" أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
قال الألباني رحمه الله في " مقدمة السلسلة الضعيفة " ( ص 3-4 )
" ولما كان من طبيعة البشر التي خلقهم الله عليها العجز العلمي المشار إليه في قوله تعالى { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء }
كان بدهياً جداً أن لا يجمد الباحث عند رأي أو اجتهاد له قديم إذا ما بدا له أن الصواب في غيره من جديد ولذلك تجد في كتب العلماء اقوالا متعارضة عن الإمام الواحد في الحديث وتراجم رواته وفي الفقه وبخاصة عن الإمام أحمد وقد تميز في ذلك الإمام الشافعي بما اشتهر عنه أن له مذهبين : قديم وحديث
وعليه فلا يستغربن القارئ الكريم تراجعي عن بعض الآراء والأحكام أننا نقف ما بين آونة وأخرى على مطبوعات جديدة ومخطوطات او مصورات بعيدة عن متناول أيدي الباحثين والمحققين فيساعد ذلك بالوقوف والاستفادة على التحقيق
وهذا وذاك هو السر في بروز كثير من التصحيحات والتعديلات على بعض ما يطبع أو ما يعاد طبعه منها .." ا ه
" فلما كان من طبيعة البشر القصور والعجز ولما كانت هناك مطبوعات جديدة ومخطوطات أو مصورات لما تكن مطبوعة في تلك الآونة ساعدت المرء على تراجعه عن بعض الآراء والأحكام والاجتهادات التي يراه في ظنه صوابا وبانت له على عكسها وليس هذا عيباً إنما العيب والقصور ان يستمر على ذلك بعد علمه وتراجعه عن خطئه ..
ولقد حاولت في هذا المجلد ان استقصي من ذكرهم الشيخ الألباني من الأعلام المشهورين سواء من انتقدهم الشيخ أو اثنى عليهم والكلام على بعض تحقيقاتهم بيانا للناس لمنهجهم وبخاصة أهل الأهواء وذوي البدع ومن نحا نحوهم من المتعصبة الجهلة !
وليس غرضي في هذا الكتاب الرد على فرية بعض أهل البدع وبيان ما فيها من الأخطاء الكثيرة إنما هو عبارة عن تعريف مختصر بمنهجهم لئلا يغتر بهم من لا علم ببعض مؤلفاتهم ومناهجهم بيانا للناس وهدى ..
وهناك من رأى المخالفة ديدينا يخالف في سبيل الطعن والتشهير بالألباني مستغلا سهوا أو خطأ وقع فيه ولا عصمة إلا للمعصوم فحاول إسقاطه جملة .."
" ذكرني ذلك بحديث ....
" سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ولا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله "
" صحيح الترغيب " ( رقم 48 ) .
" وقد تبين لي ولكثير من طلبة العلم والفضلاء في مختلف البلاد والأصقاع أهمية تلك المقالات وفائدتها الكبرى تكمن تنبيه الناس وتبيين زيف بعض الكتّاب والمحققين الذين هدفهم الربح المادي والتجاري ولانتشار التحقيق وبخاصة في الحقبة الأخيرة وتداولها على ألسنة الناس على اختلاف تفاوتهم وقدراتهم العقلية وسعة انتشارها في هذا العصر الذي اتيحت له من الوسائل الحديثة ومما تصدرها المطابع الأمر الذي يوجب على العلماء المحققين ان يبذلوا قصارى جهدهم في التحقيق لدى كتاباتهم وطباعتهم لكتب السلف .."
والله أعلم .
.............................. ..
1- [ الشيخ عبدالله الحبشي الهرري نزيل دمشق ].
" صاحب فرقة أو طائفة الأحباش ظهرت حديثا في لبنان لإحياء مناهج أهل الكلام والصوفية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وكما عمل هذا الرجل على بث الأحقاد ونشر الفتن بسبب ترويجه لمذاهب أهل التصوف الباطنية والرفض ولهم أفكار ومعتقدات يخالفون فيها أهل الإسلام وهم منهم براء .
ورد عليهم أهل العلم المحققين ومن أهل العلم الشيخ الألباني في رسالة له
وبيان ضلالات القوم واستدلالهم بالأحاديث الضعيفة والآثار الواهية ...
فقال الألباني في " مقدمة الضعيفة " ( ص 45 ) :
" فرددت عليه في مجلة " التمدن " بينت فيها خطأه في ذلك بأسلوب علمي نزيه خلافاً لما جرى هو عليه في رسالته ثم نشرنا في ذلك في رسالة مفردة بعنوان " الرد على التعقيب الحثيث " فمن شاء الاطلاع على الحقيقة فليرجع إليها
وفي أثناء نشرنا الرد في المجلة ولما يكد ينته طلع علينا فضيلة الشيخ الحبشي برد آخر سماه " نصرة التعقب الحثيث " شحنه بالمغالطات والسب والافتراء والخروج عن الرد بالتي هي أحسن حتى لقد أنذرني بسوء الخاتمة إن أنا استمررت على نهجي العلمي المخالف لفهمه وعلمه ! فلما رأيت ذلك صرفت النظر عن الرد عليه مرة أخرى حرصا مني على الوقت كما بينته في خاتمة ردي المشار إليه ولعلنا نذكر بعض شبهاته .."
