51- الودود:
وقد ورد في القرآن مرتين :
الأولى :في قوله تعالى :{ وَاسْتَغْفِرُوا ْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}.
والثانية : في قوله تعالى :{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ }.
ومعناه :أي الذي يحب أنبياءه و ورسله وأتباعهم، ويحبونه ،فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم محبة له .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله- في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالاته :
الودود : أي :المتودد إلى خلقه بنعوته الجميلة، وآلائه الواسعة، وألطافه الخفية، ونعمه الخفية والجلية، فهو الودود بمعنى الوادّ، وبمعنى المودود، يحب أولياءه و أصفياءه ويحبونه، فهو الذي أحبهم وجعل في قلوبهم المحبة، فلما أحبوه أحبهم حبًّا آخر جزاء لهم على حبهم .
فالفضل كله راجع إليه، فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به، ويجلب ويجذب قلوبهم إلى وده، تودد إليهم بذكر ما له من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة، فإن القلوب والأرواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال.
[فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبدالرزاق البدر]
قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
وهو الودود يحبهم ويحبه
أحبابه والفضل للمنان
وهو الذي جعل المحبة في قلو
بهم وجازاهم بحب ثان
هذا هو الإحسان حقاً لا معا
وضة ولا لتوقع الشكران
لكن يحب شَكورهم وشُكورهم
لا لاحتياج منه للشكران