أما الانتهاء
– وهو الأمر الأول -:
فإن الله تعالى جعل للأفكار والعقول حداً تنتهي إليه،
ولا تتجاوزه.
ويستحيل لو حاولت مجاوزته أن تستطيع،
لأنه محال،
ومحاولة المحال من الباطل والسفه،
ومن أمحل المحال التسلسل في المؤثرين والفاعلين.
فإن المخلوقات لها ابتداء،
ولها انتهاء.
وقد تتسلسل في كثير من أمورها
حتى تنتهي إلى الله الذي أوجدها
وأوجد ما فيها من الصفات والمواد والعناصر
{ وَأَنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهَى }[1]
فإذا وصلت العقول إلى الله تعالى وقفت وانتهت،
فإنه الأول الذي ليس قبله شيء،
والآخر الذي ليس بعده شيء.
فأوّليته تعالى لا مبتدأ لها
مهما فُرضت الأزمان والأحوال.
وهو الذي أوجد الأزمان والأحوال
والعقول التي هي بعض قوى الإنسان.
فكيف يحاول العقل أن يتشبث
في إيراد هذا السؤال الباطل.
فالفرض عليه المحتم في هذه الحال:
الوقوف ، والانتهاء .
*******************
[1] سورة النجم – آية 42.