س : ما هو الشرك الأصغر ؟
جـ : هو يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى ،
قال الله تعالى :
{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر » (1) ،
فسئل عنه فقال : ( الرياء ) ،
ثم فسره بقوله صلى الله عليه وسلم :
« يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته
لما يرى من نظر رجل إليه » (2) .
ومن ذلك الحلف بغير الله
كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها ،
قال صلى الله عليه وسلم :
« لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد » (3) ،
وقال صلى الله عليه وسلم :
« لا تقولوا والكعبة ، ولكن قولوا ورب الكعبة » (4) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
" « لا تحلفوا إلا بالله » (5) ،
وقال صلى الله عليه وسلم :
« من حلف بالأمانة فليس منا » (6) ،
وقال صلى الله عليه وسلم :
« من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (7) ،
وفي رواية : ( وأشرك ) .
ومنه قوله : ما شاء الله وشئت .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي قال ذلك :
« أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده » (8) .
ومنه قول : لولا الله وأنت ،
وما لي إلا الله وأنت ،
وأنا داخل على الله وعليك ، ونحو ذلك .
قال صلى الله عليه وسلم :
« لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ،
ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان » (9) .
قال أهل العلم :
ويجوز لولا الله ثم فلان ،
ولا يجوز لولا الله وفلان .
==================
1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 5 / 428 ، 429 ) ،
والبغوي في شرح السنة ( 14 / 324 ) عن عمرو بن أبي عمرو ،
وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث ،
وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ،
رجال الشيخين غير محمود بن لبيد فإنه من رجال مسلم وحده .
قال الحافظ : وهو صحابي صغير وجُلّ روايته عن الصحابة
( أفاده الشيخ الألباني في الصحيحة 951 ) .
(2) ( حديث حسن . والجزء الذي احتج به الحافظ الحكمي « صحيح لغيره » أو نقول صحيح المتن ) ،
رواه ابن ماجه ( 4204 ) بسند حسن على الراجح ،
وقد قال الإمام البوصيري عن سند ابن ماجه :
« هذا إسناد حسن . كثير بن زيد وربيع بن عبد الرحمن مختلف فيهما » ،
رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد أيضا والبيهقي ،
ورواه أحمد بن منيع ثنا كثير ،
فذكره بزيادة في أوله كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة . ا هـ .
قلت : وكثير بن زيد صدوق يخطئ ،
وربيع مقبول كما قال الحافظ ، يعني عند المتابعة ،
وقد توبع خاصة في الجزء المحتج به في الحديث
لما رواه ابن خزيمة ( 937 ) ، وصححه بإيراده أيضا محتجا به ،
وقد احتج به أيضا الحافظ المنذري في الترغيب بتصديره بـ « عن » ،
وهو من حديث محمود بن لبيد قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
« أيها الناس ، إياكم وشرك السرائر ،
قالوا : يا رسول الله ، وما شرك السرائر ؟
قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا
لما يرى من نظر الناس إليه ، فذلك شرك السرائر » .
(3) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3248 ) ، والنسائي ( 7 / 5 ) ،
وسكت عنه الإمام أبو داود ، وصححه الألباني .
(4) ( صحيح ) ، رواه النسائي ( 3773 ) ،
قال الحافظ في الإصابة ( 4 / 329 ) : أخرجه النسائي وسنده صحيح ،
وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 329 ) . أخرجه النسائي وسنده صحيح ،
وقد رواه النسائي في الكبرى ( 3 / 124 )
وفيه « . . فأمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة . . » .
ولم نره واللفظ الذي أورده المؤلف .
(5) تقدم رقم ( 3 ) .
(6) ( صحيح ) ، رواه أبو داود ( 3253 ) حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا زهير ،
ثنا الوليد بن بن ثعلبة الطائي ، عن أبي بريدة ، عن أبيه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحديث .
وقد قال الشيخ الألباني : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ا هـ .
(7) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 34 ، 67 ، 69 ، 86 ، 125 ) ،
ورواه أبو داود ( 3251 ) ، والترمذي ( 1535 ) ،
والحاكم ( 4 / 297 ) ، والبيهقي ( 10 / 29 ) ،
وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
وقال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ،
وقد صححه أيضا الألباني .
(8) ( سنده حسن وهو صحيح لغيره ) ،
رواه أحمد ( 1 / 214 ، 224 ، 283 ، 347 ) ، وابن ماجه ( 2117 ) ،
والنسائي ( في الكبرى ) ، والطحاوي ( 1 / 90 ) ،
وأبو نعيم ( 4 / 99 ) ، ورواه أيضا البخاري في الأدب ( 783 ) ،
قال الحافظ العراقي : رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه بإسناد حسن ، ا هـ . ( إتحاف 7 / 574 )
وقد جاء الحديث عن طرق عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس
إلا أن ابن عساكر قال : « الأعمش » بدل « الأجلح » ،
والأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكنزي ،
وهو صدوق شيعي كما في التقريب ،
وبقية رجاله ثقات ، رجال الشيخين ،
فالإسناد حسن وله شواهد تصححه .
(9) ( صحيح ) من حديث حذيفة . رواه أحمد ( 5 / 384 ، 394 ، 398 ) ،
وأبو داود ( 4980 ) ، والبيهقي ( 3 / 216 ) ،
والطحاوي ( 1 / 90 ) من طرق عن شعبة عن منصور بن المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن حذيفة به ،
وهذا سنده صحيح ، رجاله كلهم ثقات ،
رجال الشيخين ، غير عبد الله بن يسار وهو الجهني وهو ثقة ،
وثقه النسائي وابن حبان .