وننقل كلام عظيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في " مجموع الفتاوى " ( 28/ 231-233 ) في وجوب الرد على أهل البدع وإنه من آكد الواجبات :
"... ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام واعتكف قائما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع قائما هو للمسلمين في سبيل الله إذا تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب بالاتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء ..."
وأفضل ما كتب عن القوم الفاضل الدكتور سعد بن علي الشهراني حفظه الله حيث بيّن :
ضلالات القوم في كتابه النفيس " فرقة الأحباش " نشأتها – عقائدها – آثارها "
الذي كان أصل هذا الكتاب عبارة عن رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه من قسم العقيدة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة وحصل فيها على درجة " امتياز " .
وخلاصة القول فيهم حيث قال في خاتمة بحثه ( ص 1239- 1245 ) :
ط ( دار عالم الفوائد ) للنشر والتوزيع "
· أن عبد الله الهرري الحبشي أحد رؤس البدعة والفتنة في هذا العصر يشهد عليه بذلك تاريخه في هرر حين سعة في إغلاق الجمعية الوطنية الإسلامية وتكفير دعاتها ونبزهم بالوهابية ! كما تشهد عليه كتبه وأقواله المليئة بالخرافات والبدع وتاريخه هو وأتباعه في لبنان وخارج لبنان مليء بالصراعات والفتن وضرب الأبرياء وشق صف المسلمين وتعميق الخلافات فيما بينهم
وبعد كتابه هذه النتيجة اطلعت على فتوى لأعضاء اللجنة الدائمة وهم من كبار العلماء سئلوا فيها عن عبد الله الحبشي فأجبوا : " الرجل المذكور رجل سوء من رؤوس البدعة والضلال في هذا العصر وقد جنّد نفسه وأتباعه لهدم عقيدة المسلمين التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون ..." فتوى رقم ( 19077 )
· أن عبد الله الحبشي دعي من أدعياء العلم مصاب بداء العجب بالنفس والتعالي حتى على مشايخه منذ شبابه حتى طرده بعضهم
· أن عبد الله الحبشي جمع كثيرا ً من الشبهات النقلية والعقلية والتي فتن بها بعض المسلمين وقد تلقفها ممن تقدمه من المبتدعة فهو بحق ( جامع للشبهات ) وليس كما يزعم أنه ( خادم علم الحديث )
· أن نشاط الأحباش والإمكانات الهائلة التي لديهم في بيئة منهارة اقتصاديا يؤكد وجود أيد خفية تدعمهم
· أن معرفة الله عند الأحباش هي أول واجب على المكلف وانها نظرية واتبعوا منهج المتكلمين في الاستدلال على وجود الله بدليل حدوث الجواهر والأعراض ...
· إغفال الأحباش لتوحيد الألوهية واهتمامهم بتقرير توحيد الربوبية بطرق غير شرعية
· تحريف الأحباش مصطلحات شرعية مهمة عن معانيها الصحيحة ليسوغوا شركياتهم وبدعهم ومما حرفوه " التوحيد والإله العبادة الدعاء الاستعانة والاستغاثة الاستعاذة " وجوزوا طلب مالم تجر به العادة من الأموات
· حصر الحبشي صفات الله تعالى الواجب معرفتها في ثلاث عشرة صفة وكفّر من ينكرها
· أوّل الأحباش بعض صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع سلف المة وهي العلو والاستواء والنزول والكلام والوجه واليدين والقدم والرجل والغضب والرضى كما أنه أنكر أن يرى الله جلا وعلا في جهة وقد تأثر بالمتكلمين وخصوصا الأشاعرة والماتريدية
· أنكر الأحباش ان يكون القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وإنما جبريل هو الذي عبّر عن كلام الله لأن كلام الله عندهم : معنى واحد قديم أزلي ليس له تعلق بمشيئته تعالى وقدرته وأنه ليس بحرف وصوت وإنما هو كلام نفسي وهو في هذا متأثر بالأشاعرة والماتريدية
· الأيمان عند الأحباش التصديق بالقلب وقول اللسان فأخرجوا العمل من الإيمان وقالوا لا يزيد ولا ينقص ولا يستثنى فيه وانه لا فرق بين الإسلام والإيمان وهذا مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة وهو ان الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويجوز الاسثناء فيه على سبيل عدم تزكية النفس وأما الإسلام والإيمان فإنهما متلازمان : إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا "
· أن الأحباش انحرفوا في التكفير انحرافات خطيرة فكفروا المعين ولم يعذروا بالجهل أو بالشبهة كما كفروا من أنكر صفات الله الثابتة بالعقل دون النقل ولو جاهلا بل كفروا من أثبت علو الله تعالى على خلقه ...
