شَمْسُ النَّهارِ .. قَارَبَتِ التَّخَفِّي ، زُرقَةٌ قاتِمَةٌ .. سَدَلَتِ السَّمَـاء ..
سَوادٌ حالِكٌ بَدَأ التَّسَرُّبَ إلَيْهَا ..
المَغِيبُ حَلَّ ..!
في كُلِّ لَيْلٍ شَمْسُ دُنْيَانَا تَرُوحُ ، ومَا رَاحَتْ عَنَّا هُمُومٌ وأَحْزَانٌ تَنُوحُ..!
غَابَتْ وأَسْدَلَتْ سِتَارَ الدُّجَى المُظْلِم ، وكَأنِّي بِالنَّفْسِ تَهْفُو إلى ذَهابِ هَمِّهَا بِجِوارِ قُرْصِ شَمْسِهَا ..
صاحَتِ النّفْسُ مُعللةً الهمومَ : إنهـا الدُّنيا ..!!
الهمُّ دارُها .. والحزنُ جارُها ..
الابتلاءُ فُرشها ، والأكدار غِطَاؤها ..
خسيسةٌ ..! كُلّ لذّةٍ فيها مَبْنيّةٌ على الحرْمانِ ، غيرُ خالصةٍ ..
فلمَ النواحَ والعويل ..؟! نفسي ..
على رسلكِ ..!!
خاطبتها! ..
أُمنّيها الفرجَ القريب ، أزيحُ عنها أثْوابَ النَّحِيب ..
وهكذا !.. كُلّ يومٍ تَسِيرُ الذِّكرى والشمسَ ، لكنْ متى ما غابتِ الثَّانية ، نهضت الأولى مِنْ عميقِ سُباتها ..
تُناجي القمرَ ، وقد أمسى الليلةَ بدرًا زهيًّا ..
تُناجيه مشتاقةً للعَوْدِ الحميدِ إلى أحْضَانِ الخيّر الأوَّل ..
إلى تلك الليالي البهيّة ..
تُناجِيه .. وهي تحْنُو إلى سِتَار أثوابِها القَشِيبة النَّضِرة ..
إلى تِلكُم الأيَّام ، أيام الخلوّ مِنْ دركاتِ الذُّنوبِ وذُلِّها ..
.. (أيّام الحسناتِ وعزِّها!) ..
تحيّـات أختكم / ربوع الإسـلام
20/9/2010