يافرقة الأحباب لابد لي منك
ويادار دنيا إني راحل عنك
وياقصر الأيام مالي وللمنى
وياسكرة الموت مالي وللضحك
ومالي لاأبكي لنفسي بعبرة
إذا كنت لاأبكي لنفسي فمن يبك
ألا أي حي ليس للموت موقنا
وأي يقين منه أشبه بالشك
يافرقة الأحباب لابد لي منك
ويادار دنيا إني راحل عنك
وياقصر الأيام مالي وللمنى
وياسكرة الموت مالي وللضحك
ومالي لاأبكي لنفسي بعبرة
إذا كنت لاأبكي لنفسي فمن يبك
ألا أي حي ليس للموت موقنا
وأي يقين منه أشبه بالشك
جاء في كتاب: "الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين" للإمام أبي الفتوح مجد الدين محمد بن محمد الهمذاني:
أنشدنا الإْمَام ناصح الأئمة أَبُو الفتح عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ السعيدي، أنشدنا الفقيه الصائن أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك المظفري الملقب برافوكه السَّرَخْسِيّ، أنشدنا أَبُو سهل عَبْد الصمد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن الحسن البصري، أنشدنا أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، أنشدنا أَبُو بَكْر السعيدي الزُّهْرِيّ:
أيا فرقة الأحباب لا بد لِي منك ... ويا دار دنيا إنني راحل عنك
ويا قصر الأيام مَا لِي وللمني ... ويا سكرات الموت ما لي وللضحك
وما لِي لا أبكي لنفسي بعبرة ... إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي؟
ألا أي حيّ ليس بالموت موقنا؟ وأي يقين منه أشبه بالشك؟
ومعنى قوله:
(وأي يقين منه أشبه بالشك؟):
أي: حتى مَن يتيقن الموت من البشر، فإن هذا التيقن ليس تيقنا حقيقيا؛ وإنما هو أشبه بالشك. والله أعلم.
بارك الله فيك أبا أسماء
جزاك الله خيرا وبارك فيك
السلام عليكم ورحمة الله
الأبيات لم أقف على قائلها وهي من الشعر الزهدي، وهي مما يثتمثَّل به في المواعظ والرقائق، وليس في الرواية التي ساقها أخي محمد شعبان -وفقه الله- ما يدل على أنها لأبي بكر الزهري، بل الأقرب أنه تمثل بها.
أما معنى البيت الأخير فأظن والله أعلم: أن كل حي موقن بالموت، وهي حقيقة غير منكورة، ولكن لغلبة الغفلة على الناس فإنهم لا يعاملون فكرة الموت على أنها يقين واقع بل ينساقون وراء أهوائهم كأنهم يشكون في وقوعه عليهم.أي يعاملونه معاملة المشكوك فيه مع أنهم متيقنون من وقوعه.