54 - قال محمد بن الحسين -الآجُري- موضحًا من القرآن أن الأعمال من الإيمان وإبطال قول المرجئة- (اعتبروا -رحمكم الله- بما تسمعون، لم يعطهم مولاهم الكريم هذا الخير كله بالإيمان وحده، حتى ذكر عز وجل هجرتهم وجهادهم بأموالهم وأنفسهم. وقد علمتم أن الله عز وجل ذكر قومًا آمنوا بمكة، ولم يهاجروا مع رسوله -صلى الله عليه وسلم- ماذا قال فيهم؟
وهو قوله: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} الأنفال: 72
ثم ذكر قومًا آمنوا بمكة وأمكنتهم الهجرة إليه، فلم يهاجروا، فقال فيهم قولًا، هو أعظم من هذا، وهو قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 97
ثم عذر جل ذكره من لم يستطع الهجرة ولا النهوض بعد إيمانه، فقال عز وجل: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِ ينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ}
قال محمد بن الحسين -رحمه الله تعالى-: كل هذا يدل على أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح. ولا يجوز غير هذا، ردًا على المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان. ميزوا هذا تفقهوا، إن شاء الله). (صـ 115 - 116).



رد مع اقتباس
علامة على محبة الله- (فجعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علمًا لحبه، وكذب من خالفه، ثم جعل على كل قول دليلًا من عملٍ يصدقه، ومن عملٍ يكذبه، وإذا قال قولًا حسنًا، وعمل عملًا حسنًا، رفع الله قوله بعمله، وإذا قال قولًا حسنًا، وعمل عملًا سيئًا، رَدَّ الله القول على العمل، وذلك في كتابه تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر: 10 (صـ 119).
