بسم الله وبعد:
فقد ظهر في زماننا من يُبدع حمل الإمام للعصا على المنبر من يوم الجمعة، مخالفا بذلك كتاب الله وسنة رسول الله، وفعل الخلفاء الراشدين، الهادين المهديين، بل وسائر الصحابة والتابعين، وإجماع المسلمين، متبعا بذلك مذهب الشعوبيين المنحرفين، مما جعلني أجمع في هذه المسألة بحثا مستقلا، لعلَّ من أخطأ أن يكون من المنيبين، برجوعه إلى سنة نبيه الكريم، وخلفائه الراشدين، وسائر السلف الصالحين، وقد قسمت هذا البحث على النحو التالي:
الفصل الأول: أدلة بل شُبهِ من كره حمل العصا بعد اتخاذ النبي عليه السلام للمنبر:
الفصل الثاني: ذكر الدليل على أن المنبرَ جُعل بدلا من الجذع لا العصا، وذكر الأسباب التي من أجلها صُنِعَ المنبر:
الفصل الثالث: ذكر الأدلة على استحباب العصا من القرآن والإجماع :
الفصل الرابع: ذكر الأدلة من السنة والإجماع على مشروعية اتخاذ العصا ونحوها في الخطب :
الفصل الخامس: ذكر أدلةٍ فيها الاعتماد على العصا في خطبتي العيد وخطب أخرى متفرقة:
الفصل السادس : ذكر أدلة باطلة أو موضوعة:
الفصل السابع: ذكر ما جاء في حمل العصا عن التابعين:
الفصل الثامن : ذكر ما جاء من ذلك عن العلماء وسائر مذاهب أهل السنة:
خاتمة:
الفصل الأول: ذكر أدلة بل شُبهِ من كره حمل العصا بعد اتخاذ النبي عليه السلام للمنبر :
.............................. .....
الفصل الثاني: ذكر الدليل على أن المنبرَ جُعل بدلا من الجذع لا العصا، وذكر الأسباب التي من أجلها صُنِعَ المنبر:
وقد حذفت نشر أدلة أو شبه التبديعيين طلبا للاختصار .
ثم نظرنا في أدلة مذهب السلف فوجدنا أن النبي عليه السلام قد اتخذ العصا إلى آخر حياته، وفعله الخلفاء والصحابة بعد مماته، وعلى ذلك أجمعت أمته من بعده كما سيأتي:
الفصل الثالث: ذكر الأدلة على استحباب العصا من القرآن والإجماع : سيأتي أثناء البحث ذكر الخطبة بالعصا عن جميع الخلفاء الراشدين، بحضرة جميع الصحابة والتابعين، لم يُنكرها أحد من المؤمنين، بل خطب بها سائر الصحابة والتابعين، بحضرة جميع المسلمين، من غير أن يُبدعها أحد منهم، فكان هذا أوضح دليل على استحبابها بالإجماع، كيف وقد ورد لها أصل من القرآن الكريم كما قال رب العالمين:{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخرَى}، ومعنى (أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) أي أتحامل عليها في المشي والوقوف والقيام، ويدخل في ذلك القيام في الخطب ونحوها بإجماع السلف .
فمن قوله تعالى:{ ولي فيها مآرب أخرى}، قال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن:"..أَما إنَّهُ يَحْتَاجُ إلَيْهَا فِي الدِّينِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ إجْمَاعًا وَهُوَ الْخُطْبَةُ ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ بِاخْتِلَافٍ وَهُوَ التَّوَكُّؤُ عَلَيْهَا فِي صَلَاةِ النَّافِلَة"، وكذلك نقل الإجماعَ القرطبيُّ فقال في تفسيره: منافع العصا كثيرة، ولها مدخل في مواضع من الشريعة منها:.. قال:" والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا، فالعصا مأخوذة من أصل كريم، ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل، وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام، والآيات الجسام، ما آمن به السحرة المعاندون، واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته، وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنزته، وكان يخطب بالقضيب، وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء، وعادة العرب العرباء، الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام، وفي المحافل والخطب. وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني، والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم. قال مالك: كان عطاء بن السائب يمسك المخصرة يستعين بها.."، وفي المدونة قَالَ مَالِك : يُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَتَوَكَّأَ عَلَى عَصًا غَيْرِ عَمُودِ الْمِنْبَرِ إذَا خَطَب "،
وهو قول سائر العلماء كما سيأتي.
وقال الزحيلي في تفسيره :" الإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا، وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنزته وكان يخطب بالقضيب، وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء وعادة العرب العرباء الفصحاء اللسن البلغاء، أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام، وفي المحافل والخطب".
وتعتبر هذه المسألة من المسائل الإنكارية لا الخلافية، بمعنى أنه يجب الإنكار فيها، والتشنيع على كل من خالف الدلائل الواضحة والبراهين الساطعة وإجماع الأمة كلها، فكيف بمن بدع ما اتفق عليه السلف وفعلوا .
وقد بحثت عَلِّى أرى للمنكرين للعصا سلفا من أهل القرون المفضلة ينقضون به إجماع المسلمين فلم أجد لهم سلفا إلا ما نقل القرطبي عن الشعوبيين الضالين المبغضين للمسلمين، ولم أجد لهم في القرن الأول ما يُمكن أن يتعلقوا به، إلا خبرا عن جهجاه الخارجي المُحرض على قتل عُثمان وكاسر العصا عليه، وليس هو بالصحابي، وليس في خبره أنه أنكر العصا لذاتها، بل أنكر إمامة عثمان رضي الله عنه أصلا، وحرض على قتله، ذلك أنه بينما عثمان رضي الله عنه يخطب يوم جمعة على عصا، فجاءه النعثل فضربه ومنعه من الخطبة وكسر عليه العصا، فعاقبه الله بالآكلة وكذلك سيفعل بمن عصى، وبدّع حمل العصا، ولكل السلف قد شصصا، فمن ذا يحب أن يكون سلفه الجهجاه ، نعوذ بالله من فرق الضلال، وسوء المقال، وسمج المحال، كما نعوذ به من تبديع عملٍ أجمع عليه المسلمون، واتفق عليه الخلفاء الراشدون .
فإن استباحوا مخالفةَ سبيل المؤمنين وردَّ إجماع المسلمين، وعمومَ القرآن الكريم، فإنا سنأتيهم بالأدلة الكثيرة عن رسول الله، ثم عن أصحاب رسول الله، ثم عن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، طيلة قرون عديدة، وأزمنة مديدة، علهم إلى الحق يرجعون، وبه يقولون، وللتقليد يتركون :
الفصل الرابع: ذكر الأدلة من السنة والإجماع على مشروعية اتخاذ العصا ونحوها في الخطب :
وكل هذه الأدلة تدل على اتخاذ العصا إلى ما بعد اتخاذ المنبر، إلى وفاته عليه السلام، ثم استعمل عصاه من بعده كل الخلفاء والصحابة ، ثم استعملها التابعون، وعمل بها المسلمون قرونا عديدة ودهورا مديدة والله المستعان :
دليل أول: خرجه الطبراني في الكبير (354) والفاكهي في أخبار مكة (1984) عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي - وهو ضعيف - عن أبيه عن السلولي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أتخذ منبرا فقد اتخذه أبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم عليه السلام ".
دليل ثاني: خرجه عبد الرزاق في مصنّفه (3/ 185) باب اعتماد رسول الله صلى الله عليه وسلم على العصا: عن رجل أسلم عن أبي جابر البياضي عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوكأ على عصا وهو يخطب يوم الجمعة إذ كان يخطب إلى الجذع، فلما صنع المنبر قام عليه وتوكأ على العصا أيضا"، وإن كان هذا الإسناد ضعيفا فإن لمتنه شواهد كثيرة تدل على استمرارية اتخاذ العصا في كل الخطب كما سيأتي :
الدليل الثالث : قال أبو داود في سننه: باب الرجل يخطب على قوس، 1096 ثم خرجوه عن شهاب بن خراش حدثني شعيب بن رزيق الطائفي قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حزن الكلفي فأنشأ يحدثنا قال:" وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة فدخلنا عليه فقلنا: يا رسول الله زرناك فادع الله لنا بخير فأمر بنا أو أمر لنا بشيء من التمر والشان إذ ذاك دون، فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال " أيها الناس إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا "، وهو حديث حسن كما ذكر الحافظ في التلخيص 137 وقال:" وقد صححه ابن السكن وابن خزيمة"، وحسنه الألباني، وقد فهم منه كل السلف استحباب حمل العصا ونحوها على المنبر كما فعل أبو داود، وقال ابن خزيمة (2/352) بَابُ الاِعْتِمَادِ عَلَى الْقِسِيّ أَوِ الْعِصِيِّ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي الْخُطْبَة، وكذلك بوب عليه البيهقي: باب الامام يعتمد على عصى أو قوس أو ما أشبههما إذا خطب"، وقال عبد الحق الإشبيلي المالكي في الإحكام: بَاب الْخَطِيب يخْطب متوكئا"، وكذلك فهم منه ابن رجب الحنبلي فقال في الفتح 1/138 :" عن الحكم بن حزن الكلفي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر يوم الجمعة..، وفي المجموع وهو من كتب الشافعية قال النووى: وسننها أن يكون علي منبر لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر، ولأنه أبلغ في الاعلام ومن سنها إذا صعد المنبر.. قال: ويستحب أن يعتمد علي قوس أو عصى لما روى الحكم بن حزن رضي الله عنه"، وكذلك قالت الحنابلة بعد صعود المنبر، فقال البهوتي وابن قدامة في الشرح:"ويعتمد على سيف أو قوس أو عصا لما روى الحكم بن حزن"، ونفس الكلام مذكور في سائر كتب الحنابلة، وقال الشافعي: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب اعتمد على عصا وقد قيل خطب معتمدا على عنزة، وقيل على قوس، وكل ذلك اعتمادا منه".
وهذا الحديث فيه رد على من ادعى ترك العصا بعد اتخاذ المنبر ، لأن اتخاذ المنبر كان في بداية الهجرة، وهذا الحديث كان بعد فتح مكة عام الوفود حيث وفدت قبائل تميم وبني نصر التي ينتسب إليها الحكم رضي الله عنه، كما قال البخاري: يقال كلفة من تميم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم"، وقد أخبر هذا الوفد أنه رأى النبي عليه السلام يخطب على العصا والحمد لله رب العالمين .
فها هي الأدلة لمن يذعن لها، وهذا هو كلام السلف وأدلتهم وفهمهم لمن يتبعهم ! والله المستعان على من رد كل هذه الأحاديث وتعصب، وخالف كلّ السلف في الفهم وتجنب، ثم ادعى زورا أنه على مذهبهم وتخبط، ولئن لم تكفهم هذه الأدلة فإنا سنزيدهم بأكثر منها بكثير وإلى الله نتقرب:
الدليل الرابع : قال ابن سعد (3/157) أخبرنا المعلى بن أسد نا عبد العزيز بن المختار عن منصور الغداني عن الشعبي عن علقمة بن قيس أن عبد الله بن مسعود كان يقوم قائما كل عشية خميس فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، قال:" فنظرت إليه وهو معتمد على عصا فنظرت إلى العصا تزعزع"، هذا حديث صحيح، وقد توبع المعلى: فقال الطبراني في الأوسط 2/278 حدثنا أحمد بن عمرو نا أبو كامل الجحدري نا عبد العزيز بن المختار عن منصور بن عبد الرحمن نا الشعبي عن علقمة أن عبد الله بن مسعود كان يقوم قائما كل عشية خميس فما سمعته في عشية منها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا فنظرت إلى العصا تزعزع"، كذا وصله المعلى وأحمد القطراني وهما ثقتان، وخالفهما أبو نعيم فأرسله .
قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/541) نا أبو نعيم نا مالك بن مغول سمعت الشعبي يقول قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرعد وارتعد، قال: هكذا أو قريب من هذا أو فوق ذا أو دون ذا ".
فهذا ابن مسعود رضي الله عنه قد أخبر أيضا أنه كان يرى النبيى عليه السلام يعتمد على عصاه في مطلق خطبه .
الدليل الخامس : خرجه البغوي وتمام في الفوائد 650 قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد ثنا أبو عمران موسى بن محمد بن أبي عوف ثنا عمرو بن خالد ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب وبيده مخصرة"، تابعه أحمد بن ابراهيم بن ملكان عن عمرو بن خالد، ورواه قتيبة عن ابن لهيعة وهو ممن ينتقي من حديثه فصار الحديث حسنا: فقال ابن سعد (1/377) أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وقتيبة بن سعيد قالا أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بمخصرة في يده"، ولفظ "كان" يفيد الاستمرارية لغةً، ولذلك بوَّب عليه البغوي في شرح السنة:"باب التسليم إذا صعد المنبر والاعتماد على العصا"، وهو نص منه على استعمال العصا في المنبر، وكذلك اتخذها ابن الزبير راوي هذا الحديث كما سيأتي وقد كان رضي الله عنه من صغار الصحابة الذين رأوا النبي عليه السلام وعقلوه وهو يتخذ العصا في آخر حياته.
الدليل السادس : خرجه عبد الرزاق 5246 من باب اعتماد رسول الله صلى الله عليه وسلم على العصا: عن بن جريج قلت لعطاء: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إذا خطب على عصا ؟ قال: نعم كان يعتمد عليها اعتمادا"، تابعه جعفر بن عون، وقال الشافعي في الأم (1– 177) أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج وهو مرسل رجاله ثقات، وقال الشافعي أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثني اللَّيْثُ عن عَطَاء أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا خطب يَعْتمد على عَنَزَته"، وله شواهد أخرى :
الدليل السابع : خرجه عبد الرزاق 5662 عن معمر قال سمعت بعض أهل المدينة يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب اعتمد على عصاه اعتمادا".
الدليل الثامن : وفيه التفصيل بين القوس والعصا: قال ابن ماجه في سننه: 1107 حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا"، قال البوصيري: إسناده ضعيف لضعف أولاد سعد وأبيه عبد الرحمن". وقد حدث به عن هشام بن عمار جماعة كثيرة، وقد بوّب عليه البيهقي في سننه فقال: باب الإمام يعتمد على عصى أو قوس أو ما أشبههما إذا خطب، كما استدل به ابن عادل الحنبلي في تفسيره لسورة الجمعة وقال: وأن يخطب على منبر؛ لأنه أبلغ في إعلام الحاضرين".
