تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل يمكن أن يأتي نص بخلاف القياس؟!

  1. Lightbulb هل يمكن أن يأتي نص بخلاف القياس؟!

    هل يمكن أن يأتي نص بخلاف القياس ؟
    عندما يقول أحد عما يثبته النص عنده : إنه يأخذ به مع كونه مخالفا للقياس ، تعظيما للنص ، قد يكون لقوله هذا معنى غير صحيح ، وقد يكون صحيحا .
    - فيكون هذا الإطلاق غير صحيح : إذا قصد من قاله أن النص خالف القياس الصحيح ، فهذا يستحيل ؛ لأن القياس الصحيح دليل شرعي ، والأدلة الشرعية لا تتناقض ؛ ولأن صحة الاستدلال بالقياس مبنية أصلا على كون الأحكام الشرعية معللة ( بعلة التعبد في العبادات ، وعلة جلب المصالح ودرء المفاسد فيما سواها) ، فإن فرضنا وجود علة مصلحية لم يراعها الشارع فقد نسفنا أصل القياس ، بل نسفنا ما نمتدح به الشريعة من كونها صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان ، ومن كونها جاءت لجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد أو تقليلها ، بأن جعلناها بخلاف ذلك ، وذلك في بعض أحكامها التي جوّزنا فيها مخالفة قياس علة المصلحة ودرء المفسدة .
    وكثيرا ما تتكرر هذه العبارة ( هذا الخبر بخلاف القياس) عند الفقهاء والأصوليين ، في سياق تقديم بعض الأخبار على القياس ، كما يقال . فيُظن من ذلك أن القياس قد يعارض النصوص الشرعية ، ولذلك أحببت التنبيه على خطأ هذا التصور .


    - وتكون هذه العبارة صحيحة : إذا قُصد بها القياس غير الصحيح ، وهو يشمل صورتين :
    الأولى : ما يظنه الناظر بادي الرأي قياسا صحيحا ، ولكن بعد التمعن يتبين له الفارق المانع من صحة القياس .
    فيكون قول الفقيه : أخذنا بالخبر المخالف للقياس ، معناه : أخذنا بالخبر الذي ربما لولا وروده لأخطأنا القياس !
    الثانية : إطلاق القياس وإرادة توهم القياس ، فيما لا يصح فيه القياس أصلا .
    وهذا كقول الحنفية في نقض الوضوء من القهقة في الصلاة ، عندما قالوا : إنه خلاف القياس ، وأنهم إنما أخذوا به لأن الأثر عندهم مقدم على القياس .
    فمرادهم توهم القياس ، لا القياس الحقيقي ؛ لأن نواقض الوضوء تعبدية ، لا علاقة لها بمعنى عقلي ولا مصلحي ، حتى يُقاس عليها . وبالاتفاق فإن التعبدات لا قياس علة فيها ، أي لا يصح فيها قياس التعليل أصلا ؛ لأن علتها هي الجهل بالعلة ( التعبد والخضوع لله تعالى ) .
    فمراد الحنفية بمخالفة هذا الحكم للقياس : أن من توهم السبب علة ، فسيجد أن أسباب نقض الوضوء مخالفة كل المخالفة للقهقهة في الصلاة ، ولا تشابه بينها وبينها . فيظن أنها مخالفة للقياس ، وهي لا تخالف القياس ، ولكنها تخالف نمط أسباب نقض الوضوء الأخرى .
    قد يقول قائل : لكن توافق الشريعة واتساقها يظهر حتى في الأسباب ، كما هو واقع في العلل ؟
    فنقول : نعم ، لكن خلافها لا يُسمى قياس علة ، وخلافها بالنص لا يمكن الاعتراض عليه ؛ لأن النص هو الذي يبين الأسباب .
    ملحوظة :
    أقصد بالعلة : ما تظهر بالعقل مناسبة الحكم له . كالإسكار في تحريم الخمر .
    وبالسبب : ما لا تظهر بالعقل مناسبته للحكم ، ولكن أقامه الشرع سببا للحكم . كزوال الشمس سببا لدخول وقت صلاة الظهر ، دون تعامدها في كبد السماء.

    د/حاتم العوني.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. افتراضي رد: هل يمكن أن يأتي نص بخلاف القياس؟!

    تكملة للخاطرة السابقة :
    ومن وجدناه من الفقهاء يقول : إن نصا قد خالف القياس ، ووجدناه قصد أن النص أثبت ما يخالف القياس الصحيح = فيجب الاحتراس من فقه هذا الفقيه في هذا الجانب ، لأنه سيكون فيه ظاهرية وسطحية في فهم النصوص ، بقدر غموض علل الأحكام عنده ؛ لأنه أظهر لنا خطأ في التصور ينقص من قوته الفقهية في التعامل مع النص وفي استنباط هدايته ، من حيث إنه كان يتصور أن الأحكام غير التعبدية قد تأتي بما لا يحقق مصلحة ولا يدرأ مفسدة .

    د/حاتم العوني.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •