قام الشيخ سليمان الخراشي وفقه الله بوضع ما قاله الإمام أبو محمد بن حزم حول هذا
وكلام ابن حزم رحمه الله وأعلى درجته في جوابه عن الآية "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" مختصر والأمر يقتضي مزيد تفصيل..وبيان
وإليكم البيان والله المستعان:-
1-قوله تعالى"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"..أي تنسونها من الإنكار..فلا تنكرون على أنفسكم
وفرق بين الوقوع في المعصية..مع إنكارها..وبين عملها دون أي نكارة في القلب..فهذا هو المذموم
ولهذا حسن قول الواعظ"أذكر نفسي وإياكم"
2-قوله تعالى"وأنتم تتلون الكتاب" جملة حالية..أي تفعلون ذلك حال كونكم تالين لكتاب الله تعالى..
وهذا يدلك أن النسيان الواقع منهم..ليس نسيان ذهول..بل نسيان ترك متعمد..
3-ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..واجب..وتر ك المعصية واجب..
فمن ترك واجب الإنكار..مع كونه عاصيا..استجمع معصيتين..
4-قوله "أفلا تعقلون"..تنبيه لمخالفة ذلك المعقول..لأن العقل السليم..يرشد - أول ما يرشد- صاحبه أن يعمل بما ينصح به..
وعليه..فمن كان مبتلى بمعصية..ثم رأى غيره يقترفها..فعقله يذكره بنفسه..والشرع يذكره بوجوب الإنكار
فمن انتفى في حقه الأول بالكلية..كان أهلا للذم..لو أنكر على غيره
للتلازم بين الباطن والظاهر..حيث يدل إنكاره على غيره في هذه الحالة على كون ذلك الإنكار خلواً من النية الصالحة..فهو من شعب النفاق