دليل أو الدليل التاسع : خرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي (ر399) من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبهم يوم الجمعة في السفر متوكئا على قوس قائما"، فيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف وقد تابعه أبو شيبة، كما خرج الطبراني في الكبير 12098 من طريقين عن أبي شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطبهم في السفر متوكئا على قوس"، وكذلك ورواه عبد الرزاق عن بن جريج: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بأصحابه في سفر وخطبهم متوكئا على قوس"، ولفظ :" كان .." يفيد الاستمرارية على اتخاذ العصا، بل قد ورد ذلك صريحا :
الدليل العاشر : ذكره ابن الجوزي في الوفا قال: الباب الثامن في ذكر قضيبه صلى الله عليه وسلم، وكذلك بوّب عليه أبو الشيخ في أخلاق النبي فقال: باب ذكر قضيبه صلى الله عليه وسلم حدثنا أحمد بن عمر نا إسماعيل بن إسحاق عن ابن أبي أويس نا سليمان بن بلال نا محمد بن عجلان عن عياض عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب العراجين، ولا يزال في يده منها شيء، فدخل يوما المسجد وفي يده العرجون، فرأى نخامة في القبلة فحكها بالعرجون"، ومن هذا الوجه خرجه أبو داود (480) بلفظ:" كَانَ يُحِبُّ الْعَرَاجِينَ وَلَا يَزَالُ فِي يَدِهِ مِنْهَا فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ... مثله، وخرجه أحمد (3/9) عن عِيَاض بْن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْعَرَاجِينَ يُمْسِكُهَا فِي يَدِه.." نحوه، وهو حديث صحيح، والعرجون هو العود المقوس كالهلال، وقال ابن الجوزي:"كان له قضيب وهو اليومَ عندَ الخلفاء"، ولقد ذكر عامة أهل العلم في الشمائل: أنه عليه السلام كان له قوس يسمى السداد وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق، وكان يعتمد عليه في خطبه :
الدليل الحادي عشر : قال ابن حجر في المطالب: بَابُ اتِّخَاذ الْمِنْبَر: قال أَبو بَكْرٍ –في مسنده 99- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنِي أَبُو حَازِمٍ أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ قَال:" إِنَّ الْعُودَ الَّذِي فِي الْمَقْصُورَة كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئُ عَلَيْه إِذَا قَام، فَلَمَّا قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِقَ فَطُلِبَ فَوُجِدَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَكَانَتِ الْأَرَضَةُ قَدْ أَخْرَجَتْهُ فَنُحِتَتْ لَهُ خَشَبَتَانِ وَجُوِّفَتَا ثُمَّ أُطْبِقَا عَلَيْهِ ثُمَّ شُعِبَتِ الْخَشَبَتَانِ عَلَيْهِ فَأَنْتَ إِذَا رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشُّعَبَ فِيه"، في إسناده موسى الزمعي وهو صدوق لين، ولم يُصَرَّحْ في الحديث عن المكان الذي كان يتكئ عليه إذا قام، هل هو المنبر أو المصلى أو غيرهما ، وقد بوب عليه ابن حجر: باب اتخاذ المنبر، وبوب عليه البوصيري باب اتخاذ المنبر وقدره واسم من صنعه وحنين الجذع واتخاذ العصا"، بينما بوب عليه السراج: باب الإمام يتكئ على المشي في الصلاة"، والحديث عام فيشمل الجميع، سواء الإتكاء عليه في الخطبة أو في المصلى، ولئن كان هذا هو العود نفسُه الذي كان يخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فإن اسمه كما رُوي عن ابن عباس قال:" كان له قضيب شوحط يسمى المشوق"، قال ابن سعد في الطبقات 1/250: وكان عليه السلام يتوكأ على عصاً يخطب عليها يوم الجمعة وكانت من شوحط"، وقد استعملها الخلفاء الراشدون من بعد النبي عليه السلام كما في الأدلة التالية:
الدليل الثاني عشر : قال البخاري في الصحيح: باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك"، قال ابن حجر في الفتح: وكان قضيبه صلى الله عليه وسلم من شوحط وكانت عند الخلفاء بعده حتى كسرها جهجاه الغفاري في زمن عثمان"، وقال ابن كثير في البداية (7/196) :"واستمر عثمان يصلي بالناس... فلما كان في بعض الجمعات وقام على المنبر وفي يده العصا التي كان يعتمد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته، وكذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من بعده، فقام إليه رجل من أولئك فسبه ونال منه وأنزله عن المنبر :
