المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي
بارك الله في الإخوان.
يبدو لي- والله أعلم- أن الحافظ الذهبي رحمه الله لم يخرج على شرطه عندما ترجم للريوندي وأمثاله، أو ممّن هم دونه في الزيغ والضلال.
والنُّبل في اللغة العربية يراد به الذكاء والنجابة، فيقابله الغباء والخمول، ويراد به الفضيلة، فيقابله الخبث والخسة. (يُنظر مادة نبل في اللسان)
فمن كان معروقًا بالذكاء والفهم والتفوق على بني جنسه، يُترجم له الحافظ مع التنبيه على ضلاله. وهذه طريقة مضطردة في كتابه.
وهذه بعض الأمثلة:
1- الريوندي: قال في آخر الترجمة: "لعن الله الذكاء بلا إيمان"
2- ثابت بن قرّة الفيلسوف: "الصابئ الشقي الحرّاني ....وكان يتوقد ذكاءً"
3- يعقوب الكندي الفيلسوف:" كان رأسًا في في حكمة الأوائل، ...لايُلحق شأوه في ذلك العلم المتروك"
4- النظّام المتكلم شيخ الجاحظ: "ولم يكن النظّام ممن نفعه العلم والفهم"
5- ابن العميد: "كان عجبًا في الترسل والبلاغة يصرب به المثل... وكان مع سعة فنونه لايدري ما الشرع... وكان ذكيًا تيّاهًا."
6- ابن معروف القاضي المعتزلي: "وكان من أجلاد الرجال، وألباء القضاة، ذا ذكاء وفطنة....إلا أنه كان مجرّدًا في الاعتزال بلية"
7- السيف الآمدي: "العلامة المصنّف فارس الكلام......وتفنن في حكمة الأوائل فرقَّ دينُه وأظلمَ، وكان يتوقد ذكاءً"
والله تعالى وأعلم.