بارك الله فيكم ..... سامحونا للتطفل
قال الامام أبو بكر الآجري(1): أملى علينا أبو بكر بن أبي داود في مسجد الرصافة في يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة تسع وثلاثمائة، فقال:
وقال الإمام أبو حفص ابن شاهين(2): قال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث شيحنا هذه القصيدة لنفسه، وجعلها محنته:...
وقال الإمام أبو علي ابن البناء(3): أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهروي، قال: أنا الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي الطباخ رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ العالم أبو العز أحمد بن عبد الله بن محمد بن كادش بقراءته عليه بباب المراتب في شوال سنة عشرين وخمسمائة، قال: أنا أبو طالب محمد بن علي بن أبي الفتح بن العشاري، قال: أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني رضي الله عنه بهذه القصيدة:...
وقال القاضي أبو الحسين الفراء(4): أنبأنا علي المحدث، عن عبيد الله الفقيه، قال: أنشدنا أبو بكر بن أبي داود من حفظه لنفسه:...
وقال الإمام الذهبي(5): أنشدنا (أحبرنا) {أبو العباس} أحمد بن عبد الحميد، {قال}: أنشدنا (أنا) {الإمام} أبو محمد بن قدامة سنة ثمان عشرة وست مئة، أخبرتنا فاطمة بنت علي {الوقاياتي}، أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا (أنا) أبو حفص بن شاهين، {قال}: {أنشدنا (قال)} {شيخنا} أبو بكر {عبد الله بن سليمان} {بن أبي داود} {لنفسه} {وجعلها محنته}:
هامش 1ــــــــــــــ ــــ
(1) كتاب الشريعة 5/2563. طبعة دار الوطن.
(2) شرح مذاهب أهل السنة ص321. طبعة دارقرطبة.
(3) الأصول المجردة على ترتيب القصيدة المجودة ص73. طبعة دار طيبة الدمشقية.
(4) طبقات الحنابلة 3/100. طبعة العثيمين.
(5) سير أعلام النبلاء 13/233، العلو للعلي الغفار 2/1220. طبعة الرسالة، وطبعة دار الوطن.
تَمسَّـكْ بحَـبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُـدَى
ولا تَـكُن(1) بِدْعِيَّـاً لَعلَّـكَ تُفْلِــحُ
وَدِنْ(2) بِكِتَابِ اللهِ والسُّـنـَنِ التِـي
أَتَتْ عَن رَسُولِ اللهِ تَنْجُو وَتَرْبَحُ
وَقُـلْ: غَيْـرُ مَخْلِوقٍ كَلامُ مَليكِنا
بِـذَاكَ(3) دَانَ الأتْقِياءُ وأَفْصحُــوا
{وَلا تَقُل(4) فِي القُرْآنِ(5) بالوَقْفِ قَائِــلاً
كَمَا قَالَ أتْبَاعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا}(6)
ولا تَقُـلِ القُرآنُ خـلق(7) قـراءتـهُ(8)
فإنَّ كَـلامَ اللهِ باللفْظِ يُــوضَحُ
وَقُـلْ: يَتَجلَّى اللهُ للخَلْقِ جَـهْـرةً
كَمَا البدْرُ لا يَخْفى وَرَبُّكَ أَوْضَـحُ
هامش 2ــــــــــــــ ــــــ
(1) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، وفيض القدير، والحطة، والشطي: (تك).
(2) في فيض القدير، والحطة: (ولذ).
(3) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (بذلك).
(4) في شرح المذاهب، ونسخة من الأصول المجردة، والسير: (تك). وفي الطبقات، والمنهج الأحمد: (تغل).
(5) في الشطي: (بالقرآن).
(6) هذا البيت ساقط من العلو.
(7) في المنهج الأحمد: (خلقا).
(8) في نسخة من الأصول المجردة: (قراأه). وفي الشطي: (قرائه).
وَلَيْسَ بمْولُـودٍ وليسَ يولــد(1)
وَلَيسَ لهُ شِـبْهٌ تَعَالَى المسَبَّـحُ
وَقَـدْ يُنكِرُ(2) الجَهْميُّ هَــذَا وعِنْدَنَا
بِمِصْـدَاقِ ما قُلْنَـا حَدِيثٌ مُصَرِّحُ(3)
رَوَاهُ جَرِيـرٌ عـن مَقَـالِ مُحـمَّدٍ
فقُـلْ مِثْلَ ما قَدْ قَالَ في ذَاكَ تَنْجَحُ
وَقَـدْ يُنكِـرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَـهُ
وَكِلْتَا يَدَيْـهِ بالفواضِـلِ(4) تَنْضَـحُ(5)
وَقُـلْ: يَنْـزِلُ الجَبَّارُ فـي كُـلِّ لَيْلَةٍ
بِلا كَيْف جَلَّ الواحدُ المتَمَـدِّحُ(6)
إلى طَبَـقِ الدُّنيا يَمُـنُّ بِفَضْلِــهِ
فَتُفْـرَجُ أَبْوابُ السَّـماءِ وتُفْتـحُ
هامش 3ــــــــــــــ ـــــــ
(1) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (بوالد).
