جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر " ثم قرأ هذه الآية " تتجافى جنوبهم عن المضاجع ... إلى قوله بما كانوا يعملون "
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 191 :
قال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا وما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ، و تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس و كيف قابل قلقهم و خوفهم و اضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا الى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله قال الله عز و جل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون و في لفظ آخر فيهما يقول الله عز و جل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعتكم عليه ثم قرأ فلا تعلم نفس ، وفي صحيح مسلم من حديث سعد بن سهل الساعدي قال : شهدت مع النبي مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال اخر حديثه فيها ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ثم قرأ هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون و في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب و قد تقدم حديث أبي امامة عن النبي إلا مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها هي و رب الكعبة نور يتلألأ و ريحانة تهتز و قصر مشيد و نهر مطرد و ثمرة نضيجة و زوجة حسناء جميلة و حلل كثيرة و مقام في ابد في دار سليمة و فاكهة و خضرة و حبرة و نعمة و محلة عالية بهية و لو لم يكن من خطر الجنة و شرفها إلا أنه لا يسأل بوجه الله غيره شرفاً وفضلاً ..... أ هـ