السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ينكر احد جهود الشيخ احمد ديدات في الدعوة الى دين الله ، وقد بذل في ذلك جهداً عظيماً نسال الله ان يجعله في ميزان حسناته .. وقد كانت منهجية الشيخ رحمه الله قائمة على الرد من مصنفات المخالف من كتبه المقدسة ...
لكن القارئ لبعض كتب الشيخ رحمه الله مثل ( مسألة صلب المسيح ) و ( الصلب وهم ام حقيقة ) و ( هل مات المسيح على الصليب ) و ( من دحرج الحجر ) .. قد يقع في اشكال معين ..[ اشكال معين في فهم كلام الشيخ ! ] ...
وهو ان الشيخ رحمه الله ، لما كان يحاول اثبات عدم وفاة المسيح من كتب النصارى ...
فانه كان يرسم سيناريو محدداً قائم على انه تعرض للصلب فعلاً لكنه كان حياً على الصليب ، ومات فيما يشبه الموت الاكلينيكي ، ثم ان اتباعه بعد ذلك نجحوا في تهريبه وهكذا ...
كانت السيناريوهات التي يرسمها الشيخ مرتبطة بنصوص من كتب النصارى ...
[ وقد زاد من تضخيم ذلك الاشكال عدة امور منها ] ...
ان الاخوة المترجمين لكتب الشيخ كانوا كثيراً ما يلحقونها بالفتوى العجيبة للشيخ شلتوت شيخ الازهر الاسبق ، بان من يقول من المسلمين بصلب المسيح فلم يخطئ وانها ليست مسألة متواترة .. وهي فتوى منكرة مردودة ..
لكن هذا التصرف من بعض المترجمين تصرف قبيح ، اذ تسبب في نتائج وخيمة ورسخّت الاعتقاد لدى البعض بان الشيخ فعلاً يرى صلب المسيح ! لكنه لم يمت فقط !! وقد امتد الامر لدرجة ان هناك من رماه بانه من القاديانيين ، وبانه من المبتدعة وهكذا ... [ عقيدة الشيخ الحقيقية في المسألة ..]
قال الشيخ احمد ديدات - رحمه الله في كتاب ( الصلب وهم ام حقيقة ) ص 218 - طبعة دار المنار : -
[ وبكل امانة لم اتوقع أن يسألني احد حول عقيدتي كمسلم بخصوص الصليب ، ان عقيدتي كمسلم هي عقيدة القرآن الكريم بكيفية جازمة في قول الله سبحانه : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) ] أهـ
وقال رحمه الله في كتاب ( هل مات المسيح على الصليب ) ، ص43 - طبعة دار البشير :
[ ان قوم عيسى عليه السلام لم يقتلوه ولم يصلبوه كما يزعم المسيحيون ، والقرآن الكريم حاسم الدلالة في هذا الشأن كل الحسم ... ونقول للمسيحيين : اننا نحن المسلمين مع كامل ايماننا بكل ما يقوله القرآن الكريم بشأن نهاية عيسى مع قومه وبشأن اي موضوع آحر ] أهـ
فمن هذا يظهر بوضوح ان عقيدة الشيخ سليمة كأي مسلم ، في ان المسيح قد رفعه الله اليه وانه نجا من القتل والصلب ... وليس كما يتهمه البعض .. وقد تكرر هذا الكلام في العديد من مناظراته ...
[ لماذا رسم الشيخ هذا السيناريو الذي قد يخالف المعتقد الاسلامي .. ؟ ]
وضّح الشيخ هذا رحمه الله فقال في كتابه المذكور ص 219 :
[ انني اكرر ان دراسة الصلب كانت رد فعل للاستفزازات التي اثارها هؤلاء من اجل الايمان المسيحي .. فدرست وبحثت موضوعياً مستخدماً مصادرهم ، والنتيجة انها ستوافقني بانها مذهلة ] اهـ
فالخلاصة ، ان الشيخ كان مجمل هدفه من البحث ، هدم المعتقد المسيحي في مسالة الصلب ، وليس الانتصار للمعتقد الاسلامي ككل ... فهو جهد مشكور
- فوفاة المسيح على الصليب هي جوهر العقيدة النصرانية ، فكون انه يثبت من مصادرهم بسيناريو معين وبادلة معتمدة عندهم انه كان حياً عند صلبه !! ولم يمت ، فهذا وان لم يكن موافقاً للاسلام ، لكنه اصاب عقيدتهم في مقتل ..
وهو من قبيل الردود الجائزة على الفرق الضالة ، طالما انك انت لا تعتقد بهذا ..
والله عزوجل اعلى واعلم ....