كما قال الواقدي: حدثني أسامة ابن زيد عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: بينا أنا أنظر إلى عثمان يخطب على عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب عليها وأبو بكر وعمر فقال له جهجاه: قم يا نعثل، فانزل عن هذا المنبر، وأخذ العصا فكسرها على ركبته اليمنى، فدخلت شطيَّة منها فيها؛ فبقي الجرح حتى أصابته الأكلة، فرأيتها تدود، فنزل عثمان وحملوه وأُمر بالعصا فشدّوها، فكانت مضبّبة.."، وهذا حديث حسن، الواقدي اتهمه جماعة ووثقه آخرون، وقد أفردته بترجمة وخلاصة القول فيه أنه صدوق ما لم يخالف ويتفرد، وهو أصدق بلا نزاع إذا حدث في المغازي والسِّير كهذا الحديث، كيف وقد تابعه الزهري وجماعة أخرى كما في الأدلة التالية :
الدليل الثالث عشر : قال ابن كثير (7/196): قال الطبري ـ في تاريخه 2/662ـ : حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أنّ جهجاهاً الغفاري أخذ عصاً كانت في يد عثمان فكسرها على ركبته، فرمي في ذلك المكان بأكلة"، هذا حديث مرسل مشهور صحيح كل رجاله ثقات، وقد ذكر جمع من أهل العلم كالبلاذري وابن عبد البر بالتمريض أن جهجاها هذا صحابي شهد بيعة الرضوان، وتبعه على ذلك ابن حجر وهو خطأ بَين من وجوه، ويجب التنبيه عليه حتى لا يُتهم الصحابة بقتل عثمان :
أحدها أن الله تعالى قد أعاذ جميع الصحابة رضي الله عنهم من المشاركة أو التحريض على قتل عثمان رضي الله عنه، وكلام السلف مشهور وكثير في هذا الباب.
.... وقد ذكرت في الأصل الأدلة الكثيرة على عدم صحبة هذا الرجل .
وأما قاتل عثمان فهو رجل آخر مجهول قال عنه الفيروز ابادي في القاموس: "وجَهْجاهٌ الغِفارِي ممَّنْ خَرَجَ على عثمان رضي الله تعالى عنه، كَسَرَ عَصَا النبي صلى الله عليه وسلم بِرُكْبَتِه"، وقد تتبعت طرق حديثه، فلم أجد منها شيئا يدل على صحبته ، إلا ما جاء في المدرجة التالية :
دليل رابع عشر : خرجه ابن شبة في تاريخه (3/1112) عن علي بن محمد عن عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة عن أبيه قال: خرج عثمان رضي الله عنه من داره يوم الجمعة...، فناداه بعضهم: أنت السامع العاصي، وقام جهجاه بن سعد الغفاري – وكان ممن بايع تحت الشجرة - فقال: هلم إلى ما ندعوك إليه ، قال: «وما هو؟» قال: نحملك على شارف جرباء ونلحقك بجبل الدخان، لست هناك لا أم لك، وتناول جهجاه عصا كانت في يد عثمان رضي الله عنه، وهي عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسرها على ركبته، ودخل عثمان داره، وصلى بالناس يوم الجمعة سهل بن حنيف، ووقعت في رجل جهجاه الأكلة".
والإدراج ظاهر فيها، فإنَّ كل الرواة قالوا فيه كما سيتبين:" فقام إليه رجل"، إلا ما ورد في هذه الجملة الاعتراضية ولعلها من بعض النسَّاخ حيث أدرجها من فهمه ليُبَيِّنَ من هو الجهجاه، وفي هذا الإسناد علي وعبد الله بن مصعب وهو ضعيفان، والزيادة مدرجة منكرة لا شك فيها لخلوها من سائر أحاديث الثقات،
وإذ ذلك كذلك فجهجاه هذا هو القاتل النعثل الحقير، وليس هو الصحابي الكبير، وهل يفرح أحد لقومٍ سلفهم جهجاه اللعين، الذي عاقبه رب العالمين، بالآكلة لكسره عصا النبي الأمين، على الخليفة الكريم، وقد أنكر عليه صنيعه كل المسلمين :
دليل خامس عشر : قال البخاري في التاريخ الأوسط (1/79) حدثنا قتيبة ثنا بن فليح بن سليمان عن أبيه عن عمته عن أبيها وعمها أنهما حضرا عثمان قال: فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاري حتى أخذ القضيب من يده قضيب النبي صلى الله عليه وسلم فوضعها على ركبتيه ليكسرها فشقها فصاح بها الناس ونزل عثمان حتى دخل داره ورمى الله الغفاري في ركبته فلم يحل عليه الحول حتى مات"، وهذا إسنادٌ ضعيف ومجهول، لكن له شواهد أخرى، منها ما قاله ابن شبة (3/1110 ثنا موسى بن إسماعيل ثنا المهدي بن ميمون ثنا ابن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال: بينما عثمان رضي الله عنه يخطب الناس إذ قام إليه رجل فنال منه، فنهاه عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فقال له رجل من أصحابه: لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته"، [اقتلوا نعثلا قتله الله]، وهذا حديث صحيح متصل كل رجاله أئمة ثقات.
