الجواب
الأخ الكريم، حياك الله.شكر الله لك سِتْرك عليها، وتجنُّب فضحها أمام أهلها، وأسأل الله أن يسترنا وإياك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العَرْض عليه.هذا الوضعُ المُحْزِنُ مُتكرِّرٌ في كثيرٍ من البيوت، مع ضَعْف الوازعِ الدينيِّ وضَعْف الترابُط الأسري، الذي أصبح يُهَدِّد كثيرًا مِن البيوت الآن؛ فلا يتقارب الزوجان ولا يَتبادلان المشاعر الطيبة، ولا يسعى أحدُهما للدخول إلى عالَم صاحبه ما لم يكنْ في صميم اهتماماته!مشكلتك أنَّ كليكما قد انزوى على مشاعره السلبية، واحتفَظ بها لنفسه، ولم يُخرجها لصاحبه في صورة كلامٍ أو أفعالٍ؛ فقد آثَرَتْ زوجتُك تبادُل الأحاديث العاطفية مع غيرك، وقطعتْ سبُل التواصل معك، ربما لإخفاقها في إسعادك أو تلبية رغباتك الجسدية، فرأتْ أن تتعاملَ مع مَن لا يُدرك تلك المشكلة، أو العكس؛ فقد يكون سبب فُتورها الجسدي معك ارتباطها عاطفيًّا بغيرك، أو برود المشاعر في قلبها تجاهك، فعليك بدلاً مِنْ ضَرْبِها وسبِّها أن تفتحَ الأبواب المغلقة، وتسعى لفك شفرة تصدُّع العلاقة بينكما لتصلاَ إلى حلٍّ حقيقي.الفارقُ العمري بينكما لا يبدو كبيرًا، إلا أن الناس يختلفون في العمر البيولوجي كثيرًا؛ فانظرْ في حالها، وتنبَّه لاحتياجاتها المعنوية قبل المادية؛ فكثيرٌ مِن النساء في هذا العمر لا تتأثر بالعلاقة الجسدية إلا أن يسبقها أحاديثُ عاطفيةٌ، ومهما بذل الزوجُ من جهدٍ أو مُداعَبَات أو إغراءات جسدية فإنها تُثيره دون زوجته، وقد دخل زوجُ أختها إليها من هذا المدخل الذي لا تقف أمامه المرأة كثيرًا، ولا تستطيع مقاومته.فاعملْ على إشباعها عاطفيًّا، ولو لم تكن مَشاعرك صادقة ستتأثَّر بها، وستتغيَّر فيها الكثير من الأساليب التي تكرهها، وقد تشعر بأنها أصغر مِن عمرها كثيرًا؛ فالحبُّ قادرٌ على إحداث تغييرات جذرية في شخصية المرأة، وإشعارها بالثقة والاطمئنان، كما لا يفعل غيره.تذكَّر أن لديكما طفلاً الآن، وأن إعادة العلاقة بينكما طيبة سيعود أثرُه عليك وعليها وعلى أبنائك، الذين يستحقون بذْل المزيد من الجهد والصبر لينعموا بحياةٍ أسرية دافئة، ولا يَنشؤون في مجتمع يشعرون فيه بالنقص والاختلاف عمن حولهم، فلا تُحوجهم للتعطش للسعادة الأسرية متى ما قدرتَ على توفيرها لهم، ولو كان في ذلك بعضُ المشقَّة والصبر.وفقكما الله، ويسَّر أمركما، وجَمَع بينكما في خيروالله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل