , أن الله لم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء
    أي أن الله لم يكن شيء غيره لما كان عرشه على الماء ,
    وليس في الحديث أي تعرض لذكر خلق العرش -مع أنه مخلوق- وليس في الحديث الا ذكر خلق السماوات مع تقدم وجود القلم والعرش على خلقها ,
    فأين في الحديث ان صح بهذا اللفظ ما يدل على ترتيب المخلوقات ,
    وأين فيه ذكر أول مخلوق على الاطلاق ؟
    هو قال ان الراوي رواه بالمعنى فجاء بالمعنى الباطل و ترك المعنى الحق . و هذا طعن في الراوي لانه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل
    لا يقول هذا الكلام الباطل الا جاهل بعلم وقواعد الحديث وأحوال الرجال في الرواية
    أين قال شيخ الاسلام ذلك ؟
    هذا الحديث وأي حديث آخر قد يقع الاختلاف في ألفاظه تبعا لاختلاف الرواة في الزيادة أو النقص أو التغيير في اللفظ وهذا راجع الى اختلافهم في الحفظ والاتقان والضبط
    وهذا الحديث -ان كنت تعلم - رواه الأعمش ,واختلف عنه ,
    وسأبين لك بعد هذه العجالة أن لفظ (قبله) أرجح من لفظ (غيره) عند البخاري من حيث الصناعة الحديثية
    لكن رواه سفيان الثوري وهو أثبت بدرجات من الأعمش عن ذات الشيخ الذي رواه عنه الأعمش , ولم يذكر أصلا لفظ النبي عليه السلام (فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بَدْءَ الخَلْقِ وَالعَرْشِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ رَاحِلَتُكَ تَفَلَّتَتْ، لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ)
    ورواه البخاري أيضا من طريق آخر عن سفيان (فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ. قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى فَلَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا.))
    ورواه أحمد أيضا عن عبد الرحمن بن مهدي عنه
    وكذا الترمذي كذلك وقال حديث حسن صحيح
    والحديث لم يخرجه مسلم لا من طريق سفيان ولا الأعمش وهو أعلم بسبب ذلك
    وعلى فرض أن اللفظين متعارضان , ولم يترجح أحدهما على الآخر, فيتساقطان
    ويطلب معرفة ذلك من نص خارجي
    ومرجع ذلك الى معرفة معنى اسم الله (الأول )
    وقد عرفه أعرف الخلق بربه فقال (أنت الأول فليس قبلك شيء)
    وهذا قاله في مقام الدعاء , والدعاء يتطلب الثناء على المدعو بأعلى صفات الكمال , وما كان لأعلم الخلق أن يصف مولاه الا بالصفة الدالة على كماله وجلاله
    وقد قال (ليس قبلك شيء)
    وليقل كل مبتدع بعد ذلك عن ربه ماشاء الى يوم اللقاء

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •