♦ ملخص السؤال:
شاب في العشرين من عمره، لديه شعور نفسي بالغيرة على جميع الفتيات، وهو ما يسميه: الغيرة على غير المحارم، فإذا سَمِعَ أحدًا يتحدث عن أي فتاة فإنه يشعُر بالغيرة تجاهها.. ولا يدري كيف يترك هذا الشعور. ♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا شابٌّ عمري ٢٥ عامًا، جامعي وعاطل عن العمل، لدي مشكلة منذ سنوات، وهي: الغيرة على غير المَحارم!هذه المشكلةُ عبارة عن: أنني إذا سمعتُ شخصًا يتحدَّث عن أيِّ فتاة سواء عرفتُها أو لا أعرفها، أو شاهدتُ امرأةً في التلفاز - أشعُر بغيرة شديدةٍ، وكأنه يتكلَّم عن زوجتي.كنتُ محترفًا في برامج الكمبيوتر، لكن جاءتني عُقدة من التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي كـ(الفيس بوك والتويتر)؛ لأن أغلبَ الناس يَضعون صورًا لفتيات متبرِّجات، مما يشعرني بالغيرة الشديدة.انقلبت الحالة إلى جميع الأمور المرتبطة بالتكنولوجيا؛ مثل الهواتف الذكية وغيرها، وبدأت الوساوسُ تُسيطر عليَّ، فعندما أُشاهد شابًّا يمسك في يديه هاتفًا ويضحك يأتيني في خاطري أنه يتكلم مع فتاة جميلةٍ، مما يثير نار الغيرة داخلي.وصلتُ لحالةٍ شديدة مِن الهمِّ والضيقِ، وأتمنى الموت، فكرتُ في الذهاب للطبيب النفسي، لكن للأسف تكاليفه عالية، وأنا عاطل عن العمل وليس لديَّ مالٌ!كنتُ سابقًا مِن متابعي الأفلام الخليعة، لكني توقفتُ عن مشاهدتها ولله الحمدُ، ربما يكون ما أنا فيه عقوبة مِن الله بسبب هذه الأفلام.أرجو أن تساعدوني برأيكم، بارك الله فيكم
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.هنيئًا لك على مستواك العلمي، وتميُّزك فيه، إضافة إلى احترافك لبرامج الكمبيوتر، مما يُؤهلك إلى المزيد مِن التقدُّم والإبداع وتطوير قدراتك، وتسجيل نجاحات متعددة تخدُم بها نفسك ومجتمعك الذي هو بحاجةٍ إلى أمثالك.وما دام أنك بهذا المستوى، فأنت لستَ عاطلًا، بل منتجٌ ومُبدعٌ، وعليك باستغلال تلك القدرات والإمكانيات مِن خلال التواصل مع القطاعات الحكومية والخاصة، أو الدخول في شراكةٍ مع بعض الممولين لفتح مكتبٍ أو محلٍّ له صلة ببرامج الكمبيوتر في المجال الذي تُتقنه، فتكسب مِن خلاله، وتُنمي مَواهبك، وتشغل وقتك، وتبتعد عن الفراغ الذي جَرَّك إلى بعض الأفكار والوساوس التي أنت في غنًى عنها، ولا تَخدمك في شيءٍ.وما ذكرتَ مِن الغيرة على النساء، فهو أمر محمودٌ، ومطلوبٌ مِن المسلم، ولك الأجرُ والثواب على ذلك، وأنت غيرُ مُطالَب بما لا تستطيعه، وقد وجَّه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله: ((مَن رأى منكم مُنكرًا فلْيُغَيِّرْه بيده، فإن لم يَستطعْ فبلسانه، فإن لم يَستطعْ فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان))؛ رواه مسلم.
فكونُك كرهتَ المنكرَ بقلبك وتولَّدتْ لديك الغيرةُ، فهو ما تستطيعُه وغير مُكلفٍ بما لا طاقةَ لك به، وأنت مَعذور بإذن الله.
الحياةُ طيبة جميلة، وهي بالطاعات أطيبُ وأجملُ، ولا يجوز تمنِّي الموت، فاغتنم الحياةَ في كلِّ خير مُفيد، وابتعدْ عن كل شرٍّ.شيءٌ جميل تَرْكُك لمتابَعة الأفلام الخليعة، وتوبتك إلى الله مِن تلك المعاصي المتعِبة للجسد والروح.ونوصيك بالتوبة الصادقة، وصُحبة الصالحين، والحرص على الصلوات في أوقاتها، وحضور حلقات القرآن؛ فذلك غذاءٌ عظيمٌ، وسبيلٌ إلى الراحة والسعادة والأمن والطمأنينة والفوز في الدنيا والآخرة، وهو أمرٌ يسيرٌ، ومفتاح خير، بفضل الله وكرَمه.وعليك أخي الكريم بالسعي إلى الزواج، فهو مما يُعينك على الكثير مِن الطاعات، ويحل عدَدًا من المشكلات، وتوجد في المملكة لجانٌ خاصة بتيسير الزواج، فعليك بزيارة اللجنة الخاصة بجدة واستشارتهم والاستفادة منهم.سائلين الله لك التوفيق والسداد لما يُحب ويَرضى
http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/98643/