بسم الله وبعد : فهذا مختصر مفيد من كتاب :" التيسير فيما وردفي المهدي المنتظر والمهدي الأخير ". وأذكر هنا حديث ابن مسعود في راية الخليفة العباسي، وليس هو في المهدي كما زعم البعض توهما كما هو مبين في الكتاب :
دليل أو الدليل الرابع: حديث عبد الله : له ثلاثة أو أربعة طرق يقوي بعضها بعضا :
1. قال أبو بكر في مصنفه ومسنده 308 نا معاوية بن هشام عن علي بنصالح عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: بينا نحن عند رسولالله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي عليه السلاماغرورقت عيناه وتغير لونه، قال: فقلت له: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، فقال:«إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءوتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، يسألون الحق فلايعطونه، فيقاتلون فينتصرون، فيعطون ما سألوا، ولا يقبلونها حتى يدفعوها إلى رجل منأهل بيتي فيملؤها قسطا، كما ملؤوها جورا، من أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج»،
. تابعه عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام مثله، وكذلك هي رواية خالد بن عبد الله وصباح بن يحيى المزني وعمرو بن القاسم وخلف ومحمد بن فضيل كلهم عن يزيد بن أبي زياد بهذا، وكذلك خرجه أبو يعلى (5084) عن أبي بكر بن عياش حدثنا يزيد به بلفظ:" «تجيء رايات سود من قبل المشرق، وتخوض الخيل الدماء إلىثنتها يظهرون العدل ويطلبون العدل فلا يُعطونه، فيظهرون، فيطلب منهم العدل فلا يُعطونه»،يزيد لين، وهذه روايات صريحة في أن هذا الحديث ليس في مهدي آخر الزمان، وإنما هوفي خليفة بني العباس الذي أباد الأمويين، وأقاموا لأهل البيت العدل والتمكين:
لكن زاد فيه نعيم زيادة شاذة، فقال في الفتن (895) حدثنا محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس وجرير عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنهقال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فتية من بني هاشم، فتغيرلونه، فقلنا: يا رسول الله ما نزل، نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ فقال: «إنا أهل بيتاختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء وتطريداوتشريدا، حتى يأتي قوم من هاهنا من نحو المشرق، أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلايعطونه، مرتين أو ثلاثا، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا، فلا يقبلوها حتىيدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها عدلا كما ملئوها ظلما، فمن أدرك ذلك منكمفليأتهم ولو حبوا على الثلج، [فإنه المهدي]»، وهذه الزيادة فيها نظر لمخالفة نعيمغيره من الثقات، ولو صحت فهي محمولة على مهدي بني العباس، وسمي بالمهدي تجوزاوالله أعلم.وقدنقل العقيلي في ترجمة يزيد عن عبد الله قال: سمعت أبي يقول:" حديث إبراهيم عنعلقمة عن عبد الله ليس بشئ، وقال الحافظ أبو قدامة السرخسي: حدثنا أبو أسامة قال:حديث يزيد عن إبراهيم في الرايات، لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته ".
لكن أصل هذا الحديث مقارب بغيره، من غير هذه الزيادة، وله متابعات أخرى:
2.قال الدارقطني في العلل (ر807) :" ورواه يزيدبن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وكذلك قال عمارة بن القعقاع عنإبراهيم عن علقمة وهو أصحها والله أعلم ".
3. وله متابعة أخرى رواها عبد الله بن داهر بنيحيى الرازي عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن علقمةوالأسود عن عبد الله بلفظ:" ... حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، يملؤها قسطا؛ كما ملئت ظلما أوكما ملأها القوم ظلما، فمن أدرك منكم ذلك الزمان، فليجئهم، ولو حبوا على الثلج"، ولم يقل أنه المهدي الفاطمي ، خرجه عنه ابن عدي في ترجمة داهر وأعله به،لكن البزار قد قال : وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم إلا ابن أبي ليلى، ولانعلم يروى إلا من حديث داهر بن يحيى عن ابن أبي ليلى، وداهر هذا رجل من أهل الرأيصالح الحديث"، ولميذكر أيضا زيادة المهدي، وكذلك رواه الأوثق منه من غير هذه الزيادة وهو الأقوى، فحسُنالحديث.وقدتوبع داهر ويزيد وعمارة متابعة أخرى، لكن في آخرها زيادة بها خلط وإدماج بين الخليفةالعباسي الذي انقضى، بزيادة فيها مهدي آخر الزمان الذي قبيل المسيح :
4. فقال الحاكم في المستدرك (4/ 511) أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظبالكوفة ثنا محمد بن عثمان بن سعيد القرشي ثنا يزيد بن محمد الثقفي ثنا حبان[حنان] بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة بن قيسوعبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شيء إلا أخبرنابه، ولا سكتنا إلا ابتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين فلما رآهمالتزمهم وانهملت عيناه فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ فقال:إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداوتشريدا في البلاد، حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثميسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم أو منأعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج فإنها رايات هدى، [يدفعونها إلىرجل من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأهما قسطا وعدلا كما ملئت جورا و ظلما] "، الجزء الأول يشهد له ما سبق وما سيأتي ، وأما هذا الجزء الأخير [ يدفعونها ... ] إنما هو جزء منفصل من حديثآخر في المهدي الفاطمي المنتظر، وقد أدخله هنا بعض الرواة فيه، ووهم في ذلك، فإن فيإسناده حنان ويقال حبان وهو شيخ شيعي ليس بالقوي في الحديث، وقد اضطرب في هذاالحديث متنا وسندا:فرواهيزيد بن محمد الثقفي ثنا حنان بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة بن قيس و عبيدة السلماني عن عبد الله كما مضى.بينماقال الْأزْدِيّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنثَوَاب حَدَّثَنَا حنان بْن سدير عَن عَمْرو بْن قيس [عَن الْحَسَن بْن عُبَيْدَة]عَن عَبْد الله مَرْفُوعا: إِذا أَقبلت الرَّايَات السود من خُرَاسَان فأتوهالِأَن فِيهَا خَليفَة الله الْمهْدي "، وقد نقل السيوطي في اللآلئ عن ابن الجوزي قال: لا أصل له، عمرو لا شيء ولم يسمع من الحسن ولا سمع الحسن من عبيدة"،ثم ذكر السيوطيُّ بأن ابن حجر تعقبَ ابن الجوزيَّ بذكر شواهده من حديث ثوبان ..، والتوسطأن يُقال بأن الشق الأول من الحديثِ حسن بشواهده، وأما الشق الثاني فهو مدمج بينأحاديث العباسي وأحاديث المهدي المنتظر في آخر الزمان :
وفي الباب عشرون شاهدا والله اعلم .