· سوّغ الأحباش الحكم بغير ما أنزل الله بل ويقفون مدافعين وبشراسة عن المحكمين للقوانين الوضعية البشرية بدلا عن الشريعة الآلهية ...
· قرر الأحباش عقيدة الأشاعرة في القول بالكسب ونفي وجود قدرة العبد مؤثرة في الفعل كما وافقوهم في إنكار السببية ..
· يعتقد الأحباش أن إثبات النبوة يكون بالمعجزة فقط ولا شك أن المعجزات دليل صحيح لتقرير النبوة ولكن حصر إثبات النبوة في المعجزة فقط غير صحيح بل هو باطل شرعا وعقلا وهناك دلالات كثيرة لإثبات النبوة بغير المعجزة
· يمتنع الحبشي من القول بعدالة جميع الصحابة وخص بالعدالة الطبقة العليل منهم وذلك ليتمكن من الطعن في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والذي خاض الحبشي في عرضه بالزور والباطل واتهمه اتهامات جائرة ..
· يحسن الأحباش كثيرا من البدع اعتمادا منهم على تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة مستندين في ذلك لبعض الشبهات ..
· تناقض الأحباش في دعواهم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والتبرك بآثاره وتكفيرهم لمن ينكر ذلك ثم يزعمون بأنهم ليسوا بحاجة لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم مؤمنون وحصروا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر ...
· لقد حسّن الأحباش الطرق الصوفية عموما وخاصة الطريقة التي سلكوها ويبايع شيخهم الحبشي عليها من تتلمذ على يديه في لبنان وفي سائر الأوطان ألا وهي الطريقة الرفاعية المليئة بالشركيات والبدع ..
· يدعو الأحباش لشركيات القبورية وبدعهم ومن دعاء الأموات وتوسل وتبرك بالقبور ويقومون بالدعايات للأضرحة والمقامات لتعميق هذا المنكر في قلوب اتباعهم
· أكثر الأحباش من الطعن في شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وكفروه فألف شيخهم كتاب " المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية " ! حرف فيها تراجم العلماء وزور مدحهم ..
· طعن الأحباش في الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وافتروا عليه وقولوه ما لم يقل وقاموا بحرب شعواء ضد دعوته الإصلاحية إلى توحيد الله ونبذ الإشراك به ..
· أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله – الذي كفره الأحباش – فقد أفتى فتواه الشهيرة فيهم فقال :
" إن طائفة الأحباش طائفة ضالة ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون "
ولذا افتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في نقاط
· " أن جماعة الأحباش فرقة ضالة خارجة عن جماعة المسلمين ( أهل السنة والجماعة ) وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين في العمل والاعتقاد وذلك خير لهم وأبقى "
· لا يجوز الاعتماد على فتاوى هذه الجماعة لأنهم يستبيحون التدين باقوال شاذة بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة
· عدم الثقة بكلامهم على الأحاديث النبوية سواء من جهة الاسانيد أو من جهة المعاني
· يجب على المسلمين في كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة ومن الوقوع في حبائلها تحت أي اسم أو شعار واحتساب النصح لاتباعها والمخدوعين بها وبيان فساد أفكارها وعقائدها " .
وقال الشيخ سعد الشهراني في ( ص 11-15 )
بعض الردود على هذه الفرقة :
· مذكرة في أصول الدين " الرد على عبد الله الحبشي " للشيخ عثمان ابن عبد القادر الصافي أحد علماء طرابلس وكان قد أسماه أولا : " الأضواء الساطعة على ما في كتاب الدليل القويم على الصراط المستقيم من أفكار زائفة وعقائد زائغة "
· إثبات علو الرحمن من قول فرعون لهامان "
· " إطلاق الأعنة في الكشف عن مخالفات الحبشي للكتاب والسنة "
واتضح فيما بعد أن مؤلفه هو مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ولم يذكر اسمه ابتداء لشدة العداء فيما بينه وبين الأحباش ولذا صودر الكتاب ممنع من لبنان
· " الأحباش " كتب عليه إعداد عبد الرحمن بن عبد الله وهو كتيب صغير للتعريف بشكل مختصر بفرقة الأحباش
· " تاريخ الفرق وعقائدها " للدكتور محمود سالم عبيدات
· " الموسوعة الميسرة في الديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة وكان من ضمنها " الأحباش "
· وأبرز من كتب عن الحباش في عصرنا الشيخ " عبد الرحمن دمشقية – جزاه الله خيراً – فقد تصدى لهذه الطائفة بالرد والنقد بعدة كتب :
- الرد على عبد الله الحبشي
- الحبشي شذوذه وأخطاؤه 1989م
- بين أهل السنة وأهل الفتنة 1990 م
- شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة 1992 م
- موسوعة أهل السنة في نقد أصول فرقة الأحباش ومن وافقهم من أصولهم .."