بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول واله وصحبه ومن والاه وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياء
ويكفي الحياء شرفا انه صفة من صفات الله عزوجل:
قال الهرَّاس: (وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين، الذي هو تغيُّر وانكسار يعتري الشَّخص عند خوف ما يُعَاب أو يذمُّ، بل هو: ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه؛ فالعبد يجاهره بالمعصية مع أنَّه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه، ويستعين بنعمه على معصيته، ولكنَّ الرَّبَّ سبحانه- مع كمال غناه وتمام قدرته عليه- يستحي مِن هتك ستره وفضيحته، فيستره بما يهيؤه له مِن أسباب السِّتر، ثمَّ بعد ذلك يعفو عنه ويغفر) اهـ الصفات الواردة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف0ص148-149)
قال تعالى: إِنَّ اللَّه لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذا أَرَادَ اللَّه بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ[البقرة:26].
أي: لا يمنعه الحَيَاء مِن أن يضرب مثلًا، ولو كان مثلًا حقيرًا ما دام يثبت به الحقَّ (تفسير القران للعثيمين)
عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((الحَيَاء لا يأتي إلَّا بخير)) رواه البخاري ومسلم
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) رواه البخاري 3484
قال الخطَّابي: (قال الشَّيخ: معنى قوله "النُّبوَّة الأولى" أنَّ الحَيَاء لم يزل أمره ثابتًا، واستعماله واجبًا منذ زمان النُّبوَّة الأولى، وأنه ما مِن نبيٍّ إلَّا وقد نَدَب إلى الحَيَاء وبُعِث عليه، وأنَّه لم ينسخ فيما نسخ مِن شرائعهم، ولم يُبَدَّل فيما بُدِّل منها) معالم السنن للخطابي ج1 ص 109
قال المناويُّ: (والمراد الحَيَاء الشَّرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر، وهو محمود)
فيض القدير للمناوي 3/428
اقوال السلف في الحياء :
قال أبو عبيدة النَّاجي: سمعت الحسن يقول: (الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان مِن خصال الخير، لم يكونا في عبد إلَّا رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما)
مكارم الاخلاق لابن ابي الدنيا (1/43)
وقال ربيط بني إسرائيل: (زين المرأة الحَيَاء، وزين الحكيم الصَّمت(
الصمت لابن ابي الدنيا ص263
وهنا اريد ان اعلق على مامضى من اقوال السلف
نحن الان احوج مايكون لاعادة الحياء في مجتمعاتنا
ليس لي الا طلب واحد ارجو التامل في كلام النبي عليه الصلاة والسلام
والسلف في نظرتهم لتعظيم امر الحياء
نسال الله ان يردنا الى الدين رداً جميلا
وان لايكلنا الى انفسنا طرفة عين
(من الدرر السنية بتصرف)
نسالكم الدعاء بالستر والثبات والتوفيق
وحسن الخاتمة