5 - غزو البحر :
قال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، عن سعيد بن عبدالعزيز ، عن علقمة بن شهاب ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من لم يُدرك الغزو معي فليغز في البحر، فإن غزوة البحر أفضل من غزوتين في البر ، وإن شَهِيد البحر له أجر شهيدي البر، إن أفضل الشُهَداء عند الله أصحاب الوُكُوف) ، قالوا: وما أصحاب الوُكُوف ؟ قال : (قومٌ تَكَفَأُ بهم مراكبهم في سبيل الله) .
ضعيف : أخرجه بن أبي شيبة في ((مصنفه)) (19405)، وضعفه الألباني في ((السلسلة الضعيفة والموضوعة)) 5/15 بسبب الإرسال، كما ضعفه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) 2/281. فهو من طريق وَكِيع، عن سعيد بن عبدالعزيز، عن عَلقمة بن شهاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :....
قلت (أبو البراء) : قال ابن عساكر: روي عن واثلة، ومعاذ بن جبل مرسلًا، ثم ذكر الحديث ، وقال عَقِبه : قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن عبدالعزيز إلا ابن عُلاثة - هو محمد بن عبد الله بن عُلاثة - ، تفرد به عمرو بن الحصين لم يذكره في ((مسند الشاميين)) .
قال الألباني في الضعيفة (5/16) : وهو كذاب - أي عمرو بن حصين - كما قال الخطيب ، واتهمه غيره ، وتساهل الهيثمي فقال في "المجمع " ( 5/281 ) ، وتبعه المناوي :
" وهو ضعيف " !
أشار لضعف الحديث المنذري في " الترغيب " ( 2/281 ) .
وقد رواه ابن المبارك ، عن سعيد فأرسله ، أخبرنا أبو غَالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبْنُوسي، أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي ، نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسىٰ ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم ، قال : سمعت ابن المبارك ، عن سعيد بن عبدالعزيز ، قال : أخبرني علقمة بن شهاب القشيري ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ....
قلت (أبو البراء) : له شاهد عند ابن ماجه (2778) من طريق عبيد بن يوسف الجبيري ، ثنا قَيْسُ بن مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، ثَنَا عُفَيْرُ بن مَعْدَانَ الشَّامِيُّ، عَنْ سُلَيْمِ بن عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "شَهِيدُ الْبَحْرِ مِثْلُ شَهِيدَيْ الْبَرِّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّط ِ فِي دَمِهِ فِي الْبَرِّ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْجَتَيْنِ كَقَاطِعِ الدُّنْيَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ إِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ فَإِنَّهُ يَتَوَلَّىٰ قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ، وَيَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الدَّيْنَ وَلِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ وَالدَّيْنَ".
قال الألباني في ((الإرواء)) 5/17: ضعيف جدًا، وله علتان:
الأولىٰ: عفير بن معدان، قال ابن أبي حاتم 3/2/36، عن أبيه: ضعيف الحديث يكثر الرواية عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمناكير ما لا أصل له لا يشتغل بروايته.
الثانية: قيس بن محمد الكندي لم يوثقه أحد سوىٰ ابن حبان ومع ذلك فقد أشار إلىٰ أنه لا يحتج به لاسيما في روايته عن عفير فقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير بن معدان.
هذه نسخة برنامج الشاملة وقد وقع فيها التحريف المذكور:
http://shamela.ws/index.php/book/10660
أما نسخة مكتبة أحمد الخضري فقد جاء الحديث فيها على الصواب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...46#post1792546
والفيصل هو الكتاب المطبوع الذي لم ترجع إليه وهو في متناول يديك !!
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=565
وفي تخريجك وضعتَ أمام الحديث رقماً هو (9593) وجاء فيه: "...أصابته سراء.." بزيادة تاء التأنيث إلى الفعل أصاب
ثم لما سألناك عن مصدره ذكرت أنك أخذته من نسخة الشاملة !! لكن هناك جاء رقم الحديث مغايرا وهو(9476) وفيه: "أصابه سراء.." بدون التاء، فكيف حدث ذلك ؟!
واعلم أخي الكريم محمد علاوة أني مشفق عليك رحيم بك.. وقسوتي عليك إنما هي من باب قسوة الوالد على ولده لإصلاحه وتقويمه.. فقد كنتَ والله في سعة من خوض هذه الغمار والمهامه وأنت لا تملك راحلة ولا زاد، فاربأ بنفسك أن تكون ممن تزبب قبل أن يتحصرم .
وللكلام معك بقية ستأتي قريبا إن شاء الله .
