ترجم الإمام المقريزي رحمه الله لزوجه سفرى فقال في" درر العقود الفريدة" 2 / 79 :
سفرى ابنة عمر بن عبد العزيز(1) ابن عبد الصمد: ولدت بالقاهرة في صفر سنة 770 وعقدتُ نكاحها يوم الخميس 25 شوال سنة 782 وبنيت عليها بعد ذلك وولد لي منها ابني محمد أبو المحاسن يوم الأحد 9 ربيع الأول سنة 786 ثم طلقتها حادي عشر رمضان من السنة المذكورة فقدر الله مراجعتها والبناء عليها ثانيا في ليلة الأربعاء ثاني ربيع الآخر سنة 788 فرأيت تلك الليلة كأن شخصا على فراشي ينشدني :
أحـسن ما كُنَّا تفرّقنا وخاننا الدّهر وما خُنَّا
فليت ذا الدهر لنا مرَّةً عاد لنا الدّهر كما كنا
فانتبهت مذعورا وتخيلت أنها لا تقيم عندي سوى عامين فولد لي منها ابني أبو هاشم علي في يوم الأحد 24 ذي الحجة سنة 789 فلما كان في شهر ربيع الأول سنة 790 مرضت فبت منكد الخاطر فرأيت شخصا ينشدني:
فـالـعين بعدهم كان حداقها سُملت بشوك فهي عور تدمع
فاستيقظت وقد غلب على ظني انها تموت من مرضها فكان كذلك وماتت عشية 26 ربيع الآخر من السنة المذكورة رحمها الله تعالى.
واتفق أني كنت أكثر من الاستغفار لها بعد موتها فأريتها في بعض الليالي وقد دخلت علي بهيئتها التي كفنتها بها، فقلت لها: وقد تذكرت أنها ميتة: يا أم محمد: الذي أرسله إليك يصل ؟ أعني استغفاري. فقالت: نعم سيدي، في كل يوم تصل هديتك إلي، ثم بكت وقالت، قد علمت يا سيدي أني عاجزة عن مكافاتك. فقلت لها: لا عليك عما قليل نلتقي.
وكانت غفر الله لها مع صغر سنها من خير نساء زمانها عفة وصيانة وديانة وثقة وأمانة ورزانة ما عُوضت بعدها مثلها .
أبـكـي فـراقهم عيني فأرّقها إن الـتـفـرق للأحباب بكاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم حـتى تفانواوريب الدهر عدّاءُ
جمعنا الله بها في جنته وعمنا بعفوه ومغفرته.
_________
(1) وقد ذكرها المقريزي مرة أخرى في ترجمة عابر الرؤيا أبي بكر القباني فقال: ( ووضعت زوجتي سفرى ابنة عمر بن عبد السلام بن عبد الصمد البغدادي ابني أبا هاشم علي في سنة 788 ) وبذلك يظهر الخلاف في اسم جدها .