وقال إسحاق عم أحمد :
كانت تأتينا في كل يوم مائدة
أمر بها المتوكل فيها ألوان الطعام والفاكهة والثلج وغير ذلك
فما نظر إليها أبو عبد الله ولا ذاق منها شيئاً ,
و كانت نفقة المائدة في كل يوم مائة وعشرين درهماً
فما نظر إليها أبو عبد الله
وصرف المتوكل لولده وأهله أربعة آلاف درهم في كل شهر ,
فبعث إليه أحمد بن حنبل رافضا قائلا :
إنهم في كفاية ....
يعنى ليسوا بحاجة ..
فبعث إليه المتوكل :
إنما هذا لولدك , مالك ولهذا ؟
يعنى ما شأنك ليس لبيتك بل لبيت ابنك !
فقال له أحمد :
يا عم ما بقي من أعمارنا ,
كأنك بالأمر قد نزل ...
يعنى تذكر أن الموت قريب ..
فالله الله
فإن أولادنا إنما يريدون يتأكلون بنا ,
و إنما هي أيام قلائل
لو كُشِفَ للعبد عما قد حجب عنه
لعرف ماهو عليه من خير أو شر
صبر قليل وثواب طويل
إنما هذه فتنة......
ورُبَّ مجاهدٍ شيخٍ مُبجَّلْ **
ترجلتِ الجبالُ وما ترَّجلْ