يا هلا مرحبا بكل من سدد لي الخطأ وأرشدني إلى الصواب ، و لا أملك إلا أن أتمثل قول ابن القيم في مقدمة كتابه : (طريق الهجرتين) ، حيث قال في خاتمتها :
( يا أيها القارىء له والناظر فيه هذه بضاعة صاحبها المزجاة مسوقة إليك وهذا فهمه وعقله معروض عليك ، لك غُنمه وعلى مؤلفه غُرمه ولك ثمرته وعليه عائدته ، فإن عُدم منك حمدًا وشكرًا فلا يعدم منك معفرة وعذرًا ، وإن أبيت إلا الملام فبابه مفتوح وقد:
استأثر الله بالثناء وبالحمد .... وولى الملامة الرجلا
والله المسؤول أن يجعله لوجهه خالصًا وينفع به مؤلفه وقارئه وكاتبه في الدنيا والآخرة إنه سميع الدعاء وأهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
- 6 - الجَبَان :
قال ابن أبي شيبة : حدثنا وَكِيع، قال: ثنا همام، عن أبي عُمْرَان الجوني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (للجَبَانِ أجران) .
ضعيف : أخرجه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (32293)
قلت (أبو البراء) معلول بالإرسال :أبو عمران الجوني : اسمه عبدالملك بن حبيب الأزدي، ويقال: الكندي، البصري، رأى عمران بن حُصين، وروى عن أسير بن جابر، وأنس بن مالك، وجُندُب بن عبدالله البُجَلي. فهو تابعي، وروى عن صغار الصحابة، فكيف يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:...
وقد أعله السيوطي بالإرسال كما في ((جامع الأحاديث)) 17/481، ((تهذيب الكمال)) 18/297.
7 - من أحيا سُنة :
قال الترمذي : حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن، قال: أخبرنا محمد بن عيينة، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن كثير بن عبدالله -هو- ابن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه عن جده، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ: (اعْلَمْ) ، قَالَ : مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : (اعْلَمْ ، يَا بِلَالُ)، قَالَ : مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : (مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ لَا تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا) .
ضعيف : أخرجه الترمذي، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2677) واللفظ له، وابن ماجه، باب: من أحيا سنة قد أُمِيتَت (209، 210)، والبزار (3385)، وعبد بن حميد في ((مسنده)) (291)، وضعفه الألباني في ((ضعيف سنن الترمذي)) (16) .
قلت (أبو البراء) : والحديث مداره على كثير بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: به....
وعلته : قال ابن الجوزي: كثير بن عبدالله، قال أحمد بن حنبل: ليس بشيء وضرب على حديثه في ((المسند)) ولم يحدث به، وقال يحيى: ليس حديثه بشيء ولا يكتب، وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب، وقال ابن حبان: روي عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب.
وله طريق آخر: نا ابن ناصر، قال: أخبرنا نصر بن أحمد، قال أنا: ابن رزقويه، قال أنا: عبدالله بن محمد بن جعفر بن شاذان، قال أنا: محمد بن الحسن بن سهل، قال أنا: أبو الحصين بن أبي فاطمة، قال أنا: وهيب، قال حدثنا: كادح، عن ابن عمرو، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يذهب من السنة شيء حتى يظهر من البدعة مثله، وتظهر البدعة حتى ينشأ في البدعة من لا يعرف السنة، فإذا رأى السنة قال هذا بدعة، فمن أحيا سنة من سنتي قد أميتت كان له أجرها، وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا) .
قال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((العلل المتناهية)) لابن الجوزي 1/143، 142.
قلت (أبو البراء) : علته : كادح: وهو ابن رحمة الزاهد، قال ابن حبان: كادح يروي عن الثقات المقلوبات فليستحق الترك. ((المجروحين)) 2/229.
وحتى أوفر عليك وقت أنت أحوج إليه مني أنا لا أتردد لحظة في التصريح بالخطأ أو الاعتذار عنه ، كما أني لا ولن أدعي الكمال ، وما أكتبه ما هو إلا ضرب من الاجتهاد وعلَّ نقلي لكلام ابن القيم السالف الذكر يشير إلى ما أعنيه ، فوفر عليك وقتك ، فوالله الذي لا إله غيره أنا لست ممن يدعي الكمال ، فيا هلا مرحبًا بك معلمًا .
يا حبذا لو شاركت في هذا الموضوع
(الصحابة الذين لا يأخذ حديثهم حكم الرفع)
http://majles.alukah.net/t134105/
أخي الكريم علاوة
حديث البيهقي حديث صحيح إسنادا ومتنا وليس ضعيفا
وقول الراوي فيه: "فله أجر" ليست زيادة شاذة هي بدل عن قوله "فكان خيرا له" لأنها في معناها ونحوها
وهو داخل في باب الرواية بالمعنى وإبدال لفظ بلفظ قريب منه..
