قبر السيدة ميمونة مقصد السياح والمعتمرين :
راسلني الصحفي وطلب رأيي حول قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها ولكنه اختصر بعض كلامي ، وهذا كلامي كاملا :
زيارة القبور مستحبة بالنص والإجماع ، وهي مستحبة لأمرين : للعظة والاعتبار ، وللدعاء لأهل القبور .
وتعظُم العظةُ كلما كان القبر لذوي المكانة ، في تذكر معاني قدره الرفيع ، وفي استحضار تاريخه الجليل ، وفي التنبه إلى نهاية الإنسان مهما علا قدره عند الله عز وجل .
ويَعظُم ثواب الدعاء لأهل القبور ، إذا كانوا من ذوي الحق علينا كالآباء والأمهات ؛ لأنه يكون دعاء مستحبا وصلة رحم وبرًّا .
فكيف إذا كان القبر لأم من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، كأم المؤمنين ميمونة ( رضي الله عنها) الموجود بسرف ؟!
ولذلك ذكَّرَ ابنُ عباس ( رضي الله عنهما) بمزيد حقها ( رضي الله عنها) ، عندما توفيت ، فقال ( كما في الصحيح) : (( هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا ، فَلَا تُزَعْزِعُوهَا ، وَلَا تُزَلْزِلُوهَا ، وَارْفُقُوا)) .
ولذلك فلا شك أن زيارة قبرها بالطريقة المشروعة سيكون أفضل من زيارة قبر غيرها من عموم الناس لمن استحضر تلك المعاني ، وهو مما لا يصح أن يُمنع الناس عنه بأي حجة . وإنما يجب أن يُحرص أن يُوجه المسلمون بلوحات ومنشورات بطريقة الزيارة المشروعة ، إذا ثبت تجاوز بعضهم حدود الشرع في الزيارة .