* جاء في تحقيق منذر أبو الشعر لعيون الأخبار (نشرة المكتب الإسلامي، ج1، ص 334):
وقال الكُمَيت:
رُفِعَتْ إِلَيْكَ وما ثُغِرَ *** تْ عُيُونُ مُسْتَمِعٍ وناظِرْ
ورَأَوْا عَلَيْكَ ومِنْكَ في الـ *** ـــمَهْدِ النُّهَى ذاتَ البَصَائِرْ
وفي الحاشية (2) من الصفحة نفسها:
(2) ثغرت عيونه: دلالة على صغر السن، وهي في الأصل للأسنان، يقال: ثغر الغلام، إذا سقطت أسنانه الرواضع.
وهنا جملة مسائل:
- كيف استقام للمحقق وزن الشطر الأوّل وفق الضبط الذي اعتمده؟
- كيف استساغ المحقق إثبات شطرٍ أوّلُ تفعيلته الأولى ساكن؟
- ما الذي جعل المحقق يغفل عن صلة البيتين بعنوان الباب الذي ضمّهما، وهو: السيادة والكمال في الحداثة؟
- لماذا أجاز المحقق لنفسه شرحَ البيت الأوّل دون الرجوع إلى البيت الذي يليه؟
- ما هو مستند المحقق في شرحه لعبارة "ثغرت عيونه" (وهي من مخترعاته) وقوله إنها: "دلالة على الصغر"؟
- إذا سلّمنا جدلا أنّ المعنى الذي اقترحه المحقق (وفقا لضبطه الخاطئ) صحيحٌ لغةً، ما هو إذن معنى البيت؟ وهل في التفات صغار السن الذين "لم تثغر عيونهم" (بِلُغة المحقق) إلى المخاطَب (ولعلَّه مسلمة بن عبد الملك) مزيدُ مدحٍ؟
- ولنسلّم جدلا أيضا أنّ الضبط والمعنى الذين ذهب إليهما المحقق يستقيمان في البيت الأوَّل، فإنّ معنى البيت الثاني وفق منطقه: ورأوا منك وهُمْ في الـمهد علامات الذكاء ونفاذ البصيرة. ولو سلَّمنا له هذا المعنى، فهل البيت في مدح الـمخاطَب أم في مدح الصبيان الذين انتبهوا إلى ذلك وهُمْ في المهد؟
- أحال المحقق في تخريجه للبيتين على نشرة داود السلوم لشعر الكميت (ج1، ص332)، وإحالته صائبة؛ بيد أنّ السلوم لم يشكل البيتين...
- البيتان مذكوران في نشرة دار صادر لديوان الكميت (ص139، رقم:200) وهما مضبوطان على الصواب.
- صرّح المحقق في مقدمة الكتاب أنه استند إلى طبعة بروكلمان وطبعة دار الكتب المصرية. وفي طبعة بروكلمان (المستشرق الأعجمي!) (ج3، ص277) وطبعة دار الكتب المصرية (ج3، ص230) ضُبِطَ البيتُ على الصواب:
رُفِعَتْ إِلَيْكَ وما ثُغِرْ *** تَ عُيُونُ مُسْتَمِعٍ وناظِرْ
والمعنى جليٌّ واضح، لا يحتاج إلى شرح أو تأويل. وهو معنى متكرر في شعر الكميت، ومنه قوله:
تَبَيَّنَ فِيهِ النَّاسُ قَبْلَ اثِّغَارِهِ *** مَكَارِمَ أَرْبَى فَوْقَ مِثْلٍ مِثَالُهَا