♦ ملخص السؤال:
رجل متزوج وزوجته كرهت العلاقة الحميمة، وهي تزيد في المشاكل حتى لا يقربها، ويسأل: ماذا أفعل؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ متزوجٌ منذ خمس سنوات، ولدي طفلة، تزوجتُ عن قصة حب مرفوضة من العائلتين تقريبًا، ومرفوضه من أهلي بصفة خاصة.
تحوَّلَتْ زوجتي من الرومانسية واحتوائي واحتواء كل المشكلات إلى شخصٍ يحب المشاكل، ويُدَقِّق في كل التفاصيل، ويختلق المشاكل التي تَحُول دون المعاشرة الحميمية بيننا.
لمحتُ لها وحدثتها في هذا الموضوع، لكنها تزيد في المشكلات، وكلما حاولتُ أن أقترب منها تزيد في المشكلات، وتقول أنا كرهتُ الجنسَ ولا أريده.
أرجو أن تخبروني ماذا أفعل معها؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
العلاقةُ الحميمةُ بين الزوجين هي أخصُّ علاقة وأهمها على الإطلاق، وهي سببٌ رئيس من أسباب استمرار الحياة الزوجية أو انفصام عُراها؛ لذلك جاءت الشريعةُ الإسلاميةُ بأحكام تفصيليةٍ حول هذه العلاقة لأهميتها، وفصَّلَتْ ما يتعلق بالجانب السلوكي، ومراعاة الحالة النفسية لكلا الزوجين، وربطت هذا الأمر بالثواب والجزاء؛ كمُحَفِّزٍ لكلا الطرفين، والعلاقة في حد ذاتها وسيلةٌ لهدف أعظم، وهو بقاءُ النوع الإنساني، وإنشاء جيل صالح يُعَمِّر الأرض كما أمر الله عز وجل. قد تُصاب هذه العلاقة البيولوجية بالضعف والفتور أحيانًا، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ يتعلق بالحالة النفسية والمزاجية للزوج والزوجة، ويلقي بظلاله على الأداء الطبيعي لهذه العملية بينهما؛ لكن إن استمر هذا الفتور فترة أطول مِن المعتاد، فهنا يمكن الدخول فيما يسمى بـ(البرود الجنسي)، وهذا البرودُ له أسبابٌ متعددةٌ؛ منها: أسباب جسدية إكلينيكية، ومنها أسباب نفسية، وحسب كلام د. سمير السامرائي فقد ذَكَر في أحد مقالاته أنَّ "الإحصاءات السريرية الحديثة المتعلِّقة بنسب الإصابة بهذه الأمراض عند المرأة على ما يلي:• تكون الإصابة بالبرودة الجنسية عند المرأة بنسبة (16% - 75%) بسبب ضعف الرغبة الجنسية. • تكون بنسبة (6% - 45%)؛ بسبب ضعف الوصول أو إدراك الذروة الجنسية. • تكون بنسبة (2% - 64%) بسبب ضعف في الإثارة الجنسية بسبب عوامل عضوية معينة أو نفسية. • وتكون بنسبة (7% - 58%) بسبب الإصابة بآلام وتشنجات أثناء العملية الجنسية. وبهذا يتبين أنَّ هناك أسبابًا متعدِّدة للبرود الجنسي عند المرأة، والذي نريد أن نخلصَ إليه هو التالي:• لا بد من تشخيص الحالة عند زوجتك الكريمة، هل هي مجرد بُرود عابر وطبيعي؟ أو إنه مستمر ودائم؟ • إذا كان عدم التفاعل مع العلاقة الحميمية والفتور بشكل دائم، فهنا لا بد من استبعاد الأسباب الطبية كذلك، وقد تكون هذه الأسباب الطبية طارئة، لأنه كما يبدو في حالة زوجتك الكريمة كانتْ علاقتك معها جيدة سابقًا. • إذا لم يكن هناك أسباب طبية، فلا بد من عدم استبعاد الأسباب النفسية، وهذا هو الغالب في مِثْلِ هذه الأحوال، والتي تمثِّل ثلاثة أرباع الحالات تقريبًا، كما في الإحصائيات أعلاه، وعليه فلا بد أن يكونَ التركيزُ الأكبر على هذه الناحية في علاج مثْل هذه الحالة. وللاهتمام بالحالة النفسية نقترح عليك الخطوات التالية:• استخدام الأسلوب الإقناعي مع الزوجة فيما يتعلق بحاجتك الطبيعية، وأنها لا تقل خطَرًا عن الطعام والشراب، بل هي المقصود الأصلي مِن النكاح، وأن هناك أجرًا لمن قصد بها النية الصالحة كما ورد في الحديث الصحيح: ((وفي بُضع أحدكم صدقة)). • تهيئة الجو النفسي مع الزوجة، ليس قبل العملية فحسب، وإنما بصفة يومية مستمرة، فالبُعد عن الصدامات اللفظية، وكذا تقديم هدية رمزية بين حين وآخر، أو فسحة خلوية - من مُنَشِّطات الحالة الشعورية وتجديد المزاج النفسي؛ لأن الاكتئاب من عوامل (البرود الجنسي). • استخدام المدح والثناء للزوجة بصفة يومية، وهذه وسيلةٌ سهلةٌ ورخيصةُ الثمن، ولكن للأسف كثير من الأزواج لا يستغلونها. • التركيز على كلمات (الحب) والغرام، وجعلها بديلاً للعملية الحميمية؛ لأن ذهن المرأة ارتبط شرطيًّا بأن الحب هو تلك العملية فقط، كما أنها قد ترى أن العملية الحميمية هي حالة الاستغلال لكلمة (الحب) الطاهرة والشريفة، هكذا تمامًا قد تتصور بعض النساء، ونرجو ألا تكون زوجتك الكريمة كذلك. • الحرص على المداعبة الطويلة قبل العملية الجنسية. • التنازل أحيانًا مِن قبلك في بعض المرات التي تكون فيها معنوياتها هابطة جدًّا، أو تكون حالتها المزاجية سيئة ومعكرة جدًّا، حاول ألا تستخدم حقك الشرعي في هذه الحالة؛ لأن نفسيتها السيئة هذه ترتبط شرطيًّا بالعملية الجنسية، فتتذكر هذه النفسية في كل عملية جنسية قادمة. • أرجو ألا تدخلوا الوسطاء والأقارب، خاصة فيما يتعلق بالعملية الحميمية؛ لأنها حالة حساسة جدًّا، وهذا الخيارُ يكون فقط عند انعدام الوسائل الأخرى. نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينكما، وأن يرزقكما حياة طيبة في الدنيا والآخرةوالله الموفق
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz44Q5j1Glm