المفترض – كما يقرر علماؤنا –
أن تكون الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
للإمام علي ثم للإمام الحسن ثم للإمام الحسين
ثم تستمر في بقية الأئمة الاثني عشر عليهم السلام
إلى أن تصل إلى الإمام المهدي.
فلو فرضنا أن المسلمين لم يرتدوا،
وأخذ الخلافة الإمام علي عليه السلام
وصولاً إلى الإمام المهدي،
فهل سيحكمنا الإمام المهدي أبد الآبدين ؟
من سيأخذ الخلافة من بعده ؟
هل سيصبح الأئمة أكثر من ذلك ؟!
هل جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كي يحدد من يحكم من بعده
أم جاء كي يدعو لعبادة الله؟!
أمر الخلافة بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
لا يخلو من ثلاثة احتمالات:
- إما أن الصحابة لم يرتدوا،
فعندها نسأل:
لماذا لم يبايع الصحابة الإمام علياً عليه السلام
لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أوصى له بالخلافة حقاً؟!
- وإما أن يكونوا ارتدوا،
فعندها نسأل:
ماذا يريد الإمام علي عليه السلام بحكمه لكفار؟!
هل كل ما يهمه أن يحكم وكفى؟!
هل يريد الإمام علي عليه السلام
أن يفرض نفسه فرضاً على الناس
ويكون دكتاتوراً يحكم الناس رغم أنوفهم؟!
ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قد فشل في التأثير على من حوله
– كما يلزم من قال بردة الصحابة –
فكان أصحابه ينافقونه في حياته وانقلبوا بعد موته،
فما الإنجاز الذي سيفعله
الإمام علي عليه السلام
إذا أصبح حاكماً من بعده؟!
إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
الذي هو أعظم وأفضل
من الإمام علي عليه السلام
فشلَ في ذلك
فماذا سوف يصنع الإمام علي عليه السلام؟!
والعجيب أن البعض يقول:
إن الإمام بايع مكرهاً!
ولا أعلم أي خيانة أكبر
من أن يسلَّم أمر المسلمين
بعد وفاة قائدهم إلى المنافقين،
وأين الصحابة الذين قاتلوا قريشاً
وهم قلة مستضعفون؟!
وهل نصح الإمام للخلفاء أيضاً مُكرهاً؟!
هل جاهد معهم مُكرهاً؟!
هل تولى الإمارة تحت خلافتهم مُكرهاً؟!
هل تولى الخلافة بعدهم مُكرهاً؟!