دليل سادس عشر : خرجه ابن المبارك وأحمد بن إبراهيم وأبو بكر (7/442) ثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أنّ [رجلا يقال له] جهجاها الغفاري تناول عصاً كانت في يد عثمان رضي الله عنه فكسرها على ركبته، فرمي في ذلك المكان بآكلة"، كذا أرسله هؤلاء، وخالفهم محمد بن سعد فوصله بذكر ابن عمر، وتابعه على وصله الإمام مالك وسليمان بن بلال وغيرهما كما سيتبين :
الدليل سابع عشر : خرجه ابن عساكر (39/330) عن محمد بن سعد قال : أنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: بينما عثمان بن عفان يخطب إذ قام إليه جهجاه الغفاري فأخذ العصا من يده فكسرها على ركبته فدخلت منها شظية في ركبته فوقعت فيه الأكلة"، هذا حديث صحيح صريح في اتخاذ العصا أثناء خطبة الجمعة، وليس فيه أيضا نسبة جهجاه، وقد توبع ابن سعد على وصله :
قال ابن حجر في الصحابة من ترجمة جهجاه: ورواه ابن السكن من طريق سليمان بن بلال وعبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر مثله"، وتابعهم على وصله الإمام مالك :
فقال أبو نعيم في الدلائل (1/581) ثنا محمد بن أحمد بن موسى البابسيري ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن جهجاه الغفاري قام إلى عثمان وهو على المنبر يخطب فأخذ العصا من يده وضرب بها ركبته وشق ركبة عثمان وانكسرت العصا فما حال الحول على جهجاه حتى أرسل الله في يده الآكلة فمات منها"، وهذا حديث حسن متصل، البابسيري إن كان أبا بكر فقد روى عنه الحفاظ وهو الذي حدث بكتاب تاريخ المفضل الغلابي عن الاحوص بن المفضل عن أبيه، كما ذكر السمعاني وذكر أنه سمع عنه هذا الكتاب، وتوثيقه ضمني لاحتجاج الحفاظ بالكتاب، ولما ذكر الحافظ في اللسان من ترجمة الأحوص بن المفضل قال: ذكره الخطيب وأورد له في المؤتلف والمختلف حديثا منكرا ليس في سنده من يتهم به غيره، قال الخطيب: حدثنا أبو العلاء الواسطي ثنا أبو بكر البابسيري بواسط ثنا أبو أمية الأحوص فذكره، فكأن البقية ومنهم البابسيري ثقات عنده، وقد يحتمل أن يكون هو محمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر المقرئ فإنه في طبقته وقد قال عنه الخطيب: حدث عن الاحوص بن المفضل الغلابي وحدثنا عنه أبو نعيم وكان ثقة"، والبقية ثقات، ولحديثه متابعات :
فقال ابن حجر في الصحابة من ترجمة جهجاه:" روى الباوردي من طريق الوليد بن مسلم عن مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر قال: قدم جهجاه الغفاري إلى عثمان وهو على المنبر.. نحوه، وله شواهد :
الدليل الثامن عشر : خرجه ابن عساكر (39/330) وابن شبة (3/1112) عن حماد بن زيد ثنا يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار:« أن رجلا يقال له جهجاه أو جهجا الغفاري انتزع العصا من يد عثمان وكسرها على ركبته فوقع في ركبته الآكلة."، رجاله ثقات وله شواهد أخرى منها ما خرجه ابن شبة 3/1110 عن يوسف بن الماجشون قال أخبرني عقبة بن مسلم المدني: أن آخر خرجة خرجها عثمان يوم جمعة وعليه حلة حبرة مصفرا رأسه ولحيته بورس، قال: فما خلص إلى المنبر حتى ظن أن لن يخلص، فلما استوى على المنبر حصبه الناس، وقام رجل من بني غفار يقال له الجهجاه فقال: والله لنغربنك إلى جبل الدخان".
