حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذ قبره عيداً فقال: لا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقد دعا الله أن لا يجعل قبره وثنا يعبد، فقال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. رواه مالك وأبو يعلى، وصححه الألباني.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن الله تعالى استجاب دعاءه، فعصمه من تمكن المصلين من استقبال قبره أثناء الصلاة، قال ابن القيم في قصيدته النونية:
ولقد نها أن نصير قبره === عيدا حذار الشرك بالرحمن
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي === قد ضمه وثنامن الأوثان
فأجاب رب العالمين دعاءه === فأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه === في عزة وحماية وصيان
قال الشارح، قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأعلوا حيطان تربته وسدوا المداخل إليها وجعلوها محدقة بقبره صلى الله عليه وسلم، ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلة إذ كان مستقبل المصلين فتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره.
والله أعلم. مركز الفتوى---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------وسئل الشيخ صالح ال الشيخ------
استدل بعض القبوريين على جواز البناء على القبور لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفن في حجرة عائشة فكيف الجواب على هذه الشبهة؟ |
ج/ دفن عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حجرة عائشة، نعم؛ لكن حجرة عائشة كانت قبل القبر، وحجرة عائشة مفتوحة إلى الآن، إلى الآن مفتوحة إلى أعلى والسقف العلوي هذا سقف المسجد لما أدخل، فحين دفن عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في عهد الخلفاء الراشدين كان السقف كان مفتوحا، كما كانت عائشة تقول رَضِيَ اللهُ عنْها: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي العصر والشمس في حجرتي. لأنها مفتوحة من أعلاها، وإنما سُقِفَ بعضها وتُرك بعض في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بشيء من الجريد الذي يزاد.
الواقع الآن الحجرة مفتوحة من أعلاها، نعم هناك جدران مثلثة لكنها مفتوحة من أعلى ليس عليها سقف، وكذلك الجدار الثاني ممتد حوالي ستة أمتار ثم مفتوح أيضا من أعلى، وكذلك الحديد هذا الذي ترى، يعني ثلاثة جدران ثم الحديد، كل هذه مفتوحة.
يأتي سقف المسجد الذي أحاط بالحجرة هذا للمسجد لا للحجرة.
فإذن البناء لم يقع على قبره عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وإنما البناء كان موجودا قبل القبر، فدفن عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في بيته ولم يُبْنَ عليه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لم يُبْنَ على قبره ولا على قبر أصحابه، وجُعلت له حمايات عديدة حتى يَبعد الناس عن القبر فأُخذ من مسجده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ من روضته عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عدة أسطوانات عدة أمطار، أخذت من الروضة الشريفة التي قال فيها عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» أخذت حماية لقبره عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حتى ما يصل إليه الناس.
فإذن الآن ما يمكن أن يقال أن البناء مسقوف من كل جهاته، ولا يمكن أن يقال إن الزائر له يزور القبر؛ لأن بينه وبين القبر أمتار وبناء جدار ثم جدار يعني الجدار الحديدي ثم الجدار الذي يليه ثم جدار ثالث ثم الجدار الرابع، هناك أربعة جدران تذكرون كلام ابن القيم رحمه الله في النونية حيث قال:
فأجاب رب العالمين دعاءه ...................
أي دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد».
فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه بثلاثة الجدران
الجدار الأول جدار حجرة عائشة، ثم الثاني وارءه، ثم الثالث الذي ترونه الآن، ثم بعد ذلك بعد زمن ابن القيم أو في أول عهد الدولة العثماني تقريبا جعل الحاجز الحديدي هذا فهي أربعة، وأُخذ من الروضة بضعة أمتار مع أنها مسجد وجعلت حماية للقبر بإجماع المسلمين؛ لأن في هذا الأخذ من المسجد الذي هو وقف ومسجد أسسه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على التقوى من أول يوم أخذ منه حماية للقبر حتى لا يوصل إليه، وحتى لا يتخذ وثنا.
وهذا فيه دليل واضح على إبطال ما ادعوه في قبره عليه السلام. |