إن الحديث عن الجنة، وصفتها، وما فيها من النعيم المقيم الذي لا ينفد - تشتاق إليه النفوس، ويزيد به الإيمان، ويحلو به الكلام، وتطمئن به القلوب؛ لأن النفس تميلُ إلى معرفة الثمار التي من أجلها ترك الإنسان المحرَّمات وترك المكروهات؛ كما في الحديث: ((حفِّت الجنة بالمكاره، وحفِّت النار بالشهوات)) . مسلم (2822) وغيره، من حديث أنس بن مالك.
؛ إذ الواجب على الإنسان العاقل الذي يعلم أين السعادة أن يعبد الله؛ رجاءً في الجنة، وخوفًا من النار، لا كما يزعم الصوفية أن مَن يعبد الله طلبًا للجنة، فهذه عبادة التجار، أما عبادة الأحرار، فهو أن تعبد الله من غير رغبة في الجنة! وهذا باطل، وينقضه ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: ((كيف تقولفي الصلاة؟))، قال: أتشهَّد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دَنْدَنَتك ولا دَنْدَنة معاذٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((حولها نُدَنْدِن)) .أبو داود (792)، وابن ماجه (910)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3163).
وهكذا ينبغي علينا نحن وكل المسلمين أن ندندن حولها، فاللهم نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، واجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم، وتقبَّله؛ إنك أنت السميع العليم.
وإليك - أخي وحبيبي في الله - صفة الجنة وحال أهلها؛ ليكون لك حافزًا ومطمعًا للسعي في أسباب دخول الجنة، والبعد عن النيران، فالله الموفِّق والمستعان.
كما ادعو مشايخي الأفاضل بذكر ما وقفوا عليه من شأن الجنة وحال أهلها ونعيمهم الدائم المستمر تحفيزًا للنفوس ، بارك الله فيكم :