((( قصة من واقع أسرتي حول أزمة الدولار )))-----كان والدي - بارك الله فيه - دائمًا عنده مبدأ في حياته :
أنه لا يأخذ قرشًا من الدعوة إلى الله أبدًا
( لا من كتاب . . . ولا من شريط ) مع العلم أنه يجوز
وأنه دائما يقول : ما دخل فمي قرش من الدعوة إلى الله .
وكل كتبه مكتوب عليها ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله )
لدرجة أنه ذات مرة كانت هناك طبعة جديدة من كتاب ( ففروا إلى الله ) . . .
فجاء صاحب المكتبة وأعطاني 20 نسخة هدية للوالد . . .
لأن الطبعة الجديدة كان الوالد كتب فيها زيادات . . .
فذهبت إلى الوالد وأعطيته الكتب . . .
فقال لي : ارجع ألى صاحب المكتبة . . . وأرجع له ال 19 نسخة . . .
وهذه 5 جنيهات ثمن نسخة الكتاب الذي أخذته الآن أعطها له . . .وقل له : نسختي الخاصة من ( كتاب ففروا إلى الله ) هذه ثمنها .وكثيرا ما كان يلوموني أصحاب المكتبات حيث كانوا يقولون لي : إن والدك لو أخذ قرشا واحدا من (( كتاب ففروا إلى الله )) لصرتم من أغنى الأغنياء .
ولكن ببركة ذلك كنا نعيش في حالة عجيبة . . .
كنا 8 بنين وبنات أشقاء
و 5 غير أشقاء . . .كنت أستغرب من شيء ، وهو أن الوالدة عندما كانت تطبخ واحد كيلو أرز كان يكفينا نحن ال 10 بحمد الله . . . وعندما كانت تطبخ أكثر من ذلك يفسد ولا نأكله . . .
وكان الوالد سبحان الله قوته يوما بيوم . . .
ولكن البركة كانت من عند الله عجيبة . . .وأذكر أن أحيانا كان يضيق بنا الحال . . .
فيجمعنا الوالد أنا ووالدتي وإخواني وأخواتي الذكور والإناث . . .
الصغار والكبار فنصلي ركعتين لله الرزاق الوهاب . . الذي بيده خزائن السماوات والأرض . . .
فيأتي الفرج من عند الله لتوه من حيث لا نحتسب . . .
فما تأثرنا يوما بحمد الله بارتفاع ولا انخفاض الأسعار . . .
لكن المعيار عندنا كان البركة .
كما كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وبارك لي فيما أعطيت ) .
وأذكر أن الوالد ذات مرة حدثني أنه كان معه مبلغ كبير من الجنيهات في جيبه للفقراء والمساكين
أعطاه له أحد المحسنين ليوزعها ،
وما كان في جيب الوالد ثمن تذكرة أتوبيس ليركب من رمسيس إلى ميت عقبة بعد فراغه من أحد دروسه . . .
فقال لي : فأخذتها مشيا على قدمي من رمسيس إلى ميت عقبة حوالي ( 15 كيلو متر ) لأن هذه أمانة ، ولا يحل لي أن آخذ منها شيئا .