المبحث الأول : وجوب كسر همزة إن بعد القول .
المطلب الأول : أدلة هذا القول
يستدل القائلون بوجوب فتح همزة إن بعد القول بدليلين أساسين هما:
أولا: القاعدة العامة التي اعتمدها النحاة في فتح همزة إن أو كسرها وهي :
إذا صحَّ أن يُصاغ من إنّ وإسمها وخبرها مصدر فتفتح همزة إن .
أما إذا لم يَجُزْ أن يصاغ منها هي واسمها وخبرها مصدر، فإن همزتها تكون مكسورة (1)،وفي هذا يقول ابن مالك:
وهمز إن افتح لسد مصدر ... مسدها وفي سوى ذاك اكسر
قال ابن عقيل : (إن لها ثلاثة أحوال: وجوب الفتح ووجوب الكسر وجواز الأمرين.
فيجب فتحها إذا قدرت بمصدر كما إذا وقعت في موضع مرفوع فعل نحو: يعجبني أنك قائم أي قيامك أو منصوبة نحو: عرفت أنك قائم أي قيامك أو في موضع مجرور حرف نحو عجبت من أنك قائم أي من قيامك وإنما قال لسد مصدر مسدها ولم يقل لسد مفرد مسدها لأنه قد يسد المفرد مسدها ويجب كسرها نحو ظننت زيدا إنه قائم فهذه يجب كسرها وإن سد مسدها مفرد لأنها في موضع المفعول الثاني ولكن لا تقدر بالمصدر إذ لا يصح ظننت زيدا قيامه.
فإن لم يجب تقديرها بمصدر لم يجب فتحها بل تكسر وجوبا أو جوازا على ما سنبين وتحت هذا قسمان أحدهما وجوب الكسر والثاني جواز الفتح والكسر.)(2)
ثانيا: أن هذا هو الكثير في كلام العرب ومنه :
قول الله عز وجل: (قال إني عبد الله).
وقوله: (قال إنه يقول إنها بقرةٌ صفراء).
ومنه قول الشاعر:
تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا...... فقلت لها: إنّ الكرامَ قليلُ
وغير هذه الأمثلة كثير.
فمن خلال ماسبق يتضح لنا قوة هذا القول ،ولكن هذا لن يمنعنا من مناقشته لعلنا نصل إلى شيء جديد،وهذا ما سنفعله في المطلب القادم.