" الطبقة السادسة عند الحافظ ابن حجر هم أتباع التابعين – زياد بن كليب أنموذجا – "
قال الحافظ ابن حجر عن الطبقة السادسة : هم الذين عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة .
من أقوال المحدثين في أن الطبقة السادسة هي أتباع التابعين :
قال الألباني في الصحيحة : " و أما التميمي فمن أتباع التابعين ، جعله الحافظ من الطبقة السادسة التي عاصرت الطبقة الخامسة من صغار التابعين الذين رأوا الواحد و الاثنين من الصحابة ،بخلاف السادسة فلم يثبت لهم لقاء أحد منهم ."
*******
ويمكن معرفة أتباع التابعين من خلال تراجمهم وذلك بأن لا يذكر أصحاب التراجم عن أحدهم أنه روى عن أحد من الصحابة وإنما فقط عن التابعين .
قال الألباني في الصحيحة : " لأن أبا حيان - و اسمه يحيى بن سعيد بن حيان - لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة و إنما عن التابعين .و لذلك أورده الحافظ في الطبقة السادسة ."
*******
أمثلة على أن من يروي عن التابعين فقط هو من أتباع التابعين :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الإصابة في تمييز الصحابة - (ج 1 / ص 253) :
" وأما أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان فهو من أتباع التابعين ذكره فيهم بن حبان وكذا ذكر البخاري أنه يروي عن عكرمة وقال خليفة مات سنة ثلاثين ومائة "
وفي الإصابة أيضا - (ج 3 / ص 466) :
" صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي مشهور من أتباع التابعين أرسل حديثا فذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة وأورد من طريق محمد بن أبي يحيى عن صخر بن عبد الله بن حرملة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لبس ثوبا فحمد الله غفر له قال أبو موسى صخر هذا لم يلق الصحابة وإنما يروي عن التابعين "
********
( أبو معشر ) زياد بن كليب من الطبقة السادسة :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (تقريب التهذيب ـ م م - (ج 1 / ص 348) : "
2096 - زياد بن كليب الحنظلي أبو معشر الكوفي ثقة من السادسة مات سنة تسع عشرة أو عشرين م د ت س "
********
( أبو معشر ) زياد بن كليب من أتباع التابعين :
فقد ذكره علماء الجرح والتعديل الراوي في أتباع التابعين وكما يلي :
1 : ابن حبان في الثقات :
قال في (ج 6 / ص 1) : " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أول كتاب أتباع التابعين "
ثم ذكر زيادا فيهم فقال في (ج 6 / ص 327) :
" 7948 - زياد بن كليب أبو معشر النخعي من أهل الكوفة يروى عن الشعبي وإبراهيم النخعي روى عنه يونس بن عبيد وخالد الحذاء وشعبة وكان من الحفاظ المتقنين مات سنة سبع عشرة ومائة ."
2 : الإمام العجلي رحمه الله تعالى .
فطريقة العجلي في التعريف بالرواة هي أن يذكر من كان صحابيا أو تابعيا فيقول : صحابي . أو يقول : تابعي .
أما أتباع التابعين ومن دونهم فلا يذكر فيهم شيئا سوى الجرح والتعديل .
لذلك قال في الثقات (ج 1 / ص 374) عن زياد بن كليب :
" 513 - زياد بن كليب أبو معشر كوفى ثقة روى عنه أيوب السختياني وخالد الحذاء ومنصور ومغيرة الضبي وسعيد بن أبي عروبة وكان فقيها في الحديث قديم الموت "
********
كل من ترجم لأبي معشر زياد بن كليب لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة وذكروا أنه روى عن التابعين كالنخعي والشعبي .
ومنهم .
1 : الإمام البخاري رحمه الله تعالى حيث قال في التاريخ الكبير - (ج 3 / ص 367) :
" 1246 - زياد بن كليب أبو معشر التميمي الكوفى، عن ابيه وإبراهيم، روى عنه يونس بن عبيد وخالد وشعبة، وقال ابن ابى الطيب عن ابن ادريس: مات بعد طلحة بن مصرف."
2 : والحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 3 / ص 329)
" 698 - م د ت س (مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي).
زياد بن كليب التميمي الحنظلي أبو معشر الكوفي.
روى عن إبراهيم النخعي والشعبي وسعيد بن جبير وفضيل بن عمرو الفقيمى. "
3 : الإمام الذهبي في الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة - (ج 1 / ص 412) :
" 1705- زياد بن كليب أبو معشر التميمي عن إبراهيم والشعبي وعنه منصور وأبو بشر وابن أبي عروبة حافظ متقن توفي 119 م د ت س "
***********
قلت : ولم يرو عن الصحابة إلا حديثا واحدا في مصنف ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها :
حدثنا أبو بكر قال : حدثنا هشيم ، عن مغيرة ، عن أبي معشر ، عن عائشة : " أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يصب على المريض "
قال الألباني : للرقية أنواع بعضها مأثور - 2 - عن السلف فقد روي عن عائشة أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء - أي يقرأ التعوذ وينفث في الماء - ثم يعالج به المريض .
وقال مجاهد لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض .
هامش -2 - وجل هذا مما لم يصح سنده فتنبه "
(التعليقات الرضية على الروضة الندية ج3/ص158)
وقال د. فهد السحيمي عن الاثر الوارد عن عائشة رضي الله عنها : " في سنده أبو معشر زياد بن كليب الحنظلي قال ابن حجر بأنه ثقة من السادسة وقال عنه الطبقة السادسة بأنها طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة
انظر تقريب التهذيب (75،220) وعلى هذا فيكون في سند الأثر انقطاع انتهى ."
والله أعلم .
المعيصفي .
6 رجب 1436