(2) في شرح المذاهب: (ينكرن).
(3) في المنهج الأحمد، والشطي: (مُصَحّح).
(4) في شرح المذاهب: (بالنواضل) .
(5) في شرح المذاهب: (ينفح). وفي الأصول المجردة، والشطي: (تنفح). وفي المنهج الأحمد: (تفتح).
(6) في شرح المذاهب: (المُمَدَّح) .
يَقولُ: ألا مُسْـتغفِـرا(1) يَلْـقَ غَافِـرًا(2)
ومُسْـتَمنِحا(3) خَـيْرًا ورِزقًا فأمْنَـحُ(4)
رَوَى ذَاكَ قَـومٌ لا يُـرَدُّ حَــدِيثَهم
ألا خَابَ قَــوْمٌ كذَّبـوهُم وقُبِّحُوا
وَقُـلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْـدَ مُحَمَّـدٍ
وَزِيـراهُ قُدْمًا , ثُمَّ عُثْمَانُ ألأرْجَـحُ(5)
وَرابِعُهُـم خَـيْرُ البريَّـةِ بَعْـدَهُـم
عَلِـيٌّ حَليفُ الخَـيرِ, بالخَيرِ مُنْجِحُ(6)
وإنَّهمُ والرَّهْطُ(7) لا رَيْــبَ(8) فِيْهِــمُ
عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ في الخُلْدِ(9) تَسْرَحُ(10)
هامش 4ــــــــــــــ ــــــــ
(1) في شرح المذاهب، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (مستغفر).
(2) في الشطي : (أنا غافر).
(3) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (ومستمنح).
(4) في شرح المذاهب: (فيُمنح).
(5) في شرح المذاهب: (أرجح).
(6) في الأصول المجردة: (للخير يمنح).
(7) في السير، والعلو، والمنهج الأحمد: (للرهط). وفي حاشية الأصل من شرح المذاهب أن الصواب: (الرهط).
(8) في الأصول المجردة: (لا شك).
(9) في السِّير، والعلو: (بالنور) .
(10) في شرح المذاهب: (يسرح).
سَعِيدٌ وسَعْـدٌ وابنُ عَـوْفٍ وطَلْحـةٌ
وعَامِرُ فِهْــرٍ والزُّبَيْـرُ المُمَـدَّحُ
{وسبطي رسول الله وابني خديجة
وفاطمة ذات البقا تبحبحوا}(1)
{وعائشة(2) أم المؤمين وخالنا
معاوية أكرم به ثم امنح(3)
وأنصاره والهاجرين(4) ديارهم
بنصرتهم(5) عن كية(6) النار زحزحوا
ومن بعدهم فالتابعون لحسن(7) ما
حذوا فعلهم(8) قولا وفعلا فأفلحوا}(9)
{ومالك والثوري ثم أخوهم
أبو عمر والأوزاعي ذاك المسبح
ومن بعدهم فالشافعي وأحمد
إماما هدى من يتبع الحق ينصح
أولئك قوم قد عفا الله عنهم
وأرضاهم فأجبهم فإنك تفرح}(10)
وَقُلْ خَـيْرَ قولٍ(11) في الصَّحَابةِ كُلِّهِـمْ
ولا تَــكُن(12) طَعَّاناً تَعِيْـبُ وَتَجْـرَحُ
هامش 5ــــــــــــــ ــــ
(1) هذا البيت زيادة من شرح المذاهب.
(2) في الأصول المجردة، والشطي: (وعائش).
(3) في حاشية أصل شرح المذاهب، قال معناها: أرجح وأمدح. وفي الشطي: (أكرم به فهو مصلح).
(4) في شرح المذاهب: (والمهاجرين). وفي الشطي: (والهاجرون).
(5) في الأصول المجردة، والشطي: (بنصرهم).
(6) في الأصول المجردة، والشطي: (ظلمة).
(7) في الأصول المجردة، والشطي: (بحسن).
(8) في الشطي: (حذوهم).
(9) هذه الثلاثة أبيات زيادة من شرح المذاهب، والأصول المجردة، والشطي.
(10) الأبيات الثلاثة بين المعقوفين زيادة من شرح مذاهب أهل السنة.
(11) في شرح المذاهب: (قولا).
(12) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والسير، والعلو، والمنهج الأحمد، والشطي: (تك).
فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِــمْ
وفي الفَتْحِ آيٌ في الصَّحابةِ(1) تَمْدَحُ
وبِالقَـدَرِ المقْـدُورِ أيْقِنْ فإنَّهُ
دِعَامَةُ عقْدِ الدِّينِ، ولا دين(2) أفْيَـحُ(3)
وَلا تُنْكِرن جَهلاً(4) نَكِيرًا ومُنْكَــراً
وَلا الحْوضَ والِميزانَ إنَّـكَ تُنْصَـحُ
وقُـلْ: يُخْـرِجُ اللهُ العَظيمُ بِفَضلِـهِ
مِن النارِ أجْسادًا مِن الفَحْمِ(5) تُطْرَحُ
عَلَى النَّهرِ في الفِردوسِ تَحْيا بِمَائِهِ
كَحَبّة حَملِ(6) السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَـحُ
وإنَّ(7) رَسُـولَ اللـهِ للخَلـقِ شَافـعٌ
وقُلْ فِي(8) عَذابِ القَبرِ حـقٌّ(9) مُوَضَّحُ
هامش 6 ـــــــــــــــ ـــ
(1) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والسير، والعلو: (للصحابة).
(2) في شرح المذاهب، والأصول المجردة، والطبقات، والمنهج الأحمد: (والدين).
(3) في الشطي: (أقبح).
(4) في الشطي : (جهراً) .
(5) نسخة من الأصول المجردة، والشطي : (من اللحم).
(6) في الأصول المجردة، والسير: (كحب حميل).
(7) في الطبقات: (فإن).
(8) في الأصول المجردة، والشطي: (وإنّ).
(9) في الأصول المجردة، والشطي: (بالحق).
ولا تُكْفِّرَنَّ أهْلَ الصَّلاةِ وإِنْ عَصَـوا
فكلُّهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصْفَـحُ
{ولا تَعتقِــدْ رَأيَ الخَوارجِ إنَّـهُ
مَقَالٌ لِمَنْ يهـواهُ يُرْدِي ويَفْضَحُ
ولا تَــكُ مُرْجِيـًّا لَعُوبًا بِدِينِـهِ
ألا إنَّمَا المُرْجيُّ بالدِّينِ يَمْـرَحُ(1)}(2)
وقُــلْ: إنَّما الإيمانُ قـَوْلٌ ونيَّـةٌ
وِفعْلٌ عَلَى قَـولِ النبيِّ مُصَرَّحُ(3)
ويَنْقُصُ طَـوْرًا بالمعَاصِي وَتَـارةً
بطَاعَتِهِ يَنْمِي(4) وفي الوَزنِ يَرْجَحُ
وَدَعْ عنكَ آراءَ الرِّجالِ وَقـولَهُـم
فَقْولُ رَسُولِ اللهِ أَزكى(5) وَأَشْــرَحُ
{وَلا تَكُ مِـن(1) قـوْمٍ تَلَهَّـوْ بِدِينِهِـم
فَتَطْعـنَ(2) في أَهَلِ الحَدَيثِ وتَقْـدَحُ(3)}(4)
إذا مَا اعتقـدْتَ الدَّهْرَ يا صَاحِ هذِه(5)
فَأَنْـتَ عَلـى خَيْـرٍ تَبِيتُ وتُصْبِحُ
هامش أخير ـــــــــــــــ ــــــــ
(1) في الأصول المجردة، والسير، والعلو: (يمزح).
(2) أتى هذين البيتين في الأصول المجردة، والشطي بعد البيتين بعدهما.
(3) في الأصول المجردة: (مشرح).
(4) في الشطي: (ينمو).
(5) في السير: (أولى).
(1) في الحطة: (في).
(2) في شرح المذاهب: (فيطعن).
(3) في شرح المذاهب: (ويقدح).
(4) أتى هذا البيت في الأصول المجردة، والشطي بعد الذي قبله.
(5) ساقطة من العلو.
قال الآجري: ثم قال لنا أبو بكر ابن أبي داود: هذا قولي, وقول أبي, وقول أحمد بن حنبل, وقول من أدركنا من أهل العلم ومن لم ندرك ممّن بلغنا عنه. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.
وقال ابن شاهين: قال أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله: هذا قولي, وقول أبي, وقول أحمد بن حنبل رحمه الله, وقول من أدركنا من أهل العلم وقول ممن لم ندرك ممن بلغنا قوله. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.
وقال ابن البناء: قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني: هذا مذهب أحمد بن حنبل ومذهبي ومذهب أبي رحمهم الله وإيانا.
وقال ابن أبي يعلى: قال ابن بطة: قال أبو بكر بن أبي داود: هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم، ومن لم ندرك ممن بلغنا عنه، فمن قال غير هذا فقد كذب.