ما أوسع فمه

أسرع أخفهم حركة ,بسرعة البرق نحو القرية المجاورة ظهراً,والخواطر والهموم تتسابق في مخيلته,يسابق الزمن لعله يصل قبل أن يحدث ما يخطر بباله,أخذ يحث الخطى برشاقة النمر ويشتد في الجري, ما همه التعب والإعياء ,فالهول القادم لا تحمد عقباه,وصل ساحة القرية عصراً, والحركة في القرية عادية, شباب يتسكع في الطرقات ,لا هم له إلا مراقبة حركة الفتيات ,وهن غاديات رائحات ,لشراء الملابس وأدوات التجميل,والأطفا يلهون بسباق الدراجات الهوائية,ورجال القرية يرتادون المقهى يلعبون النرد,وبعضهم يفترش المصاطب يتحدث عن أيامه الخالية ومغامراته الخيالية,بدا منظره غريباً,من هذا القادم كالكلب المسعور؟ويحك مالك مالذي جرى؟كأن دورية من فرع فلسطين تلاحقك ,لم يستطع التكلم فقد أغمي عليه من شدة التعب.صبوا فوق رأسه ماءَ,استفاق وقبل أن يفتح عينيه صاح بأعلى صوته:النجدة النجدة النجدة يأهل المروءة يا أهل الكرامة والشرف اخوتكم اخوتكم اخوتكم ,لقد هبت الريح العقيم على قريتنا ,وشردت الصغير والكبير,ضاع الأطفال في دوامتها والنساء يمزقن والشباب يبذلون مجهودهم بعزيمة وبسالة,وليس لنا طاقة بها ,هيا أيها الشبان تهيؤا لمساعدتنا على صدها قبل أن تصلكم,أيها المسنون انفخوا روح المروءة في النفوس,نظروا بوجوه بعضهم البعض ,قهقهوا ضحكوا أصابتهم هستيريا من شدة الضحك,قال أحد الشباب:هاتوا المجوز كي نعقد دبكة ونغني ونفرح.فصاح بأعلى صوته :ويحكم ماذا أصابكم لن تنجوا من شرها .
قال كبيرهم :ما رأيكم .
فصاحوا بصوت واحد مقهقهين:ما أروع غناؤه على أنغام المجوز, انظروا ما أوسع وأكبر فمه.


المجوز:المزمار.