المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الجهني
####
لا أدري كيف حكمت أولًا أن (ال) في المعازف تفيد العموم، هل كل (أل) عندك هي للعموم، أم أنّ السياق له دور في معرفة نوع (أل) !
إذا كنت تريد أن تأخذ الأحكام من الأخبار ابتداءًا؛ فمن أين لك بأنّ اتخاذ السياط الطوال مباح في الأصل، كيف وقد جاء الوعيد به في حديث (صنفان من أهل النار)، لماذا قيّدت هذا الحديث بالأحاديث الأخرى، ولم تقيّد حديث المعازف بما جاء في النصوص الأخرى.
حتى وإن قلنا بإن: (أل) للعهد، فلا يفيدك في حل المعازف أيضًا، فإن (ألْ العهديةُ) إما أن تكون للعهد الذِّكريّ وهي ما سبقَ لمصحوبها ذكرٌ في الكلام، كقولكَ "جاءني ضيفٌ، فأكرمت الضيفَ" أي الضيف المذكور. ومنه قولُه تعالى {كما أرسلنا إلى فِرعونَ رسولا، فعصى فرعونُ الرسولَ}.
وإما أن تكون للعهد الحُضوريّ وهو ما يكونُ مصحوبُها حاضراً، مثل "جئتُ اليومَ"، أي اليومَ الحاضرَ الذي نحن فيه.
وإما أَن تكون للعهد الذهنيّ وهي ما يكونُ مصحوبُها معهوداً ذهِناً، فينصرفُ الفكرُ إليه بمجرَّدِ النُّطقِ به، مثل "حضرَ الأميرُ"، وكأن يكون بينك وبينَ مُخاطَبك عهدٌ برجلٍ، فتقول حضرَ الرجلُ"، أي الرجلُ المعهودُ ذِهناً بينك وبين من تخاطبه.
والمعازف من المعهودات الذهنية.