وهذا التصرف ليس هو من هدبة بن خالد بل هو ممن دونه ، وهو لم يتفرد بذلك اللفظ.
8 - مَنْ عَمَّرَ جَانب المسجد الأَيْسَر :
قال الطبراني : حدثنا محمد بن الحسن بن عجلان أبو شيخ الأصبهاني، حدثنا إبراهيم بن محمد الفريابي، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا بقية بن الوليد، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ عَمَّرَ جَانِب المسجد الأيْسر لِقِلة أهله فله أجران) .
ضعيف : أخرجه الطبراني (11459)، قال الهيثمي 2/94: فيه بقية: وهو مدلس وقد عنعنه ؛ ولكنه ثقة.
قلت (أبو البراء) : وفيه أيضًا : ابن جريج : وهو مدلس وقد عنعن ؛ ولكنه عن عطاء، وقد ثبت عنه أنه قال : إذا قلت : قال عطاء. فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعت. ((تهذيب التهذيب)) 6/405.
قلت (أبو البراء) : قال الشيخ أبو إسحاق الحويني في ((النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة)) (46) : في حديث عنعنه ابن جريج، قال: ثم ابن جريج مدلس، وقد عنعنه. ولا ينفعه ما رواه أبو بكر بن أبي خَيِثمة في ((تاريخه))، ثم ذكر كلام ابن جريج. ((التاريخ الكبير)) لابن أبي خَيِثمة (152).
قلت (أبو البراء) : حمل الألباني عنعنة عطاء، عن ابن جريج على السماع، واعتبر (عن) بمثابة (قال)، والله أعلم.
وهناك طريق آخر عند ابن ماجه وغيره عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ تَعَطَّلَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:(مَنْ عَمَّرَ مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ كِفْلينِ مِنْ الْأَجْرِ) .
أخرجه ابن ماجه، كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: فضل ميمنة الصف (1007)، من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع، عن ابن عمر به.... ضعفه ابن حجر في ((الفتح)) 2/213 وقال: فيه مقال، وقال البوصيري 1/122: هذا إسناد ضعيف.
وضعفه الألباني في ((صحيح وضعيف ابن ماجه)) (1007)، و((ضعيف الجامع)) (5709)، و((ضعيف الترغيب والترهيب)) (264).
قال العراقي : أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر بسند ضعيف . انظر تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (530) .
قلت (أبو البراء) : وعلته : ليث بن أبي سليم ضعيف
9 - من أسْبَغ الوضوء في البرد :
قال الطبراني : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ، قال : حدثنا إبراهيم بن موسى البصري ، حدثنا أبو حفص العبدي ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان) .
ضعيف : أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (5525) ، وقال عقبه : لم يروه عن علي بن زيد إلا أبو حفص ، واسمه عمر بن حفص .
قال الألباني ((الضعيفة)) (839) : قال أحمد : تركنا حديثه وحرقناه ، وقال علي : ليس بثقة ، وقال النسائي : متروك .
والحديث أورده الهيثمي في ((المجمع)) 1/237 من رواية الطبراني هذه ، وقال : وفيه عمر بن حفص العبدي وهو متروك .
قلت - القائل الألباني - : وعلي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف ، وإبراهيم بن موسى البصري لم أعرفه ، ولعله من أولئك الرواة الذين رووا عن العبدي ، وقال فيهم أبو زرعة الرازي وقد سئل عن العبدي : (واهي الحديث ، لا أعلم حدث عنه كبير أحد ، إلا من لا يدري الحديث) .
قلت : (أبو البراء) : وضعفه المنذري وقال العقيلي : ليس لهذا المتن إسناد صحيح . انظر فيض القدير (6/ 68) .
قلت : (أبو البراء) : وذكر الألباني شاهد للحديث رواه ابن النجار 10/209/2 عن محمد بن الفضل ، عن علي بن زيد ، قال : سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن علي - رضي الله عنه - مرفوعًا به.... وحكم عليه بالوضع ، وقال : فيه محمد بن الفضل كذاب . ((السلسلة الضعيفة)) (840).
قلت : (أبو البراء) : وذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، وفيه بقية بن الوليد معروف بتدليس وقد عنعه عن محمد بن الفضل الكذاب ، وفيه أيضًا علي بن زيد بن جدعان ضعيف . انظر تاريخ بغداد (6/424) .