واعلم أن من تفكر في كثرة نعم الله،
وتفطن لآلاء [1] الله الظاهرة والباطنة،
وأنه لا وسيلة إليها
إلا محض فضل الله وإحسانه،
وأن جنساً من نعم الله
لا يقدر العبد على إحصائه وتعداده،
فضلاً عن جميع الأجناس،
فضلاً عن شكرها.
فإنه يضطر إلى الاعتراف التام بالنعم،
وكثرة الثناء على الله،
واستحيا من ربه
أن يستعين بشيء من نعمه
على ما لا يحبه ويرضاه،
وأوجب له الحياء من ربه
الذي هو من أفضل شعب الإيمان
فاستحيا من ربه
أن يراه حيث نهاه،
أو يفقده حيث أمره.
*******************
[1] نعمه.