ابن سيرين رحمه الله
وعن ابن سيرين، قال: (بلغت النخلة ألف درهم، فنقرت نخلة من جمارها.
فقيل لي: عقرت نخلة تبلغ كذا، وجماره بدرهمين؟
قلت: (قد سألتني أمي، ولو سألتني أكثر من ذلك لفعلت).
هذيل وبره
وعن هشام، قال: كانت حفصة تترحم على هذيل،
وتقول: كان يعمد إلى القصب فيقشره ويجففه في الصيف، لئلا يكون له دخان، فإذا كان الشتاء جاء حتى قعد خلفي وأنا أصلي، فيوقد وقوداً رفيقاً ينالني حره ولا يؤذيني دخانه،
وكنت أقول له: يا بني، الليلة اذهب إلى أهلك،
فيقول: يا أماه أنا أعلم ما يريدون، فأدعه فربما كان ذلك حتى يصبح.
وكان يبعث إلي بحلبة الغداة، فأقول:يا بني تعلم أني لا أشرب نهاراً
فيقول: أطيب اللبن ما بات في الضرع، فلا أحب أن أؤثر عليك، فابعثي به إلى من أحببت.
فمات هذيل، فوجدت عليه وجداً شديداً، وكنت أجد مع ذلك حرارة في صدري لا تكاد تسكن. قالت: فقمت ليلة أصلي، فاستفتحت النحل، فأتيت إلى قوله تعالى: (ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَهِ باقٍ وَلنَجزِيَنَّ الَّذينَ صَبَروا أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلُون).
فذهب عني ما كنت أجد.