طرح عليَّ سؤال نصه: منذ أيام قرأت منشور لبعض الأخوة كلما تذكرته أبتسم تلقائي، نص المنشور (وعلى سبيل السعادة في الجنة هنسمع القرآن بصوت النبي صلى الله عليه وسلم) ...
هل ثبت شئ من ذلك، أم هو من باب التمنّي فقط، أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
فكان جوابي:
يشمله قوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾ [الزخرف: 71]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 31].
ثم وجدت هذا الموضوع أثناء بحثي:
هل ثبت أن الله تعالى ورسله يتلون القرآن على أهل الجنة في الجنة ؟
السؤال :
وفقاً لمختلف العلماء : فإن الله والأنبياء سوف يتغنون بالقرآن ( يتلون القرآن بصوت جميل جداً ) في الجنة .
هل هناك أي أثر ثابت أو أي حديث بخصوص هذا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لم يثبت في قراءة الرحمن جل جلاله القرآن على عباده في الجنة حديث ، ومثل هذا من أمور الغيب التي لا يجوز إثبات شيء منها ، ولا نفيه ، من غير خبر صحيح به .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
هل صحيح أننا سنسمع ربنا يتلو علينا في الجنة - إن شاء الله- سورة الرحمن ؟
فأجابوا : " ليس ذلك بصحيح فيما نعلم " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 318) .
وينظر جواب السؤال رقم : (199303) .
ثانيا :
أما قراءة الأنبياء عليهم السلام القرآن في الجنة فلا نعلم فيه شيئا مرويا ، وهو من أمور الغيب أيضا التي يجب الكف عن الخوض فيها .
وقد ذكر بعضهم أن نبي الله داود عليه السلام يقرأ القرآن على المؤمنين في الجنة ، لكن لا نعلم حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يثبت ذلك .
وينظر : فصل : سماع أهل الجنة ، من كتاب " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ، لابن القيم (1/543-555) ط عالم الفوائد .
وكذلك قراءة المؤمنين في الجنة : ليس فيها نص صريح بذلك ، وإن كانت قد تشهد لهذا الأصل في الجملة ظواهر بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
فمما ورد من الأحاديث الصحيحة غير الصريحة ما رواه الإمام أحمد (25182) والنسائي في "السن الكبرى" (8176) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نِمْتُ ، فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كَذَاكَ الْبِرُّ، كَذَاكَ الْبِرُّ ) وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ " . وصححه الألباني في "الصحيحة" (913) .
رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كانت حقا وصدقا : إلا أنها ليست نصا في أن ذلك يكون في الجنة ، وأنه يبقى له ذلك فيها .
ومن ذلك أيضا ما رواه الترمذي (2914) وصححه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهماعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا ) .
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وينظر في هذا جواب السؤال رقم (191930) .
وينظر في معنى "التغني بالقرآن" جواب السؤال رقم : (1377) .
والله أعلم .
http://islamqa.info/ar/199610
فهل من إضافة أو تصويب؟