السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نفهم معنى هذه الإرادة من كلام الشيخ/ الألباني رحمه الله تعالى؟
في السلسلة الصحيحة قال في تعليقه على حديث:
الملون بالأحمر لم أفهمه.... قوله : (قد أردت منك) أي أحببت منك، والإرادة في الشرع تطلق ويراد بها ما يعم الخير والشر والهدى والضلال كما في قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء). وهذه الإرادة لا تتخلف. وتطلق أحيانا ويراد بها ما يرادف الحب والرضا، كما في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر)، وهذا المعنى هو المراد من قوله تعالى في هذا الحديث (أردت منك) أي أحببت، والإرادة بهذا المعنى قد تتخلف، لأن الله تبارك وتعالى لا يجبر أحدًا على طاعته وإن كان خلقهم من أجلها (فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر)، وعليه فقد يريد الله تبارك وتعالى من عبده ما لا يحبه منه، ويحب منه ما لا يريده، وهذه الإرادة يسميها ابن القيم رحمه الله تعالى بالإرادة الكونية أخذًا من قوله تعالى (إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن فيكون)، ويسمى الإرادة الأخرى المرادفة للرضا بالإرادة الشرعية
كيف يحب الله من العبد ما لا يريده سبحانه وتعالى؟
أقصد: هل من الممكن أن يفعل العبدُ شيئًا يحبه اللهُ ولم يكن يريده منه؟