بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبح تحديد وقت صلاة الفجر مشكلة في العديد من البلاد الإسلامية فقرأنا وسمعنا أن وقت الصلاة عملا بالسنة هو الغلس ورأي آخر يقول أن الوقت هو اعتراض الأحمر ورأي آخر يقول عند ظهور الصبح المستطير وأيضا حين يتبين الخيط الأبيض من الأسود...وكل رأي يسوق لنا أحاديث وأقوال سلفنا الصالح...والله المستعان

ولخطورة المسألة أنقل لكم هذا المقال المُحير في بيان وقت صلاة الفجر:
" في هذا الموضوع ان شاء الله سأجلب احاديث صحيحة تقول بان صلاة الفجر تنتهي بالغلس، و سأوضح ان شاء الله ماهو الغلس بتوفيق من الله،
نبدأ باسم الله.

في احاديث كثيرة توضح ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يغلس بالفجر، منها :
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غلسَ بالصبحِ ثم أسفرَ مرَّةً، ثم لم يعدْ إلى الإسفارِ حتى قبضَه اللهُ – عزَّ وجلَّ
الراوي: عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود المحدث: ابن الأثير - المصدر: شرح مسند الشافعي - الصفحة أو الرقم: 1/372
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و الحديث الثاني لعائشة رضي الله عنها قالت:
أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبحَ بغلَسٍ، فينصرفن نساءُ المؤمنين، لا يُعرفْن من الغَلَسِ، أو لا يعرفْن بعضُهن بعضًا.
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 872
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ففي هاذين الحديثين يفهم ان صلاة كانت في البداية في الاسفار و هو ما كان يدعو اليه الشيخ ********* اي الصلاة في الاسفار.
وكذالك كانت في الغلس ما هو عليه عامة الناس اليوم....ولكن قبل ذالك من المهم ان نفهم ما معنى (الغلس)؟؟؟؟
من حديث عائشة رضي الله عنها، نفهم مامعنى الغلس، اذ قالت "فينصرفن نساءُ المؤمنين، لا يُعرفْن من الغَلَسِ، أو لا يعرفْن بعضُهن بعضًا" فمن هنا نفهم ان الغلس هو عندما ترى شخصا و لكن لكن لا تعرفه (اي لا تميزه). و للتأكد من معنى كلمة يعرف(عَرَف الشيءَ يعني: أدركه بحاسَّةٍ من حواسِّه {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}
فنفهم من هذا الشرح ان الغلس ليس بظلمة وليس بنور ولكنه في حين يكون هنالك خليطا من الظلمة والنور، أي كما ذكر في الحديث أعلاه ان الغلس هو وقت يكون فيه الضوء أقل من الظلمة حيث في هذا الوقت تستطيع ان ترى صديقك و لكن لا تكاد ان تعرفه او تميزه.

بعد أن انتهينا من تعريف الغلس من الحديث الان نوضح كم كان الرسول عليه الصلاة و السلام يقرأ من اية في صلاة الفجر حتى نعرف ان كان وقت صلاة الفجر في هذه الايام خطأ أم صحيح

كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجرِ ما بين الستين إلى المائةِ آيةًِ.
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 461
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فنقول مثلا ان الرسول عليه الصلاة و السلام صلى بسورة النور (نحو 62 اية)، سورة النور تستغرق من الوقت ما بين(22 الى 39 دقيقة بحسب سرعة القارئ بالاضافة الى الركوع و السجود نقول 30 دقيقة المتوسط) في الاسفار لو استغرقنا في الصلاة لمدة 30 دقيقة فسوف ننتهي بُعيْد طلوع الشمس تقريبا.
في حالة التغليس لواستغرقنا بنفس الفترة المذكورة نجد أننا انتهينا في وقت الغلس (أي الظلمة و النور)

فلذك نقول ان المواقيت التي عليها البلدان المسلمة اليوم صحيحة بشاهد هذه الاحاديث، أي اذا بقينا في صلاة الفجر مدة 30 دقيقه وجدنا أنفسنا قد انتهينا الى الغلس..
" اهـ.

رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم يصف أوقات الصلاة بمعادلات رياضية أو حسابات فلكية ولم يربط المشاهدة بأية وسيلة بل الأمر كان أسهل وأيسر: بالمشاهدة والنظر ولا إشكال في هذا، أما في زماننا هذا....ماذا نقول !؟
فما هي العلّة : هل هو الجهل أم هي نقمة علينا في عصر الوهن لن تنكشف حتى نعود إلى ديننا ؟

فما هو وقت صلاة الفجر على ضوء الكتاب والسنة وغلبة الظن أن صلاة المسلمين قد تكون معرضة للبطلان وهذا أمر خطير ورأسمالنا الصلاة لوقتها
وهل من طريقة صحيحة وعملية لمعرفة دخول وقت صلاة الفجر رغم العوائق الموجودة في المدن كالضوء والبنيات..؟
وأخير هل صح في السنة أن الديك "يأذن" لصلاة الفجر وهل يختلف حاله من البادية إلى الحضر؟

أفيدونا بارك الله فيكم وزادكم الله فقها في الدين ونفع بكم أمّة المسلمين.
*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله الموفق
نحبكم في الله
والحمد لله