تصويب للحاكم أبا عبد الله رحمه الله :
تصويب للحافظ الذهبي رحمه الله :
في الحديث الذي ذكره الألباني في " الضعيفة " ( ح 342 ) واخرجه الترمذي ( 2/181) والحاكم ( 2/545) وابن بشران في " الأمالي " ( 158/2) واحمد ( 5/11) وغيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا " لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال : سميه عبد الحارث فسمته عبد الحارث فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره "
قال الترمذي رحمه الله :
" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة "
قال الحاكم رحمه الله :
" صحيح الإسناد "
ووافقه الحافظ الذهبي رحمه الله " !
قال الألباني رحمه الله :
" وليس كما قالوا فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور ثم هو مدلس ولم يصرح بسماعه من سمرة "
قال الذهبي رحمه الله في ترجمته في " الميزان " :
" كان الحسن كثير التدليس فإذا قال في حديث : " عن فلان " ضعف احتجاجه
قال الألباني رحمه الله :
" وأعله ابن عدي في " الكامل " ( 3/1701) بتفرد عمر بن ابراهيم وقال : " وحديثه عن قتادة مضطرب وهو مع ضعفه يكتب حديثه "
تنبيه :
" ومما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى " { فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما ...} الآية ان الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه هذا فلو كان عنده صحيحاً مرفوعا لما عدل عنه فقال في تفسيرها : " كان هذا في بعض أهل الملل ولم يكن بآدم "
ذكر ذلك ابن كثير ( 2/274) من طرق عنه ثم قال رحمه الله :
" وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية "
ونحوه في " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 264 ) لابن القيم رحمه الله .
قال العبد الفقير لعفو ربه وغفر الله لوالده وأسكنه فسيح جناته :
وفي كتاب " التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة – من حرف الألف إلى حرف الزاي - " للشيخ مبارك الهاجري حفظه الله التي كانت عبارة عن رسالة علمية قدمها لنيل الدرجة العلمية العالمية للماجستير والمشرف على الرسالة الشيخ المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله .
ولعظم شأن الموضوع والخلاف بين العلماء ننقل خلاصة بحث الدكتور حفظه الله
وللعلم فالدكتور تكملة لكتابه " التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية في الكتب الستة ( من حرف السين الى آخر حرف العين ") وهي عبارة عن رسالة مقدمة لنيل درجة العالمية العالية " الدكتوراه " باشراف الدكتور سعدي مهدي الهاشمي "
وقال في مقدمة كتابه المقدمة لنيل الدكتوراه ( ص 6 )
" وكان موضوع رسالة الماجستير بعنوان : " التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة من حرف الألف الى حرف الزاي جمعا ودراسة " ولأهمية هذا الموضوع وتعلقه المباشر في الحكم على الأسانيد بالانقطاع أو بالاتصال ثم لطوله وتشعبه فقد رأيت أن اتم منه ما استطعت خلال مرحلة الدكتوراه لا سيما وقد عايشت هذا الموضوع فترة طويلة فخبرت مسالكه ووقفت على دقائقه ولقد لقي هذا الرأي القبول وأصبحت رسالة الدكتوراه بعنوان " التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة من حرف السين إلى آخر حرف العين جمعا ودراسة "
وكان عدد التابعين الذين تعرضت لهم خلال رسالة الماجستير ثمانية وأربعين تابعياً وعدد التراجم المدروسة إحدى عشرة ومائة ترجمة وبلغ عدد التابعين الذين تعرضت لهم في رسالة الدكتوراه ستة وستين تابعياً وبلغ عدد التراجم المدروسة ثمانيا وسبعين ومائة ترجمة فالله الحمد والمنة "
وقال ( ص 9 ) – متكلما عن منهجه في كتابه حفظه الله -
"قمت بجمع التابعين المتكلم في سماعهم من الصحابة من كتابي : " جامع التحصيل " للعلائي و " تهذيب التهذيب " لابن حجر ثم صنفهم على حسب مراتبهم عند ابن حجر في كتابه " تقريب التهذيب " ورتبهم في كل مجموعة على حروف المعجم واقتر على من كان منهم في المرتبة الثالثة او الثانية وهم من الثقات .
قال ( ص238-255) :
الكلام في سماع الحسن البصري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه "
اختلف ائمة الحديث في سماع الحسن من سمرة إلى أقوال ثلاثة فمنهم من نفاه ومنهم من أثبته ومنهم من أثبته في حديث واحد فقط وهو حديث العقيقة
قلت : وقد استعرض أقوال الأئمة في ذلك وقال :
" وقد تتبعت أحاديث الحسن عن سمرة في " السنن " وغيرها فبلغت نحو تسعين حديثا بصحيحها وسقيمها وليس منها هذا الحديث الذي أشار اليه ابن المديني وكثير مما رواه الحسن عن سمرة مروي عن سمرة نفسه بإسناد الصحيفة المشار إليه سابقا " .... فظهر مما سبق أن الحسن البصري لديه كتاب سمرة لبنيه قال بهز بن أسد : " واعتماده على كتب سمرة " وقد علم من حال الحسن كما تقدم في الكلام على سماعه من جابر بن عبد الله أنه يتساهل في الرواية من الصحف بصيغة " عن " ونحوها من غير بيان ان هذا الحديث من صحيفة فلان
وحديث الحسن البصري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه مخرج في " السنن " الأربعة وله عن سمرة فيها نحو ثلاثين حديثاً
( وليس في الصحيحين حديث من طريق الحسن عن سمرة سوى ما جاء في صحيح البخاري من بيانه لسماع الحسن من سمرة حديث العقيقة .وذكره .
الصحيح ( 9/590) (5472).
قال ابن القيم الجوزية :
"وهذا لا يدل على أن الحسن عن سمرة من شرط كتابه ولا انه احتج به "انتهى .
وقال مؤلفه :
" وتصريح الحسن بسماعه لحديث العقيقة من سمرة يدل على أنه لقيه فلا يمتنع إذن سماعه منه لغير حديث العقيقة ويؤيد هذا أن سمرة عاش إلى حدود سنة ستين وقد سكن البصرة وكان زياد يستخلفه عليها فيكون الحسن أدرك سمرة إدراكا بيناً وكلاهما في بلد واحد .
وقال :
" وقد جاء تصريح الحسن بالسماع من سمرة لغير حديث العقيقة قال الإمام احمد : ثنا هشيم ثنا حميد عن الحسن قال : جاءه رجل فقال : إن عبدا له أبق ... الحديث ( المسند ) ( 5/12)
قال العلائي رحمه الله :
" وهذا يقتضي سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة " والله اعلم .
قال الذهبي رحمه الله :
" اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن عن سمرة وهي نحو خمسين حديثا فقد ثبت سماعه من سمرة فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة "
وذهب الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في " تهذيب التهذيب " إلى ان الحسن سمع من سمرة في الجملة
وقال الذهبي رحمه الله في " سير أعلام النبلاء "
" قال قائل : إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن " عن فلان " وإن كان مما ثبت لقيه فيه لفلان المعين لأن الحسن معروف بالتدليس ويدلس عن الضعفاء فيبقى في النفس من ذلك فإننا ثبتنا سماعه من سمرة يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة والله أعلم "
وقال مؤلفه في الخاتمة :
" ولم أقف على تصريح للحسن بالسماع من سمرة إلا في حديث العقيقة وحديث النهي عن المثلة ولكن قال ابن عبد البر : " قال أبو عيسى الترمذي : قلت للبخاري : قولهم إن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة قال : قد سمع منه احاديث كثيرة وجعل روايته عن سمرة سماعا وصححها "
والخلاصة :
" أن الحسن البصري رحمه الله أدرك سمرة بن جندب رضي الله عنه إدراكاً بيناً وكلاهما كانا في البصرة فسماعه منه ممكن جداً وقد صرح بالسماع منه في حديث العقيقة وغيره فثبت بهذا لقيه لسمرة وسماع منه " انتهى .
وقال في خاتمة بحثه لرسالة " الدكتوراه " ( ص 917- 920)
· بعد الانتهاء من ترجمة عون بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان الفراغ من هذا البحث فالحمد لله رب العالمين
· وبلغ عدد التابعين الذين تناولهم البحث ستة وستين تابعيا وبلغ عدد التراجم المدروسة بالنسبة لرواياتهم عن الصحابة ثمانيا وسبعين ومائة ترجمة وقد وضعت في آخر كل ترجمة خلاصة تبين حال رواية التابعي عن الصحابي المتكلم في سماعه منه وهي لا تخرج من أحد هذه الأقسام الخمسة :
· من ثبت له اللقي أو السماع من الصحابي المتكلم في سماعه منه
· من غلب على الظن أنه سمع منه أو لقيه أ أنه أدركه إدراكا بينا وكان معه في بلد واحد وسماعه غير بعيد
· من كان سماعه منه ممكنا لمجرد المعاصرة فحسب
· من غلب على الظن انه لم يدركه او لم يلقه أو لم يسمع منه
· من ثبت ان لم يدركه او لم يلقه او لم يسمع منه
فما كان من الأسانيد في القسمين الاول والثاني فانها متصلة او محمولة على الاتصال ما لم يكن التابعي معروفا بالتدليس وما كان من الأسانيد في القسمين الرابع والخامس فهي غير متصلة ويحكم عليها بالانقطاع
واما ما كان من الاسانيد في القسم الثالث فاعتبار قول من نفى السماع فيها هو الأظهر إلا ان يقف الباحث على اداة او قرائن تلحق هذه الاسانيد باحد الاقسام الأخرى " انتهى
والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .