وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إياكم والغلو .
رواه أحمد ومسلم
والترمذي وابن ماجه .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إياكم والغلو .
رواه أحمد ومسلم
والترمذي وابن ماجه .
ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
هَلَكَ المتنطعون ،
قالها ثلاثاً .
وفي سنن ابن ماجه بسنده
إلى ابن مسعود قال :
أتى النبي صلى الله عليه وسلم
رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه ،
فقال له:
هوِّن عليك ،
فإني رجل لست بملك ،
إنما أنا ابن امرأة
تأكل القديد .
فهذه أحاديث صحيحة وصريحة ،
وكلها تدل على أنه صلى الله عليه وسلم
كان حريصاً على
حماية جناب التوحيد ،
وعلى أن تنزله أمته
منزلته التي أنزله الله إياها ،
فلا غلو
ولا تنطع ،
ولا إطراء
ولا إفراط ،
قولوا بقولكم أو بعض قولكم ،
ولا يستجرينكم الشيطان .
لقد صدق الله ،
فكم كان صلى الله عليه وسلم حريصاً علينا
بالمؤمنين منا رؤوفاً رحيما .
أما ما يتعلق بمنزلته صلى الله عليه وسلم
في قلوبنا معشر أمته ،
فإن ابتناء هذه المنزلة
مستمد من كتاب الله تعالى،
ومن سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،
ومن ذلك ما يلي :
قال تعالى :
{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }[1].
=============
[1] - سورة النساء ، الآية : 80 .
وقال تعالى :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[1] .
=============
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }[1] .
=============
[1] - سورة آل عمران ، الآية : 31 .
وقال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[1] .
=============
[1] - سورة التوبة ، الآية : 24 .
وفي الصحيحين
عن أنس رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يؤمن أحدكم
حتى أكون أحبَّ إليه
من ولده ووالده
والناس أجمعين .
ولهما عنه رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ،
أن يكون الله ورسوله
أحبَّ إليه مما سواهما ،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يلقى في النار .
وعن عبدالله بن عمرو
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به .
قال النووي حديث صحيح ،
رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح .
وفي الصلاة والتسليم عليه=============
صلى الله عليه وسلم
أجـر كبير ،
واستجابة كريمة لأمر الله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا }[1] .
[1] - سورة الأحزاب ، الآية : 56 .
وثبت عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال :
البخيل من ذُكرت عنده
فلم يصلِ عليّ .
وقال :
من صلى عليّ واحدة ،
صلى الله عليه بها عشراً .
وقال من حديث جبريل عليه السلام :
رغم أنف امرئ ذُكرت عنده
فلم يصلِ عليك ،
قل آمين ،
فقلت : آمين .
والصلاة عليه
صلى الله عليه وسلم
أحد أركان الصلاة ،
من تركها عامداً بطلت صلاته ،
ومن تركها ناسياً لم تصح صلاته
حتى يأتي بها .
وهي أحد أركان خطبة الجمعة .
والدعاء له صلى الله عليه وسلم
بالوسيلة والفضيلة والمقام المحمود
الذي لا يكون لغيره
صلى الله عليه وسلم ،
وذلك عقب الأذان
أمر محبوب ومسنون ،
وفيه فضل كبير .
وقد أدى صلى الله عليه وسلم رسالة ربه
وبلَّغها أتمَّ بلاغ وأكمله ،
فترك صلى الله عليه وسلم أمته
على المحجة البيضاء ،
ليلها كنهارها ،
لا يزيغ عنها إلا هالك .
وأدى الأمانة
ونصح للأمة ،
وجاهد في الله حق جهاده .
فنفسي وأبي وأمي
فداه صلى الله عليه وسلم .
وقد أكد صلى الله عليه وسلم
أن المؤمن لا يتم له إيمان
حتى يكون
صلى الله عليه وسلم
أحبَّ إليه من نفسه
وماله
وأهله
والناس أجمعين ،
فما معنى هذه المحبة ..؟
لاشك أننا نحبه صلى الله عليه وسلم في شخصه ،
وكم نتمنى أن نكون حظينا
بصحبته صلى الله عليه وسلم ،
وبالاشتراك مع أصحابه
والتزاحم معهم في تتبع آثاره ،
والاستمتاع بأحاديثه ومجالسه ومخالطته ،
ولكن هيهات هيهات ،
فقد حيل بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ،
فبقي لنا كمردود إيجابي للقول بحبه
والدلالة على صدق ذلك منا
التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم
قولاً وعملاً
وتعلماً وتعليماً وإيثاراً ،
وأمراً ونهياً عن تنكبها ،
والتأسي به صلى الله عليه وسلم
في أخلاقه وآدابه وشمائله ،
والدفاع عن سنته صلى الله عليه وسلم ،
وردّ كل ما لم يكـن من سنته
من بدع ومحدثات،
مهما كانت ظواهرها حسنة ومقبولة .
وننطلق لردِّ البدع والمحدثات
من حرصه صلى الله عليه وسلم
وأمره هذه الأمة بالاتباع
وترك الابتداع .
ففي الصحيح
عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من أحدثَ في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد .
وفي رواية :
من عمل عملاً
ليس عليه أمرنا
فهو رد .
وفي سنن أبي داود والترمذي
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :
وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
موعظة وجلت منه القلوب ،
وذرفت منها العيون ،
فقلنا : يا رسول الله كانها موعظة مودع فأوصنا .
قال :
" أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة ،
وإن تأمّر عليكم عبد ،
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ،
فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
عضوا عليها بالنواجذ ،
وإياكم ومحدثات الأمور ،
فإن كل بدعة
ضلالة " .