وقد خطب بهذه العصا الخلفاء الراشدون ثم الصحابة والتابعون :
الدليل التاسع عشر: قال ابن كثير (7/196) قال الواقدي: حدثني أسامة بن زيد عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: بينا أنا أنظر إلى عثمان يخطب على عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب عليها وأبو بكر وعمر، فقال له جهجاه: قم يا نعثل فانزل عن هذا المنبر وأخذ العصا فكسرها على ركبته اليمنى، فدخلت شظية منها فيها فبقي الجرح حتى أصابته الاكلة، فرأيتها تدود، فنزل عثمان وحملوه وأمر بالعصا فشدوها، فكانت مضببة، فما خرج بعد ذلك اليوم إلا خرجة أو خرجتين، حتى حصر فقتل"، الواقدي ممن يحفظ أحاديث المغازي والسير ويتقنها وهو حجة فيها، وقد خرجته بطرقه في مبحث استحباب التحلق يوم الجمعة، وبينت هناك أن سائر الأحاديث تُبين أن الصحابة قد ذبوا عنه لا أنهم حرضوا عليه، وأن سائر أحاديث الثقات ليس فيها أن جهجاها صحابي، تنزه الصحابة عن ذلك.
ولئن أصروا بغير دليلٍ على أن جهجاها المُحرض على قتل عثمان صحابيٌّ، فليعلموا أن هذا هو عين الطعن في الصحابة، إذ كيف ينسبون إليهم شيئا، هو والله مكذوب عليهم، ثمَّ أنه ليس في خبره أنه أنكر العصا لذاتها، بل إنما أنكر إمامة عثمان رضي الله عنه أصلا، وخرج عليه وحرض على قتله، وقد بينت الروايات :"أن الناس صاحوا به"، وأنكروا فعلته، لكن سبحان الله وحده، فهو الهادي إلى طريق الحق والهدى، وكاشف سحب الضلال والعمى .
وقد رُممت هذه العصا وخطب بها جميع الخلفاء الراشدين، ولما صار الأمر إلى معاوية أراد نقلها إلى الشام ليخطب بها فكسفت الشمس ومنعته الصحابة من نقلها خارج المدينة فتركها لأهلها، فبقيت طيلة زمن الصحابة رضي الله عنهم يستعملها جعيع الخطباء إلى زمن عمر بن عبد العزيز فما بعده، كما سيتبين :
الدليل العشرون :قال ابن سعد (5/361 نا محمد بن عمر حَدثنا عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْز عَن عَمْرو بنِ مُهَاجِر: رَأَيْتَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ يَخْطُبُ الأُوْلَى جَالِسا وَبِيَدِهِ عَصَا قَدْ عَرَضَهَا عَلَى فَخِذِهِ، يَزْعُمُوْنَ أَنَّهَا عصَا رَسُوْلِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، سَكَت ثُمَّ قَام فَخَطَبَ الثَّانِيَة مُتَوَكِّئاً عَلَيْهَا، فَإِذَا مَل لَمْ يَتَوَكَأْ، وَحَمَلَهَا حَمْلاً، فَإِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَة وَضَعَهَا إِلَى جَنْبِه"، قال محمد: أخبرنا ثور بن يزيد عن عمرو بن المهاجر نحوه، وذكره الذهبي في السير 5/135، وسيأتي طرقٌ أخرى لهذا الأثر، وكل هذه الأدلة وما بعدها تفيد الاستمرارية على حمل العصا والإجماع على مشروعيتها كما سيتبن : ... يتبع
كتبه أبو عيسى الزياني