هذه القصيدة التي فازت بالمرتبة الثانية في مسابقة قطوف الشعرية


وَصُغْتُ فيكَ الْهَوَى...

يسافرُ الشـوقُ من مينـاءِ أجفانـي
إلـى غيـاهـب آلامـي وأحزاني

وبلبلُ الحبِّ يشدو في ريـاض فـمـي
وعنـدليبُ الـهوى يـحْدُو بألحانِ

فَيُورِقُ الشِّـعـرُ ميّـاسـاً ويُطـربه
حُداء قيثارتي فـي ظـعْن أشـجاني

نثرتُ رُوحي على أطـلالِ ذاكرتـي
كأنـها ذهـبٌ فـي سِمْطِ مَرجانِ

وصُغْتُ فيكَ الـهوى وجْـداً و قافيةً
وفوق خـدي بـحارٌ من دمٍ قـانِ

عجبتُ من بحر دمعي ! كيـف يُغرقُني
و فـي الحشا تصطلي نيرانُ بُرْكاني ؟ !
*****
وحدي أُناجي طيـوفاً منكَ تُـنْعِـشني
فَيَمُّ سُـقْـمـي غـدا مـن غيرِ شُطآن

واللـيلُ يَـمضـي تباريحاً أُكابدُها
وَوَهْـجَ سُـهْدٍ وجَـفـناً غيرَ وَسْنانِ

ما لي سميرٌ سوى ومضِ الـنّجوم بـه
وهـمسِ نـجوى بـها شَنَّفْتُ آذاني

وذكـرياتٍ تُـسِيلُ الدَّمْعَ من خَلَدي
وطيفِ عهدٍ مضى في قُربِ خلاني

تبكي حـمائمُ غصن البانِ من شجني
مـن علَّم الطيـر أن تبكي لأشجاني ؟!
****
ما عاد لي أملٌ فـي العُـمْـر أرقـبهُ
...تَجـمّدت مـنذ يـومِ البينِ أزماني

عِدني بوصلٍ ودعني أرتـجي أمَـلاً
فكم سقاني النّوى كاساتِ حِرمـان !

عدني فوعدُك يُحي البِيْـدَ في كَبدي
ويُمـطرُ الشُّـهـدَ يَروي جوفَ ظمآنِ

فنظرةٌ منكَ تُحْيِ الـمَيْتَ من أمَـلِي
وجرحُ صـدِّكَ يُـدمي زهرَ بُسـتاني

أما إذا لـم تـعِـدْ وعـداً أُسَرُّ به
فابـعث مع الرّيحِ رَمْساً فيه أكـفانـي

فأنتَ في مُهجـتـي نـورٌ يُشـعُّ سناً
وأنـت نبضُ الـهنا يَسـري بشرياني

إن كان للناس قلبٌ فـي أضـالعها
فأنتَ فـي صـدرِ رُوحي قلبيَ الثاني

شعر مصطفى قاسم عباس