نساء الجنة:
في الجنة صنفان من النساء: وهم الحُور العين، ومؤمنات الدنيا.
الصنف الأول: النساء المؤمنات:
قال - تعالى - في وصفهن: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنّ َ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنّ َ أَبْكَارًا ﴾ [الواقعة: 35، 36].
قال ابن عباس: يخلقهن الله غير خلقهن الأول، ويُصبِحن أبكارًا، ويكنَّ في عنفوان الشباب في سن الثلاث والثلاثين، كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جُرْدًا مُرْدًا مكحَّلين، بَني ثلاثين أو ثلاث وثلاثين) . الترمذي (2545) كتاب صفة الجنة، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد (22106)، واللفظ له، وحسَّنه لغيره الألباني في المشكاة (5639)، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (7933) .
الصنف الثاني: الحُور العين:
قد أتى وصفُهن في القرآن في أكثر من موضع، منها:
قال - تعالى -: ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم ْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الدخان: 54].
والحُور: جمع حَوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء، الجميلة، البيضاء، شديدة سواد العين.
ومعنى عِين؛ أي: حسناء الأعين.
قال - تعالى -: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].
فقد وصفهن بأنهن مطهرات؛ أي: من الحيض والنفاس، والبول، والغائط، والبصاق، وكل قذر أو أذى.
قال - تعالى -: ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، وقال - تعالى -: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ﴾ [الصافات: 48]، وقال - تعالى -: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [ص: 52]؛ فهن يقصرن أطرافَهن على أزواجِهن فلا يبغين غيرهم، ولم يطأهنَّ ولم يجامعْهن إنس ولا جان قبل أزواجهن.
وأتراب؛ أي: على سن واحدة، بنات ثلاث وثلاثين سنة.
وقال مجاهد: "أتراب: أمثال"، وقال أبو عبيدة: أقران.
قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴾ [النبأ: 31 - 33]، وقال - تعالى -: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 37].
كواعب: جمع كاعب، وهي الناهد، والمراد أن ثُدِيَّهن نواهدُ مستديرة كالرمان، ليست متدلية لأسفل.
عُرُبًا: جمع عَرُوب، وهن المتحبِّبات إلى أزواجهن.
وقال المبرد: العاشقة لزوجها، وقال أبو عبيدة: الحسنة التبعُّل.
قال - تعالى -: ﴿ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 58].
قال المفسرون: أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان.
قال - تعالى -: ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72]؛ أي: محبوسات في الخيام.
قال قتادة: مقصورات قلوبهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ.
فهذه بعض أوصاف نساء الجنة.