لا تركننّ إلى القصور الفاخرة *** واذكر عظامك حين تمسي ناخِرة
وإذا رأيت زخارف الدنيا فقل *** يا رب إنّ العيشَ عيشُ الآخرة
لا تركننّ إلى القصور الفاخرة *** واذكر عظامك حين تمسي ناخِرة
وإذا رأيت زخارف الدنيا فقل *** يا رب إنّ العيشَ عيشُ الآخرة
عن عَلِيّ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَضَجِرَ، فَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَجْلِسِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ غَايَةُ النَّاسِ وَطِلْبَتُهُمْ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُرِيدُ الْحَجَّ وَمَا يَنْشَطُ إِلَّا إِلَى لِقَائِكَ، فَجَلَسَ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الكامل]
خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيْرَ مُسَوَّدِ *** وَمِنَ الشَّقَاءِ تَفَرُّدِي بِالسُّؤْدَدِ
عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ عَنْ حَدِيثٍ، وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، فَقَالَ:
إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِيَ مَا لَمْ أُطِقْ *** سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقٍ
عن عُمَرَ بْنِ بَحْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجَاحِظَ، يَقُولُ، وَقَدْ تَقَاضَى تِلْمِيذًا لَهُ كِتَابًا، وَتَقَاضَى التِّلْمِيذُ أَيْضًا كِتَابًا لَهُ، فَرَدَّ الْكِتَابَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْجَاحِظُ يَقُولُ:
أَيُّهَا الْمُسْتَعِيرُ مِنِّي كِتَابًا ... ارْضَ لِي فِيهِ مَا لِنَفْسِكَ تَرْضَى
لَا تَرَى رَدَّ مَا أَعَرْتُكَ نَفْلًا ... وَتَرَى رَدَّ مَا اسْتَعَرْتُكَ فَرْضَا
رَأَى الأَحْنَفُ فِي يَدِ رَجُلٍ دِرْهَماً، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالَ: لِي.
قَالَ: لَيْسَ هُوَ لَكَ حَتَّى تُخْرِجَهُ فِي أَجْرٍ أَوِ اكْتِسَابِ شُكْرٍ، وَتَمَثَّلَ:
أَنْتَ لِلْمَالِ إِذَا أَمْسَكْتَهُ ... وَإِذَا أَنْفَقْتَهُ فَالمَالُ لَكْ
رُوِيَ لِشُرَيْحٍ:
رَأَيْتُ رِجَالاً يَضْرِبُوْنَ نِسَاءهُم ... فَشَلَّتْ يَمِيْنِي حِيَنَ أَضْرِبُ زَيْنَبَا
وَزَيْنَبُ شَمْسٌ وَالنِّسَاءُ كَوَاكِبٌ ... إِذَا طَلَعتْ لَمْ تُبْقِ مِنْهُنَّ كَوْكَبَا
إِنَّ الْحَدَاثَةَ لَا تُقَصِّرُ ... بِالْفَتَى الْمَرْزُوقِ ذِهْنَا
لَكِنْ تُذَكِّي قَلْبَهُ ... فَيَفُوقُ أَكْبَرَ مِنْهُ سِنَّا
الْكَلْبُ أَهْوَنُ عِشْرَةً ... وَهُوَ النِّهَايَةُ فِي الْخَسَاسَةْ
مِمَّنْ يُنَافِسُ فِي الرِّئَا ... سَةِ قَبْلَ أَوْقَاتِ الرِّئَاسَةْ
كان الشَّافِعِيّ يُكْثِرُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ:
أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي لِكَيْ يُكْرِمُوهَا ... وَلَنْ تُكْرَمَ النَّفْسُ الَّتِي لَا تُهِينُهَا