البعضُ يعتقد أنّ بمجرد أن يؤلّف الكاتبُ كتاباً أو يُلقي محاضرةً ، أو تُسلّط عليه أضواءُ بعض القنوات النّطيحة ، والصّحف والمجلاّت المُتردّية قد صارَ منتظمًا في سِلك الذين كانوا قليلاً من اللّيل ما ينامون ابتغاءَ البحث والاستقصاء ، والتّعب من أجل الإبداع والتألق في سماء الأدب والعلم ، وهذا اعتقاد فاسد لا يقول به إلاّ من قلّ نصيبه من المعرفة بأحوال القوم ..فهناك كتّاب مشاهير يُشار إليهم بالبنان ، ولهم أسماء وازنة في عالم الكتابة ، ولكن إذا قرأت لهم بنفسك وبحياد ستجد أنّ التّفاهة ديدنهم ، وقلّة الحياء سبيلهم ، والجهل بأمور الدين أعمى بصرَهم وبصيرتهم ..ولعل خير مثال على ذلك مؤلف رواية ( الخبز الحافي ) ، و (زمن الأخطاء ) ، فمن يقرأ لهذا الرّجل وكان ذا فِطرة سليمة سيتمنى في قرارة نفسه أن يبقى جاهلا وخاملاً طولَ حياته خير له من أن ينزل لهذا الدّرك الهابط من الرّذيلة التي تلطّخ بها هذا المعتوه ، لاعناً في سرّه الإعلامَ الفاجرَ الذي لا يشيد ولا ينوّه إلا بأعمال أصحاب الشذوذ والانحراف ...!