بسم الله الرحمن الرحيموبه تعالى نستعين
الحمد لله حق حمده، والشكر له حق شكره، فسبحانه من إله تفضل فأسبغ وجاد، وأنعم فأكثر فعاد، من لا تنقضي مكارمه، ولا تنكر محامده، فأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له يساعده.
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الخلق أجمعين، محمد بن عبد الله نبيه ورسوله، وصفيه وخليله، تاركنا على البيضاء المجلية، وتارك فينا الشرائع الجلية.
ثم أما بعد:
فهذا هو العمل الحصري الجديد الذي أقدمه لأحبة قد غمروا جوّنا بالسعادة، وحازوا سبق الأخلاق والفضل والسيادة، لا ينكر أمرهم، ولا يجحد فضلهم، فجزاهم الله كل خير، ووقاهم بإذنه كل شر.
هذا العمل هو تحقيقٌ جديد أضعه بين أيديكم لـ(ثلاثيات الإمام البخاري) رحمه الله، قد وقفت على أربع نسخٍ لها، فأحببت مشاركتكم بها سائلاً المولى سبحانه أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يكتب فيه وله القبول آمين.
فقد اعتمد في إخراج هذا العمل على الآتي:
1) نسخة خطية جيدة عليها سماعات كثيرة لعلماء أجلاء، مؤلفها هو الإمام محمد بن موسى الصفار رحمه الله تعالى. من مصورات المكتبة الظاهرية. وليس عليها اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.
وقد جعلت هذه النسخة أصلاً للعمل لقدم وفاة مؤلفها رحمه الله.
2) نسخة الإمام أبو جعفر البلوي والتي ضمنها ثبته القيم الرائع الزاخر. وهي نسخة مقابلة مسموعة.
3) نسخة الشيخ علي البيومي رحمه الله، والتي ضمنها شرحه على هذه الثلاثيات. وهي من مصورات المكتبة الأزهرية.
4) نسخة الشيخ علي القاري رحمه الله، والتي ضمنها شرحه أيضا على الثلاثيات. وهي من مصورات تركيا مكتبة شهيد علي. وهي بخط المصنف.
وأخيراً _ وليس آخراً _ أرجو من الله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكتب فيه وله القبول، والفائدة والنفع آمين.
فقط أرجو منكم رحمكم الله أن لا تنسوني من صالح دعائكم، فأنا بأشد الحاجة إليه.
ملاحظة أحبتي الكرام: قد أخذ هذا العمل مني وقتٌ ليس بالهين، وجهدٌ أضنى وأصعب منه، فلذلك _ على أنه لا حقوق نشر لي؛ لكن يكفي أن الله يكفل حقي _ لا أبيح أحداً قد تسول له نفسه أن يتعدى على هذا العمل بأن ينسبه لنفسه جاحداً ومتغاضياً عملي فيه، والله حسيبه يوم الدين.