الإعلال من القواعد الصرفية الصوتية المطّردة التي يجب مراعاتها في اللغة . و يُقصَد بالإعلال التغيير الذي يحدث في أحد حروف العلّة الثلاث : الألف و الواو و الياء و ما اُلحق بهما أي الهمزة تجنّبا للاستثقال . و يتمّ الإعلال بثلاث طرق :
1- بنقل حركة حرف العلّة و إسكانه .
2- أو بقلْب حرف العلة إلى حرف آخر.
3- أو بحذفه.
1- الإعلال بالنقل ( أو التسكين )
هو نقل حركة حرف العلة المتحرّك إلى حرف صحيح ساكن قبله ، و هو لا يكون إلا في الواو أو الياء لأن الألف لا تتحرّك مطلقاً .
فإذا كانت الحركة المنقولة عن حرف العلّة مجانسة له فإنه يُكتفى بتسكين حرف العلّة دون قلبه إلى حرف علّة آخر، أما إذا كانت الحركة المنقولة غير مُجانسة له فإن حرف العلّة يُقلب حرفاً يُناسب هذه الحركة المنقولة .
و يحدث الإعلال بالنقل في مواضع يقعُ فيها حرف العلّة عينا للكلمة ، هي :
أ*- إذا كان الواو مضمومة قبلها ساكنٌ صحيح : مثل : يَجُودُ أصلها يَجْوُدُ ( يَفْعُلُ )، حيث تُنقل ضمة الواو إلى الجيم الساكنة قبلها لأن الجيم حرف صحيح و هو أقوى و أولى بتحمّل الحركة من حرف العلّة الضعيف و يترتّب عن ذلك تسكين حرف العلة ( الواو ) ، كقوله تعالى : ( فأولئك يَتُوبُ الله عليهم ) أصلها يَتْوُبُ .
و ينطبق هذا على كلّ ما شابهه من الكلمات المشتقة من فعل أجوف واوي ، كالمصدر الميمي مثل : مَعْوُنَة = مَعُونَة و غيره
ب* - إذا كانت الواو مفتوحة قبلها ساكنٌ صحيح : مثل : اسْتَقْاَمَ أصلها اسْتَقْوَمَ . حيث تُنقل فتحة الواو إلى القاف الساكنة قبلها ، ثم تُقلب الواو ألفا لتُناسب الفتحة ، كقوله عز و جلّ : ( تتنزّل عليهم الملائكة ألا تَخَافُوا ) أصلها تَخْوَفُوا .
و يدخل في هذا مشتقات مثل هذه الأفعال الجوفاء ذات الأصل الواوي كاسم المفعول مثل : مُعْوَدٌ = مُعَادٌ ، مُسْتَشْوَرٌ = مُسْتَشَارٌ و اسميْ الزمان و المكان مثل مَقْوَمٌ = مَقَامٌ ، مَكْوَنٌ = مكان ، و المصدر الميمي مثل مَقْوَلٌ = مَقَالٌ ، فيجب فيها النقل كما جرى في أفعالها ... و كلّ ما شابهها .