تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل لمن لا يقيم شعائر الإسلام حق في الميراث؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    599

    افتراضي هل لمن لا يقيم شعائر الإسلام حق في الميراث؟

    ملخص السؤال:سائلة تسأل: الذي لا يقيم شعائر الإسلام ويستهزئ بالدين ولا يصلي، هل له حقٌّ في الميراث؟ تفاصيل السؤال:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.سيدة عربية تُقيم في دولةٍ أوروبية، متزوِّجة مِن رجلٍ عربيٍّ مسلم مجنَّسٍ، كان متزوجًا مِن أجنبيةٍ نصرانيةٍ أسلمتْ فقط بنُطق الشهادتينِ، وتُوفِّيتْ وهي لا تُصلي ولا تَصوم، ولا تَعلَم عن تعاليم الإسلام شيئًا، وله منها أبناء قد تجاوَزوا الأربعين ولا يَحملون مِن الإسلام سِوى أسمائهم في شهادة الميلاد، ولا يُقيمون أي شعائر للدين الإسلاميِّ مِن صلاةٍ وقرآنٍ وصيامٍ، بل يَستهزئون بالدينِ الإسلامي ويُبيحون المحرمات؛ مِن علاقاتٍ غير شرعية وخمر، بل يَذهبون مع أبنائهم إلى الكنائس لتنصير الأحفاد وتعميدهم، وتسميتهم بأسماء مسيحية يهودية، بل إنَّ أحد الأحفاد يُشارك في محاربة المسلمين مِن الجنسيات الأجنبية المقيمة، ويحضُّ على كراهيتهم.والسيدةُ تسأل: هل لهؤلاء حقٌّ في الميراث مِن زوجها المسلم؟!
    وجزاكم الله خيرًا

    الجواب

    الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فلا يخفى عليك أيتها الأخت الكريمة أنَّ الإسلامَ ليس كلمةً تُقال أو تُكتب في السِّجِلات الرسميَّة، فالإسلامُ هو الاستسلامُ لله وحده، وهو يَتضمَّن عبادته وحده، وطاعتَه وحدَه، ومَن لم يستسلمْ لله كان مُستكبرًا عن عبادته، ولم يحققْ شرط الإيمان، فهذا هو دينُ الإسلام كما دلَّتْ عليه نصوصُ الكتاب والسنة، والذي لا يَقبل اللهُ غيره، وكلُّ مَن علم شرائع الإسلام ثم لم يعملْ بها مع تَمكُّنه مِن العمل لم يُحكمْ بإسلامه؛ لتخلُّف شرطٍ مِن شروط صحة إسلامه، وهو الاستسلامُ لله، والانقيادُ له ظاهرًا وباطنًا.والذي يَظْهَرُ مِن كلامك: أنَّ أبناء ذلك الرجل لم يَلتَزموا بمُقتضى الشهادتينِ مِن أعمال الجوارح وأعمال القلب، واستمروا على ذلك، فلا يَصحُّ لهم إسلامٌ إلا إذا التزموا بالشريعة الإسلامية، وأقاموا الصلاة، وكَفوا عن المُكَفِّرات، ومِن الممتنعِ حسًّا أن يكونَ قد حَصَلَ لهم الإقرارُ بالإسلام والحب والانقياد باطنًا، ولا يَحْصُل ذلك في الظاهر مع القُدرة عليه.بل إنَّ الظاهرَ مِن كلامك سلمك الله أنهم لم يَدخلوا في الإسلام أصلًا، فلا عجبَ مِن استهزائهم بالدين الذي هو بمُفرده كفرٌ مجردٌ، وكذلك استحلال المحرَّمات وهو أيضًا كفرٌ بالإجماع.وما دام الحالُ على تلك الصورة، فلا يَحِلُّ لهم أن يرِثواشيئًا مِن أبيهم؛ فقد أجمع العلماءُ على أنَّ الكافرَ لا يرِث المسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَتوارثُ أهلُ ملَّتين شتَّى))؛ رواه أحمد وأبو داود وابنُ ماجهْ عن عبدالله بن عمرو، وفي الصَّحيحين عن أسامةَ بن زيد أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يرِث المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلم)).قال النَّووي في "شرح مسلم"(11/ 52): "أجْمَع المسلمون على أنَّ الكافرَ لا يرِث المسلم، وأنَّالمسلم لا يرِث الكافرَ أيضًا، عند جَماهير العُلماء من الصَّحابة والتَّابعين ومَن بعدَهم، وذهبتْ طائفةٌ إلى توْريث المسلم مِن الكافر، وهو مذهبُ معاذ بن جبل، ومعاوية، وسعيد بن المسيب، ومسروق، وغيرهم، ورُوِي أيضًا عن أبي الدَّرداء والشَّعبي، والزُّهري والنخَعي نحوُه، على خلافٍ بينَهم في ذلك، والصَّحيحُ عن هؤلاءِ كقول الجمهور".قال ابن قُدامة في "المغني"(6/ 367): "أجْمَع أهلُ العلم على أن الكافرَ لا يرث المسلم".
    وفَّقالله الجميع للعمل بصحيح الإسلام



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي

    فالضابط أن من حُكم بإسلامه فله في الميراث، مهما ارتكب من المعاصي، وأما لو حُكم بكفره فليس له ميراث.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •