يقول عبد الله أحمَدُ ***** أشكر الله دومًا و أحمَدُ
هوالهادي إلى مَهْيَعِ الرَّشاد ***** و المُولي خلقه بنعمة الإيجاد
و ليس تُحصى نعمه لا تعدّ ***** سبحانه و تعالى المنزّه الممجّد
و بعدُ فقد تيسّر لي كتابة هذا النّظم ***** يروي سيرة نبيِّنا محمّد الأعظم
وُلِد النّبي من عام الفيل ***** شهر ربيع الأول وقد قيل
ذاك عام أذلّ اللّه فيه ***** أبرهةالحبشي و جيشه بما فيه
لما قَصَدَ هدْم الكعبه ***** بجيش من الفِيَلة المُصطحبة
أرسل الإله عليهم طيْرًا أبابيل ***** ترميهم بحجارة من سجِّيل
و لدته أمّه آمنة بنت وهب ***** في دار جدّه لأبيه عبد المطّلب
و كان حملها له حملاً ***** خفيفا و هيِّنا سهْلاً
و رأَتْ لميلاده شُعاعًا من نور ***** يخرُجُ منْ كيانها الطّهور
فأتتْ بما لم تأْتِ به النِّسوان ***** وأعظَم ممّا أنْجَبَت مريمُ بنت عمران
و ارتجّ لميلادِه إيوانُ كِسْرى ***** و كان في ذلك للعرب أعظم بُشْرى
و كذلك أُطفِأت نارُ فارس ***** بعد ألفِ عامٍ ما لها من حارس
كما انتكست و خرَّت الأصنامُ ***** مجموعُها حول البيت الحرام
و اختارت له أمّه على عادة العرب ***** من يُرضعُه و يعتني به بلا رَيْب
فقامت بإرضاعه حليمة السّعدية ***** و لها بذالك أعظم فرَحٍ و مزيّة
و أتاه جبريل و هو يلعب فصرعه ***** و استخرج القلب حين شقّ صدره
فاستخرج منه علقة ***** و قال هذا حظ الشّيطان منك فحقّقه
و لعامه السّادس تُوفِّيت أمّه ***** فحزن عليها حُزنًا أيتَمه
و كفَلَه جدُّه عبدُ المُطَّلِِب ***** و أولى بعنايته غاية الطّلب
و لمّا تُوفي بعد عامين منْ ذالك ***** كفله عمّه أبو طالب كذالك
واشتغل برعي الغنَم مبكّرا ***** على قراريط لأهل مكّة مُفكِّرا
واشتغل برعي الغنَم المُعتاد ***** من جلّة الأنبياء فاستفاد
و رافق عمّه بتجارته الى الشام ***** فلقى بحيرى الرّاهب في ذاك المقام
فبشّره بشأنه المحمود ***** و حذّره من مكر اليهود
و لما بلغ الخامسة و العشرين ***** إقترن بها المختار الأمين
و سار بقافلة لخديجة الطّاهرة ***** و ذلك لما علمته من سماته الباهرة
وعرفت بمالها و جمالها و رجاحة عقلها ***** فرغب في نكاحها أشراف قومها
لكنّها اختارت الصّادق الأمين ***** و ذلك في سنّه الخامسة و العشرين
و شارك قومه حرب الفجار ***** يرمي بنبل